رئيس التحرير
عصام كامل

إقالة محافظ الإسماعيلية !


"طلب الرئيس السيسي من مساعديه بعد أن فرغ من ارتباطاته التي شغلته الأسبوع الماضي، ملف التحقيق الذي أمر به حول واقعة محافظ الإسماعيلية..والتي طلب مبدئيا من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب استطلاع الأمر فيها وإبلاغه في أقرب فرصة" !


قالت التقارير إن الرجل ( المحافظ ) لم يقصد إهانة المواطنين وإن الانفعال كان غالبا عليه في لقاء جماهيري استدعى الانفعال.. وإن الحركة التي استخدم فيها أصابعه ورغم أنها غير لائقة إلا أنها كانت عفوي ة!
سأل الرئيس: هل كان لقاءً جماهيريا فعلا ؟ أجابوا على الفور: نعم يا فندم.

أمسك الرئيس السيسي بالتقرير والملف وقال: على أمين عام الرئاسة إبلاغ المهندس محلب أن يطلب من المحافظ تقديم استقالته على الفور.. ليس مناسبا لمرحلتنا من يهين الناس ويعتدي بالإشارات الخارجة على شعب مصر..لا يليق أن نمدح شعب مصر كل يوم وفي كل مناسبة حتى إننا طلبنا من قوات الجيش العظيم في احتفالات أكتوبر أن تؤدي التحية للشعب العظيم..كيف سيكون حال تلاميذ الإسماعيلية إن قلدوا حاكم الإقليم ؟ كيف يستطيع أولادي المدرسون تعليم الأخلاق والأدب لأحفادي أبناء الإسماعيلية ؟ بل كيف سيسأل المحافظ عن الالتزام بالأدب والسلوك القويم إذا زار المدارس بمحافظته ؟ وإن كان يفعل ذلك أمام الناس فماذا يفعل في الاجتماعات الخاصة ؟ صحيح للرجل تاريخه وقد قدم لمصر الكثير..وتبرع بنصف مرتبه وهذا نحمده له..ويمكننا أن نستبدله في حركة المحافظين القادمة والقريبة، لكننا نريد أن يعلم الجميع كما علموا عندما تم تغيير محافظ الوادي الجديد لأنه أعلن تأييده لنا في وقت كان عليه التزام الحياد..أن العصر الحالي عصر القيم وإلا فلن نبني وطننا الذي نحلم به !

بعد القرار.. الارتياح يعم مصر والربط في الحزم بين السيسي وجمال عبد الناصر (وقد أقال الأخير رئيس الوزراء بسبب ملاليم زيادة في سعر الأرز ومنع أنيس منصور من الكتابة رغم تزلفه إليه لأنه أهان شعب مصر - وليس هو - في مقال شهير) يطل على المشهد من جديد.. بينما التزم المحافظون أعمالهم التي شهدت انضباطا غير مسبوق أدى إلى ارتياح غير مسبوق أيضا عند المصريين حتى أن القرار وإن أغضب شخصًا إلا أراح الملايين في وقت يحتاج السيسي إلى نصرة أنصاره في كل مكان في ظل حرب شرسة مع الإرهابيين والمرتبطين بأمريكا من نشطاء ومتمولين في حين فسره البعض بأن السيسي يعرف كيف يكسب الناس وكيف يلعب على الوتر الحساس لديهم في حين أرجعه آخرون إلى شهامة أبناء الجمالية الذين نشأ بينهم السيسي ولا يقبلون الحال المايل ولا أنصاف الحلول"!

نعود للواقع.. لكن ولأن السطور السابقة أحدثت ما أحدثت في عقول القراء.. حتى إنهم سرحوا معها وفيها.. لذا يحتاج مستشارو الرئيس إلى مقال منفصل غدًا إن شاء الله، إن كان هناك أصلا من يقوم بهذه المهمة في ظل أعباء السيسي التي لا تنتهي وفي ظل الطريقة التي يدير بها المهندس محلب مجلس الوزراء رغم مجهوده الكبير والجبار الذي يبليه ولا ينكره إلا جاحد.. إلا أن تفاصيل صغيرة تفسد الأعمال الكبيرة ولدينا أمثلة حقيقية نؤجلها للغد !!
الجريدة الرسمية