رئيس التحرير
عصام كامل

جيشنا دايما على حق!

فيتو

جيشنا دائما على حق هكذا اختار الشعب اللبناني هذا الشعار لدعم جيشه الذي يخوض الآن معركة الحفاظ على الدولة التي تبحث عن رئيس لها فلم تجد رغم انعقاد 14 جلسة برلمان لاختيار رئيسهم.


الشعب اللبنانى الذي عانى من 15 عاما في آتون الحرب الأهلية التي تقاتلت فيها كافة الفصائل اللبنانية ضد بعضها البعض بداية من المسلمين ضد المسيحين واليسار ضد اليمين حتى وصل القتال بين الشيعة بقيادة حركة أمل الموالية لسوريا وحزب الله الموالى لإيران لم يجد طريقا سوى دعم الجيش الذي يجد فيه الخلاص.

دعم الجيش في لبنان يأتى بالتوازى مع دعم الشعب السورى "الغير مؤدلج" إلى رئيسه الحالى بشار الأسد ودعم الشعب المصرى الغير "ناشط سياسيا" إلى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في حربه ضد التنظيمات المتطرفة التي أراقت الجنود المصريين في رمال سيناء.

يدرك لبنان جيدا أهمية الجيش وأهمية دعمه خاصة أن في سبعينيات القرن الماضى وحينما ضعف الجيش اللبنانى وتسلحت الفصائل اللبنانية بأسلحة تفوق الجيش نفسه قاوم كل من تلك الأحزاب والفصائل بالسلاح من أجل تحقيق أهدافه وهو ما تسبب في نشوب حرب دمرت لبنان وجعلتها مسرحا للصراع العالمى بين سوريا وأمريكا وإسرائيل وإيران والغريب في الأمر أن قادة تلك الفصائل هم الآن النخبة السياسية التي تحكم البلاد وهى أيضا التي ترفض اختيار رئيس لها بامتناعها عن حضور جلسات البرلمان المخول له اختيار الرئيس وفى ظل الصراعات السياسية الحاضرة اختار الشعب الجيش اللبنانى.

المشكلة الأخرى التي تجعل من الشعب اللبنانى يؤيد جيشه هو منطقة عرسال التي تسيطر عليها جبهة النصرة واختطفوا 30 جنديا مما يعجل بانضمام لبنان إلى سوريا والعراق واليمن مما يهدد بكارثة حقيقية في الوطن العربى خاصة في ظل عداء حزب الله الذي يتفوق عسكريا على الجيش اللبنانى ويؤيد النظام السورى الحالى عكس لبنان التي لا تريد الانجرار إلى تلك المشكلة.

الدرس الذي يجب أن نتعلمه من التجربة اللبنانية هي مدى الثمن الباهظ الممكن دفعه في حالة أن يتفوق أي تنظيم على الجيش الوطنى للبلاد وتفوق تلك التنظيمات يكون معنويا قبل أن يكون عسكريا وفى تلك الحالة متاح للجيش أن يفعل ما يراه كى لا يترك الوطن لنخب سياسية ستحمل السلاح ويلعب كل تيار لصالحه وقتها لن يضيع سوى أبرياء وسيجلسون على دماء هذا الشعب تماما مثل ما يحدث الآن بين وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمى الاشتراكي الذي خاض حربا أسقطت الآلاف من الأبرياء ضد المسيحيين في الحرب الأهلية وهو الآن متحالف معهم سياسيا وكأن دماء لم تسقط.

الدرس الآخر الذي يجب أن نعرفه إذا كان هناك فاشية عسكرية واضحة في مصر وتضييق على الحريات وإن كان من حقنا النقد فليكن بغرض التقويم لا الهدم ولا تقتنعوا بمقولة مصر غير تونس أو غير لبنان فكلنا عرب لنا نفس الطبع.

وأخيرا وإن كانت النخب السياسية ترى أن تدعيم أي جيش تدعيما مطلقا كهذا الشعار الذي أيد فيه الشعب اللبنانى جيشه في كل المواقف هو مجرد ترسيخ للديكتاتورية تماما مثل ما يحدث في مصر من تدعيم شبه كامل للرئيس في قراراته فيجب أن نطلع على الوجه الآخر فربما كان للشعوب الحق!
Advertisements
الجريدة الرسمية