رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترامادول ممتد المفعول لأربع سنوات !


في خضم المزايدة على الوطن والقوات المسلحة التي نعتز بها جميعا كمصريين، ومن باب النفاق للسيد رئيس الجمهورية، تجد كل أجوف النفس والفكر سليط اللسان يصوب كل منقوع بذاءاته على ثورة يناير... خلاص يا عم الثورة هي السبب في كل ما نحن فيه من غلاء وتدهور اقتصادى وتفسخ اجتماعى وجرائم وضيعة وإرهاب أسود... هل ارتاح السادة كارهو الثورة من صبيان عصابة مبارك هكذا... عظيم، وكما يطالبون هم أيضا بمحاكمات عسكرية لأى شخص يفكر في التظاهر فإننى أيضا، يعنى من حقى أزايد شويتين، فأطالب بمحاكمة الكثيرين عسكريا حتى وإن كانوا من كبار رجال الدولة... ربما مفعول ترامادول الثورة الذي كنا نتناوله مع وجبة الكنتاكى الشهيرة امتد بنا أربع سنوات لليوم !


و استغلالا لآلام الوطن المكلوم على أعز أبنائه، ومحاولة لتعويض ما فاتهم من كعكة مبارك الفاسدة في السنوات الثلاث الماضية، تجد لغوا وضيعا من جانب الأجراء وأسيادهم من تجار الفضائيات لهدم البقية الباقية من قيم وسمعة ثورة يوليو والتي وصفها السيد الرئيس أكثر من مرة بـ (المجيدة ) !

هل أنتم إذن أكثر وطنية من رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة !! هل إصراركم على وصف ثورة يناير بكل صفات البذاءة والخوين رسالة موجهة للسيد الرئيس الذي لا يدرى بذلك وهل الرئيس السابق عدلي منصور هو وجميع أعضاء لجنة الخمسين من رموز الدولة خونة لوضعهم دستورا ينتصر لمؤامرة هدمت مصر ومازالت تسحقها كما يؤكد الأفاقون !

إذن فإننى أطالب بمحاكمة هؤلاء جميعا لأنهم صاغوا دستورا للخيانة وهدم الدولة، فما بُنى على باطل فهو باطل ولكن قبل ذلك أطالب بمحاكمة عسكرية لكل مبتذل مقزز يجد في شاشة فضائية متنفسا لقماءاته فيصرخ فيها مشطينا ومخونا ومحقرا من الثورة الكبرى في يناير والتي ساندها المجلس الأعلى للقوات المسلحة درع مصر الواقى وحامى حماها رغم قناعتهم بأنها مؤامرة
كما يؤكد السفهاء !

طبعا ستخرسون جميعا أمام هذا وأنتم تستدعون التحية العسكرية لشهداء يناير من أحد كبار المجلس العسكري في فبراير 2011... حسنا فلتكفوا إذن عن هذا الهراء والنفاق الواضح وإلا واجهتهم اتهاما لا يقدر عليه أمثالكم مطلقا.

و إن كانت الثورة التي يخشون مجرد ذكرها في سياق محترم يليق بها وبنبلائها قد تم محوها بالفعل من حياتنا هي السبب في كل ما يدور حولنا من اقتصاد متدهور سرقة شباب الثورة وليس رجال أعمال مبارك، فإن الثورة لم يعد لها وجود، بل إن كافة القوانين الصادرة من بعد الثورة هي واقعيا منافية ومناقضة لقيمها تماما، وإن كان الأمن والأداء الشرطى للدولة قد أفسدته يد الثورة وليس ضعف أداء جهاز الشرطة، فإن السيد الرئيس بنفسه قد أصدر قرارا جمهوريا سياديا بمشاركة القوات المسلحة بحماية كافة مؤسسات الدولة... كان الله في عونهم بحق وليس تهكمًا.

إذن لم يتبق من الثورة أو مطالبها شىء، فلتعمل الدولة إذن على مزاجها الخاص ولتحسن ولتثبت جدارتها وتحقق إنجازات تحسن من حال المواطنين أو على الأقل تكف من تدهوره ولنرى تجار البذاءة يروجون لبضاعة الرفاهية للشعب الذي ربما لا يدرى بها بسبب مفعول ترامادول الثورة والثوار الممتد منذ أربع سنوات تقريبا !
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية