رئيس التحرير
عصام كامل

المنطقة في الخلاط!


كنت أتفرج على أجزاء متقطعة تحت وطأة إعلانات، على فيلم "واإسلاماه "، ولفت نظري التقارب البالغ بين رسول هولاكو، داعش وقتها،ووقتنا، وبين قطز، الذي رفض التهديد والوعيد، ولاحظت جملة مأخوذة من عصرنا الحالي ! إنهم جحافل موت وخراب وإبادة، لكن مصر تحدت وتصدت وانتصرت.


اليوم، تعود الأحداث في شخوص عصرية بعقليات تتارية، ومن تأمل المشهد، سندهش، من عملية منظمة تتم لبث الرعب والفوضى، وشيوع قانون الغاب. تأملوا ما يلي:

١- داعش رغم ٤٥٠٠ غارة تتقدم وتكتسح، واضح أن الغارات تفتح لها ولا تمنعها !

٢- ركزت داعش على مدينة كوباني، والكردية، على بعد خمسة كيلومترات من الحدود التركية، فاستدعت تركيا قواتها وبرلمانها واحتشدت لضرب داعش والاسد، ركلة مزدوجة، لم تمر دلالاتها على إيران المناصرة للأسد، والمناهضة لداعش السنية الإجرامية، فخرجت لتعلن عدم ترحيبها بالدور التركي المزمع في سوريا، وكانت الخارجية الأمريكية فرحت ورحبت وهللت !

٣- لا يغيب عنكم أن الحوثيين في اليمن شيعة، ويأتمرون بأوامر طهران، ويتسلحون منها، ومن ثم فإن الرد على الأتراك والأمريكان، ومن باب أولى السعودية وبقية دول الخليج، جاء في اليمن، فغاب الجيش، والشرطة، عن صنعاء، وسيطرت جموعهم بغوغائية،على وزارات الدفاع والداخلية والخارجية، والفلوس، أي وزارة المالية، بل منعوا صرف أي أموال إلا المرتبات، وهو ما أفزع الشقيقات الخليجيات، فاعتبروا أمن اليمن من أمنهم، وفهمت السعودية أن مناصرة الجيش الحر في سوريا، ثمنه خنجر شيعي في خاصرتها، لا قدر الله

٤- اتجاه القوات الحوثية الشيعية للسيطرة على مدخل البحر الأحمر، المعروف بباب المندب، يعني قلقا لمصر، لأنه المؤدي إلى قناة السويس ! وقلقا للتجارة العالمية، بل يمكنهم من استقبال شحنات السلاح الإيراني دون رقيب أو حسيب، وكله، كما ترون تطبيق حي سريع لإستراتيجية إيرانية، تواجه تداعيات الدعم الغربي لقوات الجيش الحر الخائن!

٥-لا نحسب أبدا أن مصر بمعزل عن مضاعفات ما سيأتي وهو معقد، ومتداخل، وعلينا حساب كل تحرك، وارتباط سياسي أو إستراتيجي.

الصورة المعروفة للمشهد في المنطقة، تتموج ملامحها، وتغيب، ملمحا بعد الآخر، وسط ذهول عربي وجد نفسه في موقع رد الفعل، واختار أن يتحرك متأخرا، وسوف تظهر الأسابيع القليلة القادمة أن داعش وأمريكا وإيران وإسرائيل وتركيا و"قطر" هي خلاصة داعش بالفعل. هي الائتلاف وهي التحالف السري الحقيقي !
الجريدة الرسمية