رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» يكشف كواليس «الربيع العربي»

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه من الظلم أن يتم اختزال ثورات الربيع العربي، أو تصويرها على أنها قامت بفعل مؤامرات خارجية وداخلية، مشيرًا إلى أن الشعوب ثارت لشعورها بالظلم الاجتماعي والتردي الاقتصادي ولتراجع عام تلمسه في أداء السلطات الحاكمة.

وأوضح الرئيس خلال حواره مع وكالة "كونا" الكويتية، أن هناك عدة قوى كانت تتحين لحظة التغيير التي تتسم بكثير من السيولة لتنقض على تلك الثورات وتنسبها إلى ذاتها علما بأنها ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب الذي أراد الانتقال إلى الأفضل والتمتع بحرية سياسية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، موضحًا أن هذه القوى التي انقضت على الثورة فشلت في تحقيق ذلك وسرعان ما انكشف وجهها الحقيقي ورغبتها في الاستيلاء على السلطة.

وتابع: "لقد استخدمت الديمقراطية فقط كوسيلة للوصول إلى الحكم عبر الانتخابات..ثم تخلت عنها تماما بعد ذلك..كان هذا هو ما حدث في مصر..أما في دول أخرى فقد كانت بنية الدولة ذاتها أضعف من أن تتحمل صعوبة هذه التجربة..يضاف إلى ذلك تدخلات خارجية من بعض الأطراف التي وظفت ومولت قوى الإرهاب والتطرف..فحدث ما نشهده الآن في كل من سوريا وليبيا".


وأضاف أن ما يحدث في العراق جاء نتيجة طبيعية للظروف الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية، وعززت ذلك الأوضاع الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتا إلى أن الأمور في العراق اتجهت إلى تدمير بنية الدولة العراقية، واستهداف الجيش إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة، وبدأ بعد ذلك تفريخ هذه البؤر الإرهابية التي تستهدف تدمير المنطقة بأسرها.

وتابع: "فيما يخص ليبيا فلقد أشرت من قبل إلى أن عملية الناتو غير المكتملة في ليبيا وترك البلاد دون جيش وشرطة وطنية يحميانها أسفرت عن هذا الوضع، أخذًا في الاعتبار النزعة القبلية السائدة هناك فضلا عن التدخلات الخارجية وقيام بعض الأطراف بتأجيج الصراع عبر الإمداد بالمال والسلاح".

وعبر "السيسي" خلال حواره عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السوري الشقيق في مواجهة المأساة الإنسانية التي يشهدها منذ ثلاث سنوات والتي تعمقت منذ شهور بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كداعش وغيره.

وأكد الرئيس، أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفقة إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته، مشيرا إلى أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع في كل من سوريا والعراق كفيل بتقريب وجهات النظر إزاء الوسائل التي يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة والتي من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار.
الجريدة الرسمية