رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل «كامل زهيري»

كامل زهيري
كامل زهيري

قرأت عنه كثيرا وكان لزاما أن أكتب عنه وقد عاش عمرا مديدا تاركا سيرة عطرة ورسالة افتقدت كثيرا من يسير على نهجها في زمن كثر فيه الركض لأجل السير في فلك السلطة لنيل رضاها ومثله لم يفعل وأجدني أكتب عنه في ذكرى رحيله.


ولقي ربه 24 نوفمبر عام 2008 عن عُمر يناهز الـ81 عاما.. سيرة حياة كامل زهيري تنطق بأننا أمام شخصية أسطورية وتخرج من كلية الحقوق عام 1947 ليسافر بعدها لفرنسا ليحصل على دبلوم الدراسات العليا في الآداب من جامعة السوربون عام 1949 ويعود بعدها لمصر ليعمل بعض الوقت بالمحاماة ثم يسافر للهند للعمل مذيعا بإذاعة الهند فضلا عن عمله كمراسل صحفي وعاد بعدها لمصر ليعمل في مجلة "روز اليوسف" ويتدرج في المناصب الصحفية حتى يصبح رئيسا لتحريرها ثم رئيسا لمجلس الإدارة ثم رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال.

تلك كانت مقدمة عن المحطات الرئيسية في حياته ويبقي الأهم هو قوة شخصية ذلك الرجل ووقفته الشهيرة ضد الرئيس الراحل أنور السادات إبان توليه منصب نقيب الصحفيين وهو المنصب الذي تولاه مرتين والأولى من عام 1968 حتى عام 1971 والثانية وهي الأهم من عام 1979 حتى عام 1981.

ووجد الرئيس السادات معارضة قوية جراء توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل وأراد أن يفصل بعض الصحفيين وتطور الأمر إلى رغبته في تحويل نقابة الصحفيين إلى ناد يومها "تصدي" له "النقيب" كامل زهيري بقوة وله مقولة شهيرة ردا على رغبة الرئيس السادات في العصف بالأقلام وإلغاء دور النقابة يومها قال "من يرد أن ينهي حياته السياسية بضرب حرية الصحافة سينتهي من التاريخ".

حديثي عن دور النقيب كامل زهيري لأنه واجه السلطة ولم يركض في فلكها على نحو جعل السلطة بعد مرحلة كامل زهيري تسعى لاختيار" نقباء" مهادنين ومؤيدين على نحو نال كثيرا من دور نقابة الصحفيين ورسالتها السامية وما إن يأتي الحديث عن نقابة الصحفيين إلا وأترحم على "النقيب" كامل زهيري صاحب المبدأ والتاريخ المُشرف.

في ذكري رحيل الأستاذ كامل زهيري "يفتقد القراء "كلماته" وقد كان مقاله اليومي "من ثقب الباب" من خلال العمود الشهير بجريدة "الجمهورية" "منبرا" للفكر الحر الرصين، وتبقي مؤلفات كامل زهيري الأديب المفكر والسياسي موضع تقدير وإجلال وكم أود أن تصدر في طبعات شعبية تزامنا مع كتاب "تذكاري" عن سيرته وتجربته الثرية.

في ذكري رحيله ما زال مقعده "النقابي" شاغرا، والعزاء أنه ترك سيرة عطرة وأفكارا لابد وأن تكون محل اقتداء واختتم بمقولته الشهير القائلة: "إن أقوى مقاومة اكتشفها غاندي للإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغرب عن ممتلكاتها هي المقاومة السلمية".. رحم الله الأستاذ كامل زهيري.
Advertisements
الجريدة الرسمية