رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أغرب المشاهد في «جنازة» مسئول كبير!


المشهد الأول
مساحة صغيرة جدًا في إحدى الصحف، وبـ«بنط» يكاد لا يُرى، نشرت أسرته خبر وفاته، وحددت المسجد الذي سينطلق منه الجثمان لمثواه الأخير بمدفن العائلة «الفخيم»، كما حددت فيه مكان العزاء في ابنهم، الذي كانت شهرته تجوب الآفاق.


أما المواقع الإلكترونية وبرامج الـ«توك شو» فقد خلت تمامًا من أي «نعايا»- جمع نعي- لكبار رجال الدولة، وكذلك لم ينعِه أحد من زملائه بـ«تغريدة» على «تويتر»، أو تدوينة على «فيس بوك»..!

المشهد الثاني
غاب الرئيس وكبار المسئولين وزملاؤه في المؤسسات التي عمل بها عن الجنازة التي شُيِّعتْ من أحد المساجد غير المعروفة في الحي الراقي الذي انتقل إليه مؤخرًا هو وأسرته.

عدد قليل شارك في صلاة «الجنازة» عليه، أغلبهم من العائلة، وبعضهم شارك طمعًا في «الثواب»، والبعض الآخر أجبرته الظروف على «الصلاة»، بينما لم يُصلّ عليه أحد الشيوخ والدعاة المشهورين، ولم تُنفذ «وصيته» بخروج «جثمانه» من مسجد «عمر مكرم» أو «آل رشدان»، ملفوفًا بـ«علم مصر»..!

المشهد الثالث
كان مشهد الجنازة «مخزيًا»، مقارنة بالمنصب الذي كان يشغله، وشبكة علاقاته العنكبوتية، وبدا تشييع الجثمان وكأنه لشخص «نكرة»، وليس لشخص بارز، لطالما قدم خدماته الجليلة لـ«النظام» وأي مسئول ما زال في «السلطة»!

أعداد قليلة جدًا رافقت «الجثة» إلى مثواها الأخير، وكان أصحاب «الكرافتات الشيك» يتهربون من «حمل النعش»، في الوقت الذي كانوا يتسابقون لمجرد السلام عليه، و«شيله» من على الأرض وهو على قيد الحياة، خاصة عندما كانوا يريدون إنهاء «مصلحة»، أو التوسط لهم عند مسئول كبير مقابل دفع «المعلوم»..

بينما اقتصر «حمل النعش» على أفراد قلائل من الكادحين والبسطاء الذين هاجمهم كثيرًا، وانتقد مطالباتهم الدائمة للحكومة بتوفير حياة كريمة لهم.. لكنهم أثبتوا له - بعد فوات الأوان- أنهم كانوا الأولى بتسخير «لسانه» و«منصبه» للوقوف إلى جوارهم..!

المشهد الرابع
في الجنازة التي غلب عليها «العشوائية»، تبادل المشاركون فيها «الهمسات»، و«الغمز واللمز»، ولم يراعوا حرمة «الميت»، كما كان «الميت» لا يراعي «حرمتهم» وهو على قيد الحياة..!

وعندما أحدثت الهمسات «صخبًا»، دعا أحد العقلاء «المشيعين» إلى التزام «الصمت»، و«الدعاء» للميت.. لكنهم استمروا في «نميمتهم»، وسُمِعَ أحدهم يقول: «السلطة نفعته بإيه دلوقت؟!».

وبصوت خفيض قال شخص آخر: خلاص بقى، هو دلوقتي بين إيد مولاه، وماتجوزشي عليه غير الرحمة.. فانتفض أحد المشيعين قائلًا: رحمة؟ رحمة إيه اللي بتتكلم عنها؟! وهو اللي زي ده تجوز عليه الرحمة؟! دا كان ابن حرام مشفي، وياما أكل حقوق الناس وشرد الغلابة..

المشهد الخامس
شخص وحيد- لم تتضح هويته- كان يبكي بحرقة، ويدعو له بالرحمة والمغفرة، بينما استمر المشيعون في «نميمتهم» وتقطيع «فروة» المسئول الكبير إلى أن نادى «التُربِي» عليهم: هاتوا الأمانة عشان ندفنها ونِخْلَصْ..!

هَبَّ الرجل من نومه مذعورًا، وبسمل وحوقل، مرددًا: «سبحان الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور».
Advertisements
الجريدة الرسمية