رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حادثة منزل "منال الطيبي".. مخابرات أجنبية أم إخوان؟


نؤجل الكلام عن خطة الإخوان للوصول إلى البرلمان القادم..فنحن اليوم أمام واقعة عجيبة جدا ترقى إلى لغز كبير..فالآن كتبنا على صفحتنا على الفيس بوك ننتقد ما جرى مع منال الطيبي..الحقوقية البارزة..وقلنا إن كان ذلك يحدث مع ناشطة خاضت العامين الماضيين حربا شرسة مغ الإخوان وكل المجموعات المشبوهة دعما لجيش بلادها ثم دعما للسيسي.. فماذا يمكن أن يجري لغيرها؟ وتساءلنا: يحمون السيسي أم يحرجونه ؟! تخمينات مختلفة في التعليقات عن الحدث الذي جرى قبلها بيوم واحد..عدد من الأشخاص يقولون إنهم ضباط بالداخلية يقتحمون منزل الطيبي ويقولون إن معهم إذنا من النيابة وإن لديهم ما يثبت شخصيتهم وقاموا بتفتيش منزلها بشكل غير لائق واستولوا أثناء ذلك على الهواتف المحمولة الخاصة بها وبابنها الوحيد منعا لاتصالها بأحد كما قالوا ! مما تسبب في رعب كبير للطفل الصغير ثم اختتموا زيارتهم بتهديدها من أحدهم قائلا: " ما تفتحيش بقك تاني في أي حاجة تجري في البلد..ربي ابنك وبس يا مدام " !


حتى اللحظة فما جرى يمكن تصديقه..لأي سبب أو لأي بلاغ أو لأي معلومات يمكن حدوث ذلك..حتى لو رفضناه..لكن اللغز جرى بعد ذلك أيضا بيوم..فماذا جرى إذن ؟

في اليوم نفسه أدان المجلس القومي لحقوق الإنسان ما جرى وتضامن كثيرون جدا مع الطيبي ولاحظنا اكتفاءها بذلك فلم تستدع فضائية ولم تستعن بأجنبي.. وانتظرت - كما انتظرنا - توضيح ما حدث.. بل وهاجمت الطيبي شماتة صفحات الإخوان فيها وأكدت أن الزمن لو عاد إلى الوراء لاتخذت المواقف نفسها وختمت كلامها على صفحتها بهجوم عنيف وحاد على الجماعة الإرهابية..

وبين كل ذلك انتهى اليوم الطويل المؤلم لتستيقظ الطيبي في اليوم التالي على اتصال من وزارة الداخلية..المتحدث هو اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان والذي طلب منها الحضور فورا إلى الوزارة للرد على شكواها أمس.. وهناك ووسط دقائق - طويلة - من التخمينات أبلغها اللواء عبد الكريم بأن تتفضل معه حيث سيلتقيها الوزير بنفسه وبالفعل استقبلها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والذي استنكر بنفسه ما حدث ثم نفى أن أمرا بأي تفتيش لم يحدث من أي إدارة من الداخلية ! وإن ثبت ذلك فسوف يتم حساب المسئول عنه حسابا عسيرا!! ثم أبلغها بأنه أصدر أمرا بسرعة ضبط الجناة وأمهل أجهزة الوزارة أسبوعا كاملا لذلك !!!

الآن..نقف أمام عشرات الأسئلة منها: من يمكنه أن يقف خلف حادث كهذا ؟ ومن أين كل هذه الجرأة فيتدبره ؟ ومع من.. مع ناشطة تعلم الناس حقوقهم القانونية؟ هل كان تصريح النيابة مزورا وكذلك البطاقات الشرطية للضباط المزعومين؟ ومن الجهة التي تقف وراء ذلك ؟ هل " شيطن " الإخوان طرقا جديدة - وهم أساتذة في الشيطنة - لإحداث فتنة خصوصا مع سياسيين معارضين للإخوان وبذلك يضربون أكثر من عصفور بحجر واحد ؟ هل تدعم شماتة الإخوان وابتهاجهم الفرضية السابقة أم أن أجهزة مخابرات أجنبية وراء الحادث لإثارة أبناء النوبة التي تنتمي إليهم الطيبي في نفس اللحظة التي يتم نقل سكان رفح لإحداث حالة من الخلخلة في النسيج الوطني المصري ؟ أم أن الحادث وقع فعلا من الداخلية وتدخلت الرئاسة لإصلاحه على عجل؟

الفرضية الأخيرة واردة لكن يضعفها أن استقبال وزير الداخلية للطيبي كان بناء على شكوى منها..صحيح أن اهتمام الداخلية بالرد على هذا المستوى الكبير تسبب سريعا في امتصاص تداعيات الحادث وإفساد أي محاولة لتوظيفه ضد الدولة والإدارة الحالية والسيسي شخصيا..لكن يبقى السؤال: ما سر صيغة قرار الوزير بضرورة ضبط الجناة خلال أسبوع ؟ ولماذا لم يقل ضبطهم على الفور ؟ هل يعلم الوزير شيئا أم أنه يثق بصعوبة الأمر وأن هناك أجهزة أخرى ستدخل على خط حل اللغز ؟
الأيام وحدها ستجيب عن الأسئلة..وقد لا تجيب الأيام!
Advertisements
الجريدة الرسمية