رئيس التحرير
عصام كامل

مات قبل أن يولد


لا توجد حكومة أو نظام أكثر حظا من حكومة محلب والنظام الحالى، فمع كل كارثة يحدثها هذا النظام سواءً كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية، تجد مجموعة من الأغبياء والحمقى الذين يغطون على كوارثه بكل سهولة ويسر، بل إنهم يخلقون تعاطفا وطنيا واجبا مع هذا النظام وإلزاما وطنيا أو حتى أخلاقيا بمساندته... وهل هناك أكثر غباء وحماقه من جماعات الإسلام السياسي الأكثر تطرفا والتي تنادى بثورة (غير سلمية ) في يوم 28 نوفمبر الجارى؟!


ولشدة حماقتهم، تجدهم دائما يختارون التوقيت الخطأ متحججين بخطأ أكبر وهو عودة ( شرعيتهم ) التي ينادون بها متغافلين الواقع من حولهم سواء كان خارجيا أو داخليا... فخارجيا نجد النظام القطرى داعمهم الأكبر بقنواته الإعلاميه وأمواله السائبة قد رضخ للشقيق السعودى الأكبر وباقى دول مجلس التعاون فتم إجبارها على التصالح مع النظام المصرى لا لسواد عينيه أو لحبه الشديد لمصر وأهلها، فالسياسة لا تعرف حبًا حتى بين الأشقاء... وإنما هي مصالح وربما إملاءات خارجية تسعى لإحداث هدوء (مؤقت ) مطلوب في المنطقة التي تمثل مصر فيها ديموجرافيا وسياسيا واقتصاديا حجر الزاوية للعم سام وكثير من دول الغرب، وربما تحجيما للديك الرومى المنتشى بإنجازاته الاقتصادية ويسعى للتوسع في المنطقة متعاونا مع داعش لسحق الأكراد الذين يمثلون شوكة في حلقه منذ الأيام الخوالى للإمبراطورية العثمانية !

أما داخليا وهو ما يهمنا أكثر، فيجب أن يعى هؤلاء الإسلامجية أنهم لن يفلحوا أبدا في إثارة الشعب المصرى الذي لا يثور أغلبه إلا في أحلك الظروف أو عند وفاته إكلينيكيا فقط وعندما يجد من يشجعه من أبنائه الصغار النبلاء متقدمى الصفوف عراة الصدور مناقضى الآباء والأجداد...أو عندما يغير من جيرانه أشقاء العروبة ( اسما فقط ) والدين.... وليست 25 يناير ببيعد عندما كان الجميع إخوانا ومتسلفين وباقى الأدعياء يشاهدون الثورة من بعيد لبعيد يا حبيبى حتى وجدوا النظام الهش يتهاوى، فسارعوا بالقفز على الثورة وسرقوها لكثرتهم وكثرة المغيبين والجهلاء والبسطاء والطيبين الذين ظنوا بهم خيرا وبعض الظن إثم حقا !

نعم الظروف سيئة والاقتصاد في أسوا حالاته وهو بالضرورة عند أغلبية المصريين يتمثل في رواج حركة البيع والشراء بأسعار معقولة وهذا بالطبع غير متواجد لكن تتبقى الثورة بعيدة جدا ولأسباب عديدة أهمها إحباط وقود الثورة وأقصد بهم النبلاء الصغار الذين لم تلوثهم عادات إفساد نظام مبارك و( طرمخة ) الآباء والأجداد عليه طالما كانت العملية ماشية وكلمة الحمد لله تخرس أي متطلع لعدل الله ورحمته... أو: يا عم والنبى سيبوا البلد ماشية كفاية خراب !!!

يشعر شباب الثورة بأنهم لقوا جزاء سنمار بعدما ضحوا بأرواحهم ودمائهم ثائرين على ظلم جلى وقمع علنى وفساد منظم، نيابة عن السادة المستلقين أمام شاشات التليفزيون وبجوار الزوجات، الآن يتم تخوين هذا الشباب يوميا أو تكفيره أو سبه بأقذر الصفات... لماذا الثورة إذن ولمن ؟... هل يستحق هؤلاء من يثور لصالحهم... لا دعهم مع من يحبون !

ثم إن هؤلاء الشباب، كتلة الثورة الحرجة وقودها المتجدد يجد من يطالبه بالثورة هم من خذلوهم وساهموا بل تمتعتوا بقتلهم وسحقهم في محمد محمود الأولى والثانية فرحين بـ (العرس ) الديمقراطى الذي كان يتزين له مرشد الجماعة وباقى السادة الإسلامجية... ومن قال إن هؤلاء الأنقياء السلميين حقا يمكنهم أن يبيعوا مبدأهم ويخرجوا في دعوة غير سلمية صراحةً وفجرا ! ثم إن الوطن همهم الأكبر، لا يتحملونه مطلقا حاليا وهم لا ينتمون لشىء آخر سواه... لا لجماعة مغلقة مثل أصحاب الدعوة!

لذا فيوم 28 نوفمبر 2014، مات قبل أن يولد هو وأي دعوة يطلقها المتأسلمون، فقط سيخرج بعض فقرائهم وأجرائهم في أعداد بسيطة يموت فيها بعضهم انتظارا من مموليهم وسادتهم وشيوخ نفاقهم، للمتاجرة إعلاميا بدمهم لكن... هل ستكون قناة الجزيرة حاضرة؟... سنرى !
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية