رئيس التحرير
عصام كامل

د. أحمد كريمة: "الأوقاف" مكنت الجهلاء والمتطرفين من اعتلاء المنابر

فيتو

  • ندفع ضريبة اعتلاء السلفية المتشددة "المنابر" 
  • مشايخ الإخوان دعاة ولكن إلى القتل وهدم الأوطان

حمل الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف الدكتور أحمد كريمة، كلا من الأزهر وجماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين مسئولية إفساد الخطاب الدينى وتفشى العنف والفوضى، داعيًا إلى عقد مؤتمر إسلامى كبير لإنقاذ الخطاب الدينى من محنته، وتصويب مساره، في أقرب وقت.. وفيما يلى نص الحوار...

> من الذي يتحمل مسئولية تدهور الخطاب الدينى في مصر تحديدًا؟
يتحمل تدهور الخطاب الدينى في مصر الأزهر وزارة الأوقاف ودعاة السلفية، فوزارة الأوقاف تخلت في السنوات السابقة عن عدد كبير من المساجد، ومكنت الجهلاء والمتشددين والمتطرفين من اعتلاء منابرها، فأشاعوا بين الناس الجهل والفوضى، فصار الخطاب الدينى خطابا مخترقًا مهترئًا يدين المسلمين ويحط من شأنهم.
كما أن الإخوان المسلمين اخترقوا الأزهر حتى وصلوا بالخطاب إلى هذا التدنى والتحريض العلنى على القتل وحمل السلاح، ونحن الآن ندفع ضريبة اعتلاء مشايخ الإخوان كالقرضاوى والسلفية المتشددة للمنابر واستضافتهم في وسائل الإعلام، باعتبارهم دعاة، ولكنهم في حقيقة الأمر دعاة إلى العنف والفوضى وهدم الأوطان، وبعد أن كان الأزهر رمزًا للوسطية والاعتدال سكن فيه من يروجون للعنف والفوضى وضرب استقرار البلاد، حتى أنه نوقشت بداخله رسائل إعلامية تدين ثورة 30 يونيو وتجمل وجه الإخوان القبيح، حتى أن مجلة الأزهر التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كانت تمتدح جماعة الإخوان في زمن المعزول محمد مرسي وتضفى عليهم ما ليس فيهم، وتنسب إليهم فضلا لم يستحقوه يوما، كما تم إقصاء العلماء المستنيرين من الأزهر والتضييق عليهم واستبعادهم وتهميشهم وكانت النتيجة خرابًا وفوضى وإساءة إلى صورة الإسلام.

> ما ضوابط خلق خطاب ديني مستنير؟
الخطاب الدينى المستنير لن يأتى إلا من خلال الدعوة لمؤتمر ومنتدى إسلامى عربى لمجموعة كبيرة مستنيرة من علماء الدين أساتذة الجامعات المصرية والعربية االمتخصصين في علوم للتوافق بين المذاهب الإسلامية والتقريب بينها وتعديل الأفكار الخاطئة والبعد عن الطائفية والبعد عن المذهبية مع توصيف صياغة معتدلة للتعليم الدينى والتوفيق بين المذاهب الشيعية وتعريف مقاصد الدعوة الإسلامية مع دعوة المعتدلين من قيادات السلفية والصوفية والدعوة والتبليغ بالنسبة للمذهب السنى على أن تصدر وثيقة بذلك مع ذكرى المولد النبوى الشريف هذا العام مع العمل على إحياء خطاب دينى لمدرسة المنار للشيخ رشيد رضا والإمام محمد عبده، وأعتقد أن مثل هذا المؤتمر لو تم عقده بمثل هذا التصور، نكون قد قطعنا شوطًا كبيرًا في تصويب مسار الخطاب الدينى، ونجحنا في إطفاء الحرائق المشتعلة بين أصحاب المذهب الواحد والمذاهب المختلفة لها، وهذه هي الخطوة الأولى لإصلاح الخطاب الدينى مع تحصين مؤسسات التعليم ضد التطرف الدينى وطرد القيادات الفاسدة في المؤسسات الدينية والدعوية التي تعمل على خداع المسئولين بغية اعتلاء المناصب مما يضعف من المؤسسة نفسها.

> هل اتخذ الدكتور «كريمة» أي خطوات بنفسه في هذا السياق؟
نعم فقد طرحت منذ عدة أشهر دراسة لتجديد الخطاب الدينى، وحددت فيه ما يجب أن يكون لإعادة الشيء لأصله.

> ما تداعيات تخبط الخطاب الدينى في الوقت الراهن ؟
أهم مظاهر تخبط الخطاب الدينى هو ما وصل إليه حال العالم الإسلامى أجمع الآن، من ظهور الفرق والفتن المتعددة بخلاف ظهور الجماعات المسلحة في سيناء والعراق كأنصار بيت المقدس وظهور داعش في العراق، مع ما وصل إليه حال طلاب الأزهر الذي يعد منبرًا للإسلام الوسطى، من ترد وتدهور بالغين، ورغم أنه يجب أن يكون طلاب الأزهر أكثر خلقًا من أقرانهم في الجامعات الأخرى، ولكن للأسف نجدهم أشد تطرفًا، وهو ما يدعو للنظر في شئون التعليم داخل الأزهر والمواد التعليمية التي تدرس في جميع المراحل الدراسية المختلفة مع لفت النظر إلى دور المشايخ السلفية الأكثر تشددًا الذين وجدوا من مصر مجتمعًا خصبًا لانتشار الفكر المتطرف بسبب عدم وجود مؤسسات دينية قوية قادرة على المواجهة.
الجريدة الرسمية