رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الإخواني المنشق د. رضا عبدالمجيد: هذا دليلي على وجود تفاهمات بين "العسكري" والإخوان

فيتو

  • الشاطر هو العقل المدبر للعنف وليس محمود عزت
  • كتابى "كنت إخوانيًا" يكشف كواليس الاتفاقات بين قيادات الجماعة
  • من يظن أن جماعة الإخوان انهارت وانتهت "مخطئ"
  • بدأت مرحلة إعمال العقل عندما صُدِمْت فى الجماعة 
  • كنت أقرأ سرًا لأن الجماعة تمنع أعضاءها من القراءة 
  • الجماعة قادرة على تلوين جلدها وتغيير استراتيجيتها مرات عديدة
  • الإخوان يسيطرون على المعاهد العلمية في اليمن 
  • الطمع والأنانية وحب الذات أهم صفات الإخوانى 
  • صفوت حجازي أخرج الثوار الحقيقيين من الميدان 
  • 25 يناير تجمع بين المؤامرة والثورة 
  • الإخوان أشد خطرًا من اليهود على مصر 
  • "كنت إخوانيًا" يرصد كواليس أحداث 25 يناير 


قال الدكتور رضا عبد المجيد الإخوانى المنشق، أن أخلاق أعضاء جماعة الإخوان هي السبب الأول وراء خروجه من الجماعة، مشيرًا إلى أن الطمع وحب الذات أهم صفات الإخوانى، مضيفًا أن كتابه "كنت إخوانيًا" يرصد كواليس ما حدث في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، مؤكدًا أن الإخوان وبعض الشخصيات العامة سعوا إلى إبعاد وتصفية الثوار الحقيقيين من الميدان، وإلى نص الحوار..

• بداية.. كنت عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين وانشققت عنهم.. فكيف انضممت لهم؟
جماعة الإخوان عادة تجذب أعضاءها في سن مبكرة، وعلاقتى بدأت مع الجماعة وأنا في المرحلة الإعدادية، ويقومون باصطياد وجذب الشباب أثناء الصلاة داخل المسجد، ثم يسحبوهم لحضور اللقاءات والدروس الدينية، والرحلات الترفيهية وهذه مرحلة التهيئة والتي لا يعرف فيها أنه انتمى للإخوان وتطلق عليها "الدعوة الفردية" وبعدها يغزل قادة الجماعة خيوطهم حول المختار ويشعروه باهتمام كبير، إلى أن يشعر العضو الجديد بعدم الاستغناء عن الجماعة.
والتحقت بالجماعة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات مع اغتيال الرئيس السادات، وفرحت كثيرا حينذاك وقت اغتياله، بسبب ما كان مغروسا لدي من أفكار بأن الحكومة هي عدونا الأول والذي سننتصر عليه.
وتركت الجماعة عام 1996، وهذا كان الانشقاق الكامل عنهم، حيث كان يسبقه فترة في اليمن، فقد سافرت اليمن عن طريق الإخوان حيث كنت أعمل كمدرس في المعاهد العلمية هناك، والإخوان يسيطرون على تلك المعاهد في اليمن، حيث كان هناك تنظيم إخوانى مصرى يقوده محمد البحيرى، وكان يحتل منصبا إداريا في المعاهد العلمية.

• وهل كان التنظيم الإخوانى المصرى في اليمن يضم جنسيات أخرى؟
كانت التنظيمات الإخوانية في اليمن مشتركة، تحت ما يسمى "الأسرة" وهى عبارة عن مجموعة يعيشون سويًا ويرأسهم شخص يسمى "نقيب" وكانت الأسرة تضم مصريا ويمنيا وأردنيا، ولكن في الفترة التي سافرت فيها لليمن كان قد حدث خلاف بين التنظيمات الإخوانية وتم فصلها عن بعضها، حيث كان التنظيم المصرى مستقل، واليمنى مستقل، وأحيانا كانوا يشتركون في بعض الأعمال، مثل المعسكرات، أو اللقاءات التي يعقدها الشيخ عبد المجيد الزندانى وهو من الشخصيات المشهورة في اليمن والذي ينتمى إلى التيار الإسلامى، ولكنه لم يفصح عن كونه إخوانيا أو سلفيا أو جهاديا أو تكفيريا.
وكان الالتقاء بين قيادات مختلف التيارات الإسلامية واردا في أي لحظة؛ لأن الجماعات الإسلامية من بدايتها هي صنيعة غربية، وهو المتحكم في لم شملهم أو تفرقتهم من خلال الفتن التي كانت قد تصل إلى حرب فعلية مثلما حدث بين تنظيم القاعدة وجماعة النصرة، ودائما كان الإخوان يهاجمون تنظيم القاعدة ولكن ليس هناك مانع من أن يتعاونوا مع بعضهم في فترة من الفترات.

• وما أسباب انشقاقك عن جماعة الإخوان ؟
التنظيم الإخوانى في اليمن يعتمد على معايشة أعضاء الجماعة مع بعضهم البعض، بحكم العمل في مكان واحد والسكن أيضًا، وهذا اللقاء المعيشى أظهر بعض العيوب في الأفراد، والأفراد هنا يخدعون في بعضهم البعض، وتتلاشى المثاليات والمبادئ الإسلامية التي تدعيها الجماعة، كالأنانية وحب الذات وسوء المعاملة مع الإخوة وأيضًا الطمع والصراع على الماديات، وهنا صدمت فيهم، وبدأت مرحلة إعمال العقل من خلال البحث في عيوب منهج الجماعة نفسه، وكنت أقرأ سرا لأن الجماعة تمنع أعضاءها من القراءة المطلقة، واكتشفت أن التيارات الإسلامية المختلفة تكشف عوار بعضهم، وعلى سبيل المثال الإخوان كانت تهاجم وتسب جبهة الإنقاذ في تونس التي منها الغنوشى، وجبهة الإنقاذ في السودان ومنها الترابى، وهما اللذان يقومان أيضا بنقد فكر الإخوان، هنا نجد أن عملية النقد المتبادل بين الجماعات تزيح الستار عن العيوب، وبعد ثورة 25 يناير ظهر الوجه القبيح للإخوان وخرج السلاح من تحت العباءة.

• كنت مشاركا في الثورة وعلى وجه التحديد يوم "موقعة الجمل".. فما شهادتك عن ذلك اليوم؟
أنا أعتبر الأربعاء الدامى والمعروف إعلاميًا بـ "موقعة الجمل" موقعتين أولا المشهد السينمائى وما رأيناه من خروج الخيول والجمال على الثوار والتي انتهت قبيل المغرب، حيث فصلت قوات الجيش بين الثوار وبينهم.
أما الموقعة الثانية والتي حدثت من أعلى كوبرى أكتوبر ليلا ولم يشترك الجيش فيها تماما، حيث قذف الثوار بالحجارة والمولوتوف من أناس مجهولين والذين أرفض أن أطلق عليهم بلطجية، لأنى أثق أنهم تابعون للإخوان.

• وما هو دليلك على أنهم من الإخوان أو تابعون لهم ؟
أثناء مشاركتى في الثورة قدمت من قريتى وكان معى شخصان أحدهما إخوانى تماما، والآخر محب للجماعة، وأنا أخوانى سابق، وأثناء اشتداد معارك الميدان لم يظهر الشخص الإخوانى في مواقع الخطر - قتل وقنص - على الإطلاق، بينما الشخص المحب المخدوع كان يوجد وسط الخطر حتى سقط قتيلا.
وبعد انتهاء معركة كوبرى أكتوبر، وجهت قوات الجيش مدافعها داخل الميدان، وذهبت إلى محمد البلتاجى لأتبين منه ماذا سنفعل في هذا الوضع، فأبدى عدم اهتمامه بالأمر، مما أكد لى أن هناك اتفاقًا بين المجلس العسكري والإخوان في تلك اللحظة وإلا ما كانوا سلموهم السلطة.

• تستعد الآن لنشر تجربتك مع الجماعة في كتاب بعنوان "كنت إخوانيا".. ولكن ما الجديد الذي يكشفه الكتاب للقراء؟
ما زال كتابى "كنت إخوانيا" تحت الطبع، و"كنت إخوانيا" يختلف عن كل التجارب التي ظهرت من قبل، والتي لم تتناول حقيقة ما حدث في ثورة 25 يناير، أيضا الكتاب ينتقد مواقف بعض الشخصيات العامة، ويتناول شخصية الرئيس حسنى مبارك بإنصاف وعدل، وعلى الرغم من أننى طالبت برحيله ولكن أعطيته حقه ولم أهدر تاريخه.

• وهل هناك أسرار عن 25 يناير لم تظهر حتى الآن؟
بالطبع، فأعرض في "كنت إخوانيا" كواليس ما حدث من اتفاقات بين الإخوان أنفسهم وما كان يدور بين محمد البلتاجى وصفوت حجازى، وأيضا ما دار بين الثوار الحقيقيين بالأسماء والذين أبعدهم وأخرجهم من الميدان صفوت حجازى، بالإضافة إلى الثوار الذين تمت تصفيتهم بالقتل داخل الميدان لأنهم كانوا سيسببون مشكلة إذا بقوا، في ظل أن الإخوان يسيطرون على الأمر ويوجهوا الدفة لخدمة مصالحهم.

• وكيف استطاع الإخوان إقناع الثوار بالخروج من الميدان؟
25 يناير ما بين المؤامرة والثورة، فهناك من يصورها مؤامرة وهناك من يدافعون عنها ويصورونها كثورة شريفة ومجيدة، والحقيقة هي تجمع بين الإثنين، والمؤامرة لم تكن في ثورة 25 يناير فقط وإنما في ثورات الربيع العربى كلها لأنها مخطط تم الإعداد له.
والإخوان سعوا إلى إبعاد كل ثائر حقيقى لا ينتمى إلى جماعتهم، والكتاب مليء بقصص تبرهن على كلامى، فبعد تنحى الرئيس مبارك بدأت عملية الإبعاد بطريقة منظمة وممنهجة، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى متآمرة كانت شاركت في الثورة وساعدت أيضا في إبعاد الثوار وهى موجودة حتى الآن وتظهر في الإعلام.

• بصفتك عضوًا سابقًا في الجماعة.. كيف تفسر الانهيار السياسي السريع الذي حدث للإخوان في أقل من عام ؟
عملية الانهيار قد تكون شكلية، ومن يظن أن جماعة الإخوان قد انهارت وانتهت فهو مخطئ، فالإخوان جماعة قادرة على تلوين جلدها، وتغيير استراتيجيتها مرات عديدة، فالخداع يجرى بين عروقهم ووسائلهم جاهزة دائما، وعملية إعادتهم للحياة أمر وارد، كما هو وارد أيضا إحداثهم الفتن، وسميت آخر فصل في كتابى "لا تصالح" مستشهدا بقصيدة الشهير للراحل أمل دنقل، فخطر الإخوان على مصر أخطر من اليهود.

• وهل السلفيون هم خط العودة للإخوان على المستويين الاجتماعى والسياسي؟
بالطبع لا، فالإخوان لديهم الميكانيزم الخاص بهم يجعلهم يعودوا مرة أخرى للحياة، إذا لم يفهم الشعب ولم يجد من يوقظه ويحذره من خطر الإخوان، ولكن قريبا ستنتهى جماعة الإخوان وتخرج علينا جماعات أخرى طالما كانت جميعها صنيعة غربية.

• وهل تشارك الجماعة في البرلمان القادم ؟
من الممكن أن يشارك في البرلمان القادم عناصر إخوانية عن طريق الخلايا النائمة والتي يصعب معرفتها خصوصا في المدن، ومن الممكن تكون شخصيات لا تتبع الفكر الإخوانى ولكن تتفق مع الإخوان على تنفيذ أجندتها، كما حدث من قبل مع بعض الشخصيات العامة لتحقيق المصالح الشخصية لكليهما.

• وهل شاركت في التدريبات السرية لأعضاء الجماعة أثناء وجودك في اليمن؟
الإخوان تغير من استراتيجيتها كل فترة، ففى الفترة التي كنت فيها في اليمن كان الإعداد البدنى والعسكري مجرد من السلاح، ولكن كانت هناك تدريبات على أعمال العنف، واللياقة، والتي ظهرت فيما بعد بشكل أكثر تنظيما في ميليشيات الأزهر وخيرت الشاطر، فهو الشخصية المفجرة لكل مظاهر العنف التي يقوم بها أعضاء الجماعة، والعقل المدبر للجماعة في الفترة الأخيرة، وليس محمود عزت كما يعتقد البعض على الرغم من تنافسهما.
الجريدة الرسمية