رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ساخرون..الإعلامي أحمد موسى لسطوطة الفنجري: نعمل في الإعلام بسياسة الأرض الغرقانة!

فيتو

أحدث الإعلامي "أحمد موسى" ضجيجا في الشارع السياسي عقب تصريحاته الفجة منذ أسبوع ضد من شاركوا في ثورة الخامس والعشرين من يناير دون استثناء.. ولم يفرق موسى حين وجه إهانته بين الثائر الحق على وضع البلاد الذي أوشك أن يودى بأهلها للفقر والجوع وبين من خططوا ودبروا لمؤامرة مستغلين سخط الشعب على نظامه المتسلط.


ساعتها قررت أنا أن أوضح للزميل أحمد موسى أنه أخطأ خطأ فادحا في حق الشعب المصرى الذي ثار عن بكرة أبيه ضد نظام مبارك..
حصلت على رقم هاتفه واتصلت به وقلت له إزيك يا أحمد أنا "سطوطة الفنجرى" هل تعرفنى ؟!
قال: طبعا طبعا يا خالة سطوطة وهل يخفى القمر ؟!
قلت: طب ممكن تعزمنى على فنجان قهوة أو أعزمك أنا ؟!
قال: دا شرف ليا يا فندم سأنتظرك غدا في تمام الخامسة بمدينة الإنتاج الإعلامي نتناول قهوتنا ثم أدخل الاستديو لتقديم حلقتى.

في اليوم الثانى كنت مع موسى بمدينة الإنتاج وتحدثنا عن تلك الحلقة التي أهان خلالها ثوار يناير الأبرياء وكان في البداية لا يستنكر ذلك ومصمما على موقفه لولا أننى أوضحت له مدى جرمه في حق الشعب المصرى عندما لم يفرق بين من خرج ثائرا على نظام قمع شعبه وجوعه وأقر المحسوبية وامتثل لرجال الأعمال على حساب شعبه المغلوب على أمره وبين من صنعوا الثورة ودعموها بالمال والرجال المدربين على قلب نظام أي حكم الأمر الذي حدث في تونس من قبلنا ووقع في ليبيا وسوريا من بعدنا.

امتثل موسى لوجهة نظرى ووعدنى بأنه سيحاول استدراك ما وقع فيه من خطأ في الحلقة القادمة لكنه قال لى شيئا غريبا، لقد قال لى الإعلامي الشهير إنهم في تلك القنوات الفضائية التي يمولها مجموعة من رجال الأعمال الذين وصفهم بالوطنيين يعملون بطريقة الأرض الغرقانة.
فقلت له: وما نظرية الأرض الغرقانة ؟!
قال: "هححححححححححححح".. وقبل أن يكمل قلت له طب كفاية كدا أنا فهمت.. يا عم أحمد أنتم تعملون بطريقة "الأنف المقطوع" لتفرضوا على الناس واقعكم الجديد دون أن تدركوا أن الرئيس السيسي نفسه لن يقبل هذا الوضع ولا تلك الطريقة !
قال: وما نظرية الأنف المقطوع تلك يا خالة سطوطة؟!
قلت: سوف أبسطها لك يا حمادة ودون "ههححححححححححح".
فيروى أن حاكما لإحدى البلاد البعيدة أصابه مرض خطير فلم يجد الأطباء لعلاجه سوى قطع أنفه، الحاكم استسلم لأمر الأطباء فتركهم مضطرا يقومون بإجراء العملية وبتر أنفه..
وبعد أن تعافى من العملية الجراحية قام ونظر إلى وجهه في المرآة فوجده بشعا دون أنف، وحتى يخرج من هذا الموقف المحرج استشار وزراءه فنصحه وزير إعلامه والذي يعد مستشاره الإعلامي في نفس الوقت بأن يصدر أمرا بقطع أنوف وزرائه وكبار موظفيه وقال له "واعتبرنى أنا أولهم باعتبارى أكثرهم إخلاصا لنظام معاليك" وبالتالى لن تكون غريب المنظر بيننا ويصبح كونك دون أنف أمرا طبيعيا !
اقتنع الحاكم بالفكرة الجهنمية التي وصفها له الإعلامي الوطنى الفذ الذي يشبهك يا أحمد بيه لكن لم يكن يقول "هححححححح"، فأمر وزيره وكبار موظفيه بقطع أنوفهم وإلا أصبحوا موالين لأفكار النظام القديم.
وبالفعل أخذ الوزراء في قطع أنوفهم واحدا تلو الآخر بل وأمروا وكلاء وزرائهم بقطع الأنوف وإلا تركوا مناصبهم فامتثل الوكلاء للأمر وأصبح كل مسئول منهم يأمر من هو أدنى منه مرتبة بأن يقوم بقطع أنفه إلى أن أصبح كل موظفي الدولة دون أنوف.
لم يقف الأمر عند هذا الحال بل أصبح كل الإعلاميين في فضائيات هذا العصر يقدمون برامجهم دون أنوف وينصحون الشعب بالتخلص من هذا الأنف عديم الفائدة اللهم إنه يشم تلك الروائح الكريهة التي تأتينا من الإرهابيين والمعارضين للنظام الحاكم الوفى الذي يحمل هم البلاد على كأهله.
كما راح المسئولون يأمرون من أدنى منهم وظيفيا بفعل ذلك حتى صار كل موظفى الدولة بطولها وعرضها دون أنف، وبالتالى راح الموظفون يأمرون نساءهم وأبناءهم وأفراد عائلاتهم بفعل ذلك الأمر حتى يثبتوا ولاءهم وتأييدهم للحاكم المثالى.
ومع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة، وجزءا من ملامح أهل هذه البلدة.. فما إن يُولد مولود جديد "ذكر أو أنثى" حتى يكون أول إجراء بعد قطع حبله السري هو قطع أنفه.
بعد سنوات مرّ أحد الغرباء على هذه البلدة وكان ينظر إليه الجميع على أنه قبيح وشاذ لأن له شيئا يتدلى من وجهه.. وهو أنفه السليم
فبحكم السلطة، وبحكم العادة التي صارت جزءا من شكل هذا المجتمع، وهذه الدولة صار الخطأ صوابا.. وصار الصواب خطأ.
فطفقوا يضحكون على الرجل الغريب وعلى وجود أنف بوجهه ويقول كل منهم للآخر ياللهول انظروا إلى هذا الكائن الغريب الشكل ذي الأنف الذي يتدلى من وجهه.. فلقد نسوا أنهم أصحاب أنوف في الأصل !

نظر لى موسى دون أن يعلق اللهم أنه قال لى "هحححححححححححح" وقبل أن يستطرد قلت له تحسس أنفك يا صديقى وانصح مشاهديك أن يتحسسوا عقولهم واسألهم كم من الأشياء تم قطعها منكم بفعلنا نحن إعلاميى مصر وببغاواتها الذين لا ينظرون سوى لمصالحهم الخاصة والمنافسة فيما بينهم على زيادة قيمة عقودهم السنوية في حين أن النظام الحاكم الجديد بريء من ذلك فالرئيس السيسي قال لشعبه أعملوا عقولكم وتدبروا أمركم واستوعبوا ما يحاك لكم من هنا ومن هناك.

وفى تلك اللحظة تركت أحمد موسى قابعا على مقعده واضعا رأسه بين يديه المسنودتين على ركبتيه وعدت إلى مكتبى بدرب الفشارين لأكتب لكم ما دار!
Advertisements
الجريدة الرسمية