رئيس التحرير
عصام كامل

«كرم القواديس» تدخل التاريخ من بوابته الدامية

شهداء العمليات الإرهابية
شهداء العمليات الإرهابية بسيناء - أرشيفية

دخلت كرم القواديس التاريخ من بوابته الدامية، حيث ارتوت رمالها بدماء أبناء مصر البررة، بعد أن كانت نقطة صغيرة على الخريطة، لا تتناسب في حجمها مع ما شهدته أرضها من أحداث يوم الجمعة الحزين، 24 أكتوبر 2014 م.


أحداث ستترك بصمتها الغائرة في تاريخ مصر الحديث، سيؤرخ بها لما قبلها وما بعدها في قابل الأيام، فقد دخلت كرم القواديس، من جنود وضباط صف وضباط، دم الشهداء والجرحى، الذين باغتتهم شرذمة من الإرهابيين الخونة، تساندهم قوى أجنبية باغية، بقصد ضرب أحد أهم الارتكازات الأمنية على طريق العريش / رفح الدولي.

ولسنا بصدد مسح مسرح الأحداث وصفًا، ولا الكلام في تخمينات أي السيناريوهات قد جرى الالتجاء إلى تنفيذه من جانب الإرهابيين، لأن هناك خبراء عسكريين أجدر وأكفأ وأصدق في وضع التصورات وفقًا للتكتيكات العسكرية، ومساحة المناورة المتاحة، والقدرة والكفاءة في تنفيذ العملية. وما يمكن قوله في هذا الصدد إنها عملية نوعية، جرى التخطيط لها، والتدريب عليها، وعلى نوعية الأسلحة المستخدمة فيها، بخلاف عمليات الرصد والملاحظة وباقي الخدمات اللوجستية اللازمة لمثل هذه العمليات، مع عدم استبعاد وجود عناصر أجنبية واستخباراتية مشاركة في هذه العملية على نحو أو آخر.

وعندما يصرح رئيس الدولة بما يفيد ذلك فإنه ينقل الأمر من حيز التكهنات والتخمينات إلى حيز الحقيقة والواقع، بل إنه زاد على ذلك بذهابه بالإرهاب من مجرد تهديد لاستقرار وأمن البلاد إلى تهديد لوجود الدولة ذاتها، تكون الدولة أو لا تكون. فالعملية ليست نوعية على قدر عدد من استشهد فيها أو أصيب، وإن كان ذلك جديرًا بالاعتبار، وإنما هي نوعية من حيث التخطيط والتوجيه والتنسيق والتكتيك والأسلحة، على نحو لا يتوافر للجماعات الإرهابية على نحو منفرد دون معاونة ومساعدة ومشاركة من قوى أجنبية لا تخلو من عناصر استخباراتية بحال.
الجريدة الرسمية