رئيس التحرير
عصام كامل

"النور" يكشرعن أنيابه.. فما السر؟!


تحول من مرحلة الانحناء حتى تمر العاصفة، إلى مرحلة الهجوم الصريح، ولم يبق إلا أن تستقر الأهداف في شباك الخصوم.. أتحدث عن حزب النور السلفى أو بالأحرى عن الجسد السلفى بأجنحته الرئيسية..التيار والجبهة والدعوة.

شارك حزب النور في توفير الغطاء السياسي للإطاحة بأول تجربة للإسلاميين في السلطة، ثم تحمل في صبر لا يطاق عواصف من الاتهامات والإهانات، بل الطعن في إسلامهم، وهو ما أراه حنكة سياسية عالية المستوى.. باختصار انحنى السلفيون حتى تمر العواصف بسلام.. ربما كان أشد العواصف شراسة ما واجهه حزب النور خلال الشهرين الأخيرين، لا سيما مع اقتراب استحقاق الانتخابات البرلمانية، وأرصد منها القضايا المطالبة بحله، ثم فرار أحزاب وتيارات 30 يونيو من التحالف معه، كفرار السليم من الأجرب، باعتباره حزبا قام على أساس دينى، رغم أن الجميع كان يقف بالأمس القريب بجانبه كتفًا بكتف.

مع اشتداد العواصف.. كان من المفترض أن تستمر حالة الكمون التي يعيشها الحزب..غير أن المفاجأة كانت في رد الفعل الذي شهد لأول مرة انتقال حزب النور من الحالة الرمادية إلى حالة الوضوح والهجوم والردع الصريح، الذي بدا جليًا وحصريًا في هذه المواقف.

-هاجم الحزب ما اعتبره إساءة بالغة فيما ورد بمناهج التربية والتعليم، وهدد باللجوء للقضاء.

-لم يترك تصريحات وزير الثقافة حول الحجاب والصور العارية تمر مرور الكرام، بل واجهها بكل حدة وصرامة

-اقتحم ميدان الحريات والعدالة، منتقدًا احتجاز أعداد كبيرة على ذمة قضايا لم يتم البت فيها منذ مدة طويلة، ووصف العدالة البطيئة بالظلم الفاحش، وهاجم منظومة القبض على كثيرين بموجب وشايات كاذبة وبدافع الانتقام، والتقارير الأمنية الملفقة.

- انطلقت سهام غضب الحزب على من تطاولوا على الدين وتجاوزوا على ثوابته وطعنوا في رموزه، ووصف تلك الحالة بأنها تمثل أكبر الخطر على النظام القائم، لأنها توحى بأن ذلك النهج هو سمة المرحلة، مما يشكل آثارًا سلبية وعواقب وخيمة.

-طالب بثورة حقيقية على الفساد الحكومى.. ثورة تقتلع جذور الرشوة والمحسوبية، والقضاء على وسائل تسهيل الاستيلاء على المال العام، والصفقات المشبوهة والتشريعات التي تصب في صالح المنحرفين والمفسدين.

في تقديرى أن استئساد حزب النور المفاجئ لا يحتمل سوى تفسيرين.. إما أنها ثقة غير محدودة بقوته وإمكانياته، أو ربما حصل على تطمينات مؤكدة من القيادة السياسية باستمراره على الخريطة السياسية.
الجريدة الرسمية