رئيس التحرير
عصام كامل

عواجيز الفرح !!

فيتو

زوجي ليس رياضياً، وهو شخصية جادة ووقورة في مجملها، لكنه عندما يجلس بين الناس أو بمفرده لمتابعة مباراة رياضية، يبدأ في التحول شيئًا فشيئًا، يرتفع صوته، وينتقد اللعيبة ويتصايح ويزعق بغضب، أيضا كثير من أقاربي الناس الكُمّل الهادئون الوقورون المحترمون وغير الرياضيين بالمرة، يتحولون في لحظة إلى دراويش ومجاذيب يتقافزون اندماجاً وابتهاجاً بتسديد أحد الأهداف ..


لفرط اندهاشي للمساحة بين طبيعتهم في الأحوال العادية وأثناء المباراة، كنت ولا زلت أسميهم "المتحولون" !! هؤلاء الذين يكاد يقتلهم الحماس للرياضة، يتكاسلون عن صعود الدرج للدور الثاني، ويتذمرون إذا أنزلهم سائق الميكروباص خمسة أمتار قبل محطتهم أراقب أعراض تحولهم وأسأل نفسي : هل نحن رياضيون آبدا أراقب أيضا هوس المتأسلمين بفكرة الخلافة والدولة الإسلامية أتذكر مناظرهم المقرفة وانشقاق حلوقهم وحناجرهم هتافا باسم الإسلام في جمعة قندهار التعيسة ! أقارن ذلك بسلوكهم اليومي ،، وما أن كانت قناعتهم بالعيش في سبيل الله تعادل هوسهم بفكرة الموت في سبيل الله !!!..

أراقب أعراض تحولهم وأسأل نفسي : هل هم متدينون حقاً ؟ آبداً إننا مثل عواجيز الفرح، نشاهد الرياضة ولا نمارسها ، مع إننا نتحدث كثيرا وجيدا عن أهمية أن يكون الإنسان رياضيا ، وعن ضرورة أن يمارس الإنسان الرياضة باختياره قبل أن يجبره الطبيب على ذلك إننا مثل عواجيز الفرح، نتحدث عن الإسلام ولا نمارسه، نطالب بإقامة دولة الإسلام على الأرض دون أن نبذل أدنى جهد لإقامتها في سلوكنا اليومي، مع إننا نتحدث طويلا وجيدا عن المبادئ الأخلاقية والسلوكية التي يوجهنا إليها الإسلام، ويمكننا أن نلقي أروع المحاضرات والخطب حول ضرورة أن يمارس المسلم الإسلام قولا وعملا، وأننا إن لم نقم دولة الإسلام في قلوبنا فلا قامت دولة الإسلام في بلادنا !!!
الجريدة الرسمية