رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. البرلمانية المغربية ثريا إقبال: لا أتمنى حدوث ثورة في بلادي

فيتو

  • دخلت البرلمان لأضيف الحس الروحي للخطاب السياسي 
  • السياسة والصوفية والشعر يسلكون طريقا واحدا 
  • الثورات العربية لم تحقق أهدافها لكنها كانت ضرورية للتنبيه 
  • نحن الآن في طور بناء العقليات وسيستغرق بعض الوقت 
  • ثورات الربيع العربي أوضحت فقط الخلل في المجتمع 
  • المجتمعات العربية كانت تعاني من انحدار في قيمها وتطورها
  • أوربا ما زالت تدفع ثمن المساواة بين الرجل والمرأة
  • الروحانية تعلو على اللغة في مهرجان "سماع"
هي السياسية المتصوفة، شاعرة وباحثة في التصوف الإسلامي ومترجمة، ترجمت العديد من الدواوين من الفرنسية إلى العربية والعكس. نظمت مهرجان مراكش للموسيقى الدولية، وعضو جمعية منية مراكش، تمتلك من الأفق رحابا واسعا لا يجادلها فيه أحد، عينان ينهمر منها بريق ينم عن شاعرية وذكاء فطري.. هي د. ثريا إقبال التي حضرت في زيارة إلى القاهرة لتكريمها في مهرجان سماع للموسيقى الروحية عن جهودها في نشر السلام بالمنطقة.

حين أعطيناها حرية تعريف نفسها قالت: انا باحثة في التصوف، وهذا هو المجال الاقرب إلى قلبي، أستاذة جامعية، كاتبة ومترجمة وشاعرة، نائبة في مجلس النواب في المغرب، وهناك عدة مجالات اعمل بها، ولكن ليس سرا إذا اعترفت أن التصوف والشعر هما الاقرب إلى بسبب الروحانيات، من جانب آخر.. أنا أم لطلفين، بنت وولد.

*ماذا يمثل مهرجان "سماع" بالنسبة لثريا ؟
شئ مهم في حياتي كشخص أولا، وفي حياة موطني مراكش بالمغرب وفي حياة المغاربة، لأنه موعد كبير تجتمع فيه كل الثقافات والحضارات باختلاف ألوانها، فالموسيقى اعتقد انها لغة إنسانية ولغة يشترك فيها كل البشر ويمكن أن تنصهر فيها كل الاختلافات، رغم أن الاختلاف رحمه لكن الخلاف قد يؤثر في التواصل مع البشر، فـ "سماع" هو عقد رابط بين كل هذه الاختلافات، فعندما تستمعين إلى حفل من حفلات سماع تجدين أن الجمهور ينصهر ويعلو إلى مافوق اللغة، فتصبح اللغة مجرد شكل وتعلوه الموسيقى لتأخذ الجمهور إلى مدىات علوية.

*أنت شاعرة، ترجمتي العديد من المؤلفات إلى الفرنسية وإلى العربية، فلماذا الفرنسية على وجه الخصوص؟
لسبب بسيط وهو أن المغاربة ودول المغرب العربي يتقنون الفرنسية، فهم يتلقونها في المدارس إضافة إلى العربية والانجليزية، ولأن الفرنسية هي لغة راقية جدا، كلماتها وتعبيراتها روحانية إلى حد كبير، ومن إحدى القيم التي تعلمتها في صغري أن اتقاسم كل ماهو جميل مع الآخر ليعم الجمال، فأنا أجد أن مهمتي كقارئة ومثقفة أن اتيح للقارئ أكثر من لغة لافتح له عالم آخر.

*إذا انتِ متصوفة بحتة، فما حاجة مثلك بالدخول إلى المسرح السياسي فالصوفية والسياسة في أغلب الأحيان لا يجتمعان ؟
( تضحك) وتقول: يلقى على هذا السؤال كثيرا منذ دخولي إلى البرلمان، ولكن باختصار اقول حديث متداول بين المتصوفه مفاده: مقامك حيث أقامك، فالكثير لا يرونني أصلح إلى السياسة كوني متصوفة، ولكني دخلت إلى البرلمان لأضيف الحس الروحي إلى الخطاب السياسي، فأنا ارى أن السياسة والصوفية والشعر يسلكون طريقا واحدا وهو تمكين النفس الإنسانية من خدمه المجتمع.
فحين طلب مني العامة الدخول إلى البرلمان، تحفظت في البداية لأني لم أكن اتصور أني استطيع إضافة شئ، ولكن بعد تفكير ايقنت أن السياسة تحتاج إلى روحانية ما لكي تتمكن من خدمة العامة والتكيف مع جميع متطلباتهم.

*هل تتمنين أن يكون المنهج الصوفي هو منهج الحكم في الدول العربية ؟
اتمنى أن تكون قيم الصوفية موجودة في كل المجتمعات بدءا من الحاكم إلى أصغر عامل، فلا يمكننا أن نطور المصلحة الجماعية أن لم تتطور المصلحة الفردية، فيصبح الفرد أكثر ارتقاءً. 

*هل ترين أن الثورات العربية نجحت ؟
هي على العموم نجحت لأنها أوضحت الخلل الموجود في المجتمع، فالمجتمعات العربية كانت تعاني من انحدار في قيمها وتطورها، فكانت هذه الثورات كأنها ناقوس خطر دق أن المجتمعات لابد أن تعاد هيكلتها مرة أخرى. فالثورات العربية لم تحقق أهدافها ولكنها كانت ضرورية للتنبيه، لذلك بالنسبة لي نجحت الثورة لأنها استطاعت توعيتنا، ونحن الآن في طور بناء العقليات والبناء يستغرق بعض الوقت. 

*وما رأيك بداعش ؟
شيء غير مفهوم، فهم أناس تقتل باسم الدين وهم في الحقيقه دخلاء على ديننا لأن مبادئهم لا تمت للدين بصله، فداعش مثلها مثل الطفيليات التي تخرج من رحم الفوضى، ولكني أرى أن نهايتها قريبة لأنه لايصح الا الصحيح.

*هل ترين نهايتها على يد القوات الأمريكية التي دخلت حديثا إلى سوريا لضرب مراكز داعش ؟
أنا ارى أن نهايتها قد اقتربت، وسواء كانت هذه النهاية على يد أمريكا أو غيرها فلا يهم، المهم أن تنتهي، ولكني ارى أن نهايتها ستكون من داخلها لأنها لم تبنى على أسس منطقية.

*هل يمكن لأمريكا احتلال سوريا بعد أن تقضي على داعش ؟
هذا احتمال كبير، مع أن التكهن صعب في هذه الحالات، لأن العالم الحالي مليئ بالجنون، وأمريكا لا تستأمن. 

*هل تتمنين حدوث ثورة في المغرب ؟
لا لا اتمنى مثل هذا الشئ، رغم أنه كانت هناك بعض البوادر والارهاصات التي تنم على ثورة ولكن النظام المغربي عالجها بذكاء بالغ، فالنظام الملكي في المغرب هو نظام متأصل في نفس كل مغربي.

*أعرف أن لك رأيا في قضية المرأة، فقد طرحتِ سؤالا قبل ذلك أنه لماذا يتم التماطل في الأمور إذا ما تعلق الأمر بالمرأة؟
فعلا طرحت هذا السؤال بالبرلمان المغربي، صحيح أن هناك بعض التباطؤ في قضايا المرأه، ولكن اظن أن الالحاح قد يثمر نتائج مرضية للجميع.

هل تعتقدين أن المجتمع العربي مجتمع ذكوري ؟
أثيرت هذه القضية بشكل كبير، في اعتقادي الخاص أن لا مساوة بين المرأه والرجل، فالمرأه والرجل ليسوا اعداء، وكل شخص له تخصصاته التي يبرع فيها بشكل أكبر.
فالمساوة ليست هي العدالة في هذه القضية، فالمرأه لابد أن تحتفظ بأنوثتها، والرجل يبقى رجلا مهما صار، والتقليد الاعمى ليس الحل، فأوربا مازالت تدفع ثمن هذا التقليد، فالمرأه ماعادت انثى، والرجل ماعاد رجل.

Advertisements
الجريدة الرسمية