رئيس التحرير
عصام كامل

أقوى «عنتيل» في مصر!


باعتقادك ما أقوى شيء في مصر؟ «سي السيد» داخل بيته؟ وارد، لكن لا أخفيك سرًا أن المرأة، في هذا الزمان، استطاعت ترويض الرجل «الغضنفر»، وحولته إلى كائن «مستأنس»، «لا يهش ولا ينش» إلا عندما يكون «عنتيلًا»!


أهو البلطجي الشقي المسجل خطر؟ ربما، لكن دعني أذكرك أن هذا البلطجي يصبح كالفأر المذعور حينما يتكالب عليه الأهالي وتطارده الشرطة!

أيكون هو «المصارع» الشرس الذي يجيد الفنون القتالية؟ مُحتمل، لكن هذا الرياضي لا يمكنه الحفاظ على قوته مع تقدم الزمن به!

إذن تريد أن تقول إن الرئيس هو الأقوى في مصر؟ قطعًا لا.. فمن الممكن أن يطيح المصريون به كما فعلوا مع «مبارك» و«مرسي»!

وقبل أن تضرب أخماسًا في أسداس، دعني أخبرك أن أقوى «عنتيل» في مصر ليس «شخصًا» يأكل ويشرب، لكنه، منذ آلاف السنين، ينمو ويترعرع ويتوغل وينتشر في كل ربوع الدولة، ولم يستطع أي مسئول أن يتصدى له ويقضي عليه.

إنه « الفساد»، على مدى التاريخ في مصر الفرعونية، والقبطية، وفي الخلافة الراشدة، وفي الدولة الأموية، والعباسية، والفاطمية، والإخشيدية، والطولونية، والمملوكية، والعثمانية، وفي عهد أسرة محمد على، وجمهورية «نجيب» و«عبد الناصر» و«السادات» و«مبارك»، و«المجلس العسكري»، و«مرسي»، و«عدلي منصور».

وفي عهد «السيسي»، الذي تعهد بمحاربة الفساد، ما زال «الفساد» يستفحل ويتوحش، ويُخرج لسانه للجميع، وللدليل على ذلك نستعرض واقعتين، الأولى تصريح لرئيس الوزراء إبراهيم محلب بأن «الفساد في وزارة الزارعة للرُّكب.. ومصر بلا سياسة زراعية»، لقد شهد شاهد من أهلها، كما شهد زكريا عزمي في مجلس الشعب أواخر سنوات حكم «مبارك»، لكن ماذا بعد هذه الشهادة؟!

الواقعة الثانية كشفتها الزميلة «المصري اليوم»، وهي متعلقة بتعيين أبناء قيادات «الكهرباء» بالوزارة، رغم تضخم العمالة بالوزارة ومرورها بأزمة مالية طاحنة، في الوقت الذي تم فيه استبعاد المئات الذين اجتازوا الاختبارات، لكنهم «بلا ظهر»!

ولا يخفى على أحد أن ما ينطبق على «الكهرباء» ينطبق على وزارة «العدل»، و«البترول»، و«السياحة»، و«الداخلية»، و«الطيران»، و«القضاء»، و«المالية»، و«البنوك».. فأغلب المسئولين يديرون ظهرهم للقوانين واللوائح، ويتعاملون مع مؤسساتهم كأنها «تركة» أو «وسية»، لا ينبغي أن تذهب لغير أبنائهم، أو المقربين منهم.. ولا أراكم الله مكروهًا في «شريف» لديكم!
الجريدة الرسمية