رئيس التحرير
عصام كامل

داعش على هامش حسابات التحالف الدولى!


أضواء متسللة من شقوق الغرف المغلقة تقول إن شيئًا ما يجرى في الخفاء، ينذر بأيام أسود من قرن الخروب على المنطقة بأكملها.. بيد أن الهدف الإستراتيجي ربما يغيب عنا في مولد الحشد الصاخب.. وأناشدك الصبر لنهاية المقال.


شئنا أو أبينا.. إسرائيل هي محور الأحداث في المنطقة.. هي المبدأ والمنتهى لكل ما يدور.. والعنوان حتمية تأمين الوجود والحدود والأرض والشعب، وعلى الجميع أن يتعايش مع تلك الحقيقة تحت إشراف ودعم القوة العظمى الوحيدة على الأرض الولايات المتحدة الأمريكية.

مازلت أحتفظ بمقال كتبه "إفرايم هاليفى" رئيس الموساد ورئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى الأسبق عام 2004 بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يكشف فيه عما جرى في سنوات ما قبل غزو العراق، وأدى إلى ذلك الغزو مطلع الألفية الحالية، وقال إن من بين أهداف الغزو إزالة الخطر عن إسرائيل والمنطقة وإجبار باقى اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط على إعادة دراسة مواقفهم والبحث عن وسائل للتعايش مع الواقع الجديد بتوجيه رسائل إيجابية "لطمأنة" دولة إسرائيل.

في تقديرى أنها نفس الخطة التي يجرى طبخها الآن، لكى تقطف إسرائيل ثمار التغيير المطلوب إحداثه في خريطة المنطقة.. وربما يدفعنى إلى تلك القناعة، ما نلمسه من صلف إسرائيلى واضح في مسارات السلام، يصل إلى حد الرغبة في المعادلة الصفرية.. إما أن يعزف الجميع سيمفونية السلام وفق عصا المايسترو"الأمريكو إسرائيلى" وإلا فلا.

أعود مرة أخرى لإفرايم هاليفى لعلنا ندرك الهدف الإستراتيجي لما جرى ويجرى حتى اللحظة واللحظات المقبلة.. يقول هاليفى إن الظروف التي استجدت ــ عقب غزو العراق ــ تعتبر جيدة جدًا لإسرائيل بعد أن تعاظمت مكانة أمريكا في المنطقة، وفى ظل أهداف القرن الجديد التي حددتها إلإدارة الأمريكية في محورين أساسيين.. الأول مكافحة الإرهاب.. والثانى إزالة أسلحة الدمار الشامل من أيدى الدول المارقة التي تشكل تهديدًا لإسرائيل..

وعلى ضوء هذين المحورين فإن المشهد المقبل ينقسم إلى جزءين، الأول تمهيدى وهو القضاء على الإرهاب ممثَّلًا في داعش بالأساس، والحركات الإسلامية المسلحة التي نجحت "نمرة" الربيع العربى في إخراجها على السطح.. والثانى هو الرئيسى والأخير وهو إزالة أسلحة الدمار، وأظنها لا توجد إلا لدى إيران وربما لدى ذراعيها المُطِلَّيْن على إسرائيل سوريا وحزب الله.. الهدف إذن ليس "داعش" بالأساس، وإنما تدمير الجيش السورى ثم حزب الله، ثم الاستفراد بإيران.. لتقطف إسرائيل الثمار كل الثمار.
الجريدة الرسمية