رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر التفاصيل الكاملة لجلسة محاكمة المتهمين في «مذبحة بورسعيد».. التحريات: «حسيبة والموقة» قاما بإلقاء الجماهير من أعلى المدرجات.. والشهود: ألتراس مصراوي اتفقوا على الانتقام من الأ

جانب من جلسة محاكمة
جانب من جلسة محاكمة مذبحة بورسعيد

استكملت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة جلسة محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا "بمذبحة بورسعيد"، وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد محمد وعضوية المستشارين سعيد عيسى حسن وبهاء الدين فؤاد توفيق، وبحضور كل من طارق كروم ومحمد الجميل، وكلاء النيابة، وبسكرتارية محمد عبد الستار وأحمد عطية.


"بداية الجلسة"
وبدأت الجلسة في الحادية عشرة صباحًا وأُحضر المتهمون من محبسهم وتم إيداعهم قفص الاتهام، وطالبت المحكمة من كل من عصام الدين محمد سمك ومحمد محمد سعد وتوفيق ملكان صبيحة استجوابهم في بعض النقاط المهمة في الدعوي فوافق الدفاع الحاضر عن سعد وصبيحة بينما طالب دفاع سمك التأجيل لجلسة باكر لحضور الدفاع الأصيل، وأفادت المحكمة أنه ورد إليها تقرير اللجنة الفنية المنتدبة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتقرير الأمن الوطني وتقرير المخابرات العامة وأنها تمهل الدفاع للاطلاع عليهم بجلسة الغد.

"سماع الشهود"
وسألت المحكمة المتهمين عصام سمك ومحمد محمد سعد وتوفيق مالكان عن موافقتهم حول استجواب المحكمة في بعض النقاط بالدعوى فوافقوا ووافق دفاعهم، وأوضح القاضى للدفاع أن تقرير الخبراء وتقرير المخابرات العامة وتقرير الأمن الوطنى وصلوا إلى المحكمة وأن الدفاع سوف يطلع عليه، وقرر القاضى بأنه لن يسمح بتصوير ورقة واحدة ولو استدعى الأمن "تباتوا بالأكاديمية" للاطلاع على التقارير.

واستمعت المحكمة لأقوال الشاهد العقيد السعيد شكرى السعيد وشهد أنه يوم 1 فبراير كان معين خدمة في مباراة الأهلي المصرى بمدرج الدرجة الأولى شمال وأنه كان بالاستاد منذ الساعة 12 ظهرا وغادر بعد انتهاء المباراة مباشرة ونزول الجماهير أرض الملعب بعد الأحداث بـ10 دقائق.

وأضاف أن الشماريخ كانت تُلقى من جماهير الناديين المصرى والأهلي، وأنه لم يتم أي تعدٍ أثناء المباراة ولم أشهد التعديات بالاستاد وبعد انتهاء المبارة نزلت بعض جماهير النادي المصرى أرض الملعب وحدوث حالة من الهياج وخروج لاعبي النادي الأهلي وحالة من الشغب.

وأضاف أنه كان ضمن فريق البحث الذي أجرى التحريات حول الواقعة، وأنه لم يختص بتحرياته اتهام شخص بعينه ولكن بالواقعة برمتها وتوصلت لنزول بعض جماهير النادي المصرى لأرض الملعب والتصادم بين الجماهير النادي الأهلي.

وأوضح أن محضر التحريات كان به أسماء بعض المتهمين ولكنه لا يتذكرها، وأن الواقعة أسفرت عن 68 متوفٍ معظمها حالات اختناق وأنه لا يتذكر عدد حالات الإصابات.

وأشار إلى أنه نمى لمسامعهم من خلال شبكة الإنترنت والفيس بوك وجود حالة من الاحتقان بين الناديين وكان ذلك قبل المبارة وقبل كل مباراة.

كما استمعت المحكمة لأقوال الضابط أحمد طاهر نور الدين حيث شهد بأنه أخطر قبل الواقعة بمأمورية خدمة تأمين فريق النادي الأهلي وبالفعل رافقت فريق النادي الأهلي بالفندق الذي أقام به ببورسعيد وقام باصطحاب الفريق إلى أرض الملعب وانتظر معهم حتى انتهت المباراة.

وفور دخولنا أرض الملعب كانت قوات الأمن المركزى تقوم بتفتيش جماهير النادي الأهلي وأثناء المباراة كان جماهير النادي المصرى والأهلي يشجعون بطريقة ساخنة ويقوم جماهير الفريقين بإطلاق الشماريخ طوال المباراة ولكن لم تحدث أي إصابات أو وفيات من هذه الشماريخ.

وأضاف أنه كان يجلس على دكة فريق النادي الأهلي الاحتياطي والإداريين وأنه لم يشاهد أى أسلحة وعصى بأرض الملعب وكذا لم يشاهد أي وفيات أو إصابات إلا بعد انتهاء المبارة ويعتقد أن سببها التدافع.

وأشار إلى أنه كان مشغولا بتأمين المدرب "جوزيه " والمساعدين الأجانب الذين كانوا معهم، ودخلت بهم من ناحية المقصورة حتى وصلنا إلى صالة "الـ vip".

وقال النقيب محمد إبراهيم محمد شتا إنه كان يعمل رئيس مباحث قسم الزهور وقت الأحداث وحاليا رئيس مباحث مطار شرم الشيخ وأكد أن هناك صلة قرابة بينه وبين المتهم محسن شتا حيث أنه ابن عم والده، فقال القاضي شهادتك مجروحة ولكن هنسألك برضه بناء على طلب الدفاع، أكد الشاهد أنه لم يشاهد الأحداث وقت المباراة وأنه ليس لديه أي معلومات حولها.

وشهد الضابط محمد عصام الدين الحلوجى رئيس مباحث قسم المرافق بأنه كان مكلفا بتأمين فريق النادي المصرى من محل الإقامة وحتى الاستاد وأنه ظل معهم حتى انتهاء المباراة ودخولهم غرفة الملابس ومغادرتهم إلى الفندق مرة أخرى، مضيفا أنه كان يجلس على مقاعد الاحتياطي للنادي المصري.

ولفت إلى أنه منذ بداية المباراة كان هناك أحداث شغب بين الجمهورين بالشماريخ، وحتى تم انتهاء المبارة نزلت جماهير النادي المصرى لأرض الملعب وكانوا يجرون ولم أرهم بعد ذلك ولم ينمَ لعلمى ماذا فعلوا وأنه كان هناك بعض الجماهير تنزل أرض الملعب ثم تصعد مرة أخرى، وبعضهم كان ينزل لعمل الشغب وآخرين ينزلون للاحتفال بالأهداف.

وأوضح بأنه بعد تأمين الفريق علم بالأحداث، وأنه لم يكن يتوقع أحد الأحداث، رغم وجود حالة احتقان بين الفريقين ولكنها معتادة في جميع المباريات.

وقال العقيد محمد خالد محمد كمال نمنم إنه كان معينا مشرفا للمباحث بالمدرج الشرقي المسمي بالساحة وكان متواجدا في ميعاد الخدمة أثناء المباراة وأنه كان متنقلا بين الساحة والمدرج الشرقي للمرور على الخدمات.

وأشار نمنم إلى أنه ثابت في أمر الخدمة عدد الجنود المكلف بمتابعتهم، وأنه في الشوط الأول كان متواجدا داخل المدرج وسط جماهير النادي الأهلي ودوره كان الإشراف على الضباط المكلفين بالجلوس وسط المدرجات.

وشدد على أنه دخل إلى المدرج من الباب المؤدي إلى درجات السلم المتجه إلى المدرجات، وأنه علم بعد ذلك بإطلاق الشماريخ في الهواء أثناء المباراة مؤكدا أن جماهير النادي المصري هي من بدأت بإلقائها.

وأشار إلى أن باب المدرج لم يفتح إلا أثناء دخوله وخروجه والقائم بذلك العقيد محمد سعد، ولكنه تم فتحه بين الشوطين لوجود حالة هياج شديد بين جمهور النادي الأهلي وكانوا يريدون الخروج منه باستمرار لقضاء حاجتهم وصمم اللواء محمد فتحي على غلق الباب كإجراء أمني.

"اتفاق ألتراس مصراوي"
وأكد أنه كان هناك اتفاق مسبق من ألتراس مصراوى وجرين ايجلس وسوبر جرين قبل المبارة على الانتقام من ألتراس أهلاوى ويأخذوا حقهم منهم وذلك لوجود عقيدة لدى أعضاء الألتراس بأنه عندما يعتدى على أعضاء الألتراس الثانى ويأخذ البنر الخاص بهم والتيشيرتات الخاصة بهم بذلك يكون الألتراس قد حل تلقائيا، وأن الاتفاق كان بانتظارهم بمحطة القطار للتعدى عليهم أثناء نزولهم وركوبهم الأتوبيسات ولكن الأمن غير الخطة وقام بإنزال جماهير الأهلي بمحطة الركاب، فقاموا بالاعتداء عليهم بشارع 23 يوليو بالقرب من الاستاد وأصيب عدد منهم.

وأوضح أن التحريات لم تتوصل إلى أنهم كانوا يريدون القتل ولكن التعديات وصلت إلى حد القتل.

وقال نمنم إن المتهمين "حسيبة والموقة" هما من قاما بإلقاء الجماهير من أعلى المدرجات، وهنا ردد أحد المتهمين من داخل القفص "حسبنا الله ونعم الوكيل..والله العظيم كذاب..احنا مظلومين "، ورد القاضى: "اسكت وإلا سأرفع الجلسة وأخرجك من القفص".

وحدثت مشادة كلامية بين المحكمة والمحامى نيازى إبراهيم رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين بسبب طريقة توجيه أسئلته للشاهد فرفعت المحكمة الجلسة.

وبعد رفعها ردد المتهمون وهم يتحدثون بأصوات باكية حزينة "الحكومة اللى عملتها احنا غلابة..احنا خرفان الدولة..احنا مش خايفين من حاجة خالص".

وأثناء ذلك انفجر المتهمون بنوبة من الغضب الشديد أطلقوا خلالها العديد من الألفاظ النابية، ورد أهالي الشهداء عليهم، ولكن تمت تهدئة أهالي الشهداء.
الجريدة الرسمية