رئيس التحرير
عصام كامل

مجهول زرع قنبلة فقتلت ابنه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هناك مقولة لمارتن لوثر كينج تقول «كل خطوة لتحقيق العدالة تتطلب تضحية ومعاناة ونضالا».. هناك أفراد يكرسون حياتهم لهذا دون كلل أو ملل بل ويفعلوه بعاطفة جياشة.


تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع ما يقوم به رجال مصريون شرفاء لا نعرف أسماءهم رغم أن كل منهم مشروع شهيد.. هؤلاء الرجال وظيفتهم إبطال مفعول قنابل زرعها جبناء لا ضمير عندهم ولا أخلاق.. قنابل عمياء تطول النساء والأطفال والرجال دون تمييز..

أتخيل المشاعر الإنسانية المتناقضة التي تنتاب أسرة كل فرد من هؤلاء الرجال وهم يودعونه ربما الوداع الأخير لحظة ذهابه لتفكيك إحدى القنابل.. بالتأكيد يودون عدم ذهابه حفاظا على حياته.. وفى نفس الوقت يريدون ذهابه حفاظا على حياة اُناس أبرياء لا ذنب لهم، بل ليحميهم أيضا فهو يحمي أبناءه وأهله على مستوى عائلته وعلى مستوى وطنا، فكل الأطفال أبناؤه لأنهم وارد يكونون في نفس المكان أو آخر، ممكن يكون له أخ أو صديق يستقل قطارًا به قنبلة.

وفى المقابل أتخيل المشاعر التي تنتاب الجبناء الذين يزرعون قنابل الخسة وهم يحلمون بتفجيرها في أكبر عدد من المصريين لا ذنب لهم ارتكبوه سوى أن تصادف وجودهم في مكان هذه القنابل.

أقول لنفسى ماذا يحدث لو انفجرت إحدى هذه القنابل بالمصادفة في أحد أولادهم؟ من المؤكد أن أحاسيسهم الميتة والمتبلدة لن تهتز لأن من يفجر قنبلة في إنسان بريء مجرد حيوان.. بل نظلم الحيوانات لأن لديها مشاعر وأحاسيس عنهم.
الجريدة الرسمية