رئيس التحرير
عصام كامل

كرم زهدي: الأحزاب الإسلامية في مصر تحتاج مراجعات التسعينيات

فيتو

  • على الإخوان استيعاب أن عجلة الزمان لن تعود للوراء
  • لا صلة لما تفعله جماعة الإخوان بالوطنية
  • موقف القيادات بعد 30 يونيو أضر بصورة الجماعة الإسلامية 
  • طالبت الأحزاب الإسلامية بمراجعات لوقف مخططات تقسيم مصر
  • ما يفعله الإخوان الآن محرم ولم نجن من العنف إلا الخراب 
  • الزمر وعبد الماجد وعبد الغنى خلطوا الدين بالسياسة
  • التقرب إلى الله لا يكون بالتظاهرات والمواجهات مع الأمن 
  • التظاهر والعنف ليس جهادًا.. والإصلاح يبدأ بالحوار مع أبناء هذا الجيل
  • السلفيون سلكوا طريقًا داعيًا للسلمية ولم ينساقوا وراء عنف الإخوان
  • كل الأمور ارتدت على أعقابها بعد 4 أعوام على الثورة
  • محاولات إقصاء التيار الإسلامي تزيد العنف 
  • المشهد السياسي يحتاج إلى حوار حقيقي لعبور المرحلة

هو أحد رموز الحركات الإسلامية، قاد المراجعات الدينية لتيار الإسلام السياسي بالسجون المصرية مع الدكتور ناجح إبراهيم في التسعينيات، وبموجب هذه المبادرة توقفت موجة العنف والإرهاب وألقت الجماعة الإسلامية السلاح للأبد، كان يرأس مجلس شورى الجماعة الإسلامية على مدى 30 عامًا حتى حدث ما سماه هو التآمر ضده بانتخابات مشكوك فيها وتم خلعه، فقرر ترك الجماعة والاتجاه لإنشاء حزب سياسي جديد.

إنه كرم زهدى الذي أكد في حوار لـ"فيتو" أنه لا علاقة للعنف في مرحلة التسعينيات بعنف الإخوان الآن، وقال إن العنف في الماضى كان قائمًا على اعتناق أفكار نعتقد أنها صحيحة وأننا ندافع عن الدين، أما العنف الحالي فيغلب عليه الهدف السياسي، ويترتب عليه سقوط العديد من الضحايا.

وقال إن جماعة الإخوان تعتقد أن التقرب إلى الله يكون من خلال التظاهر والصدام مع الأمن، وهذا كلام غير صحيح؛ لأن التقرب إلى الله يكون بطاعته وليس بإراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد، وعلى الجماعة أن تدرك أن دعواتها للتظاهر هدفها التحريض وخلق فوضى عامة للإضرار بالمجتمع. 

وأضاف زهدى أن عجلة الزمان لا يمكن أن تعود للوراء، وبالتالى عليهم أن يتعاملوا مع الواقع وليس مع الأحلام التي يمنون أنفسهم بها وهو عودة مرسي للحكم لأن ما يقومون به لا صلة له بالوطنية. 

**هل هناك علاقه بين أعمال العنف في حقبة الثمانينيات والتسعينيات وما يحدث الآن من عنف للإخوان ؟
*أولا الأحداث التي جرت في عام 1981 والتى أعقبها أحداث التسعينيات كانت أسبابها متشابهة إلى حد كبير مع أحداث هذه الأيام، ولكن هناك اختلاف أن المشاكل الرئيسية لم تحل، وهذا يعنى أن الدولة لم تجدد في هذا الأمر من خلال مؤسساتها وعلى رأسها الأزهر لتنمية الفكر الوسطى المعتدل لأن عدم فهم الفكر الإسلامي الصحيح يجعل الفكر الخاطئ هو العمود الفقرى لكل عمليات العنف السابقة واللاحقة، وبالتالى لابد أن تكون هناك وقفة مع من يدرسون لأبنائنا الشطط والمغالاة والتشدد في الدين، وهذا ما يستخدمه الآن جماعة الإخوان وأنصارهم من عنف من أجل الموقع السياسي وليس من أجل الدين. 

**وما حقيقة مطالبتك الأحزاب الإسلامية بإجراء مراجعات لوقف مخططات تقسيم مصر؟
*هذه حقيقة.. فقد طالبت وأطالب كل الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة السياسية بعمل مراجعات شرعية على غرار مراجعات الجماعة الإسلامية في التسعينيات للوصول إلى الأدلة الشرعية الصحيحة في الرد والاستدلال لبعض هذه الأدلة، أما عن خطة تقسيم الوطن فهى واضحة من خلال المخططات التي تعلو كل يوم عن الآخر نتيجة السيطرة الإسرائيلية على المنطقة عسكريًا وبمساعدة الأمريكان، ومن ناحية أخرى تركيا وقطر والإخوان، كل هذا دفعنى لهذه الدعوة إلى أننا إذا استطعنا إعادة الشباب لوسطية الإسلام سيعقب ذلك قيم أخلاقية ستفشل محاولات تقسيم ليس مصر فقط وإنما المنطقة بأسرها.

**الإخوان يخدعون الناس بأن التقرب إلى الله يكون بالتظاهرات والمواجهات مع الأمن.. فما رأيك ؟
*هذا الكلام غير صحيح لأن القرب من الله أو التقرب إليه يكون بطاعة ما شرعه عز وجل من حب والتقاء على مائدة واحدة بين شباب الأمة وبين علماء الوسطية المعتدلين أما ما يقوله الإخوان من التقرب إلى الله بالتظاهر والمسيرات والاصطدام بالأمن فهذا خطأ كبير لأن التقرب إلى الله لا يكون بالمعصية وإنما بطاعته والحفاظ على دماء المسلمين، خاصة أن التظاهرات تزهق أرواح الأبرياء.. أضف إلى ذلك أن ما يفعله الإخوان ليس من أجل الدين وإنما من أجل هدف سياسي ومثل هذه التظاهرات التي تهدف إلى إظهار الفوضى أمام العالم وعدم ثبات الحكم، ومن هنا لابد أن نوضح أن الإصلاح يبدأ بالحوار مع أبناء هذا الجيل الذي يسمع لمن يخدعه بأن التظاهر والعنف جهاد. 

**هل من الممكن أن تقوم بزيارة للسجون لوقف الأزمة التي يتحدث عنها الإخوان مع الدولة؟
*نعم أنا كثيرا أتكلم وأدعو إلى بداية حوار جاد بين القائمين بأعمال التفجيرات والإرهاب وبين العلماء الذين يتسمون بالعدالة والاعتدال حتى نصل إلى كلمة سواء نستطيع بها إقامة دولة واحدة موحدة ومعتدلة هدفها إصلاح الأوضاع واعتراف الإخوان بهذه المرحلة لأن عجلة الزمان لن تعود للوراء. 

**ما رأيك في موقف عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغنى بدعم جماعة الإخوان والتحريض على العنف.. هل هو ارتداد عن المراجعات ؟
*بالفعل موقف كل من عبد الماجد وعبد الغنى أثار الاستغراب، ولكن المسألة خلاف في الرأى، والظروف التي مرت بها الجماعة الإسلامية ساعدت على الاختلاف في الرأى؛ لأن هؤلاء الإخوة لم يختلفوا مع أصل المراجعات ولكن اختلفوا مع الفكر الثورى الذي ساد في هذه الفترة، كما أن الذين اختلفوا مع فكر المراجعات والوسطية والاعتدال هم أعداد قليلة جدا بالمقارنة بالآلاف من الإخوة الذين مازالوا على نفس القناعة بفكر المراجعات.

**هل تعتقد أن موقف عبد الماجد وعبد الغنى وطارق الزمر أضر بالجماعة الإسلامية ؟
*بالفعل موقف هؤلاء أضر بالجماعة الإسلامية ضررا بالغًا وبصورتها، وهذا ما تسبب في ظهور جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية لسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة وحل الحزب، بعد أن وجدوا أن هذه القيادات خلطت بين الدين والسياسة مما أضر بصورتها، وهذه التصرفات كانت الدافع للابتعاد عن الجماعة والعمل على تكوين حزب مدنى جديد وإن كنا لا نتعجل في ظل الظروف المتغيرة في الدولة.

**ما رأيك في سلوكيات جماعة الإخوان بعد خلع مرسي ؟
*سلوك جماعة الإخوان المسلمين بعد عزل محمد مرسي من الحكم تحول إلى العنف ضد المجتمع من خلال دعوات التظاهر والتفجيرات وإزهاق أرواح بريئة وإصابة آخرين وإشعال حرائق وتدمير منشآت وتعطيل مرافق عامة وإشعال النار بالجامعات، وكلها أفعال محرمة، وكان الأولى بهم الجنوح إلى السلم خاصة ونحن لم نجن من وراء العنف إلا الخراب وضعف الدولة، أما عن مبدأ السمع والطاعة فهناك قاعدة شرعية تقول إن الطاعة في المعروف ولا تكون في معصية، وبالتالى المعروف أن التظاهرات والتفجيرات عمل حرام لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهذا للأسف ما يحدث في جماعة الإخوان. 

**وكيف ترى السلفيين في المرحلة المقبلة وهل سيكونوا بديلا للإخوان ؟
*السلفيون سلكوا طريقا هادئًا وداعيًا للسلمية لم ينساقوا وراء عنف الإخوان وهذا أمر عظيم يجب أن ندعمه ويجب أن نساعدهم عليه خاصة أن هناك جماعات قامت بتحريض الشباب إلى عكس السلوك الذي نهجه السلفيون من دعوة للاعتدال والسلمية.

**أخيرًا كيف تقرأ المشهد السياسي الآن؟
* المشهد السياسي جاء مخيبًا لآمال كل مواطن مصرى يحب أن يرى وطنه في تقدم وازدهار ويؤسفنى بعد مرور ما يقرب من أربعة أعوام على الثورة أن نجد كل الأمور ارتدت على أعقابها لدرجة أننى أشاهد قطاعا كبيرا من الشعب يسعى لإيجاد فرصة عمل بلا فائدة رغم أن عمل الشباب كان تكليفا لهم من الدولة بعد ثورة يوليو 1952، واليوم أصبح الشباب يتسول فرصة عمل، بل إننى أتذكر وزيرا سابقا أصدر قرارًا بتعيين الشباب وبعد تقديمهم الأوراق لم يتم تعيين أي شاب، وهذا الأمر أكبر دافع لنزوح الشباب إلى جماعات العنف والتكفير، خاصة أن العنف دائمًا يكون مقدمة لوقوع التفجير، كما أن محاولات إقصاء التيار الإسلامي سوف تزيد العنف، وبالتالى المشهد السياسي يحتاج إلى حوار حقيقى لعبور المرحلة.
الجريدة الرسمية