رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أردوغان أدب يوك


ما زالت تركيا تحلم بعودة مجدها القديم وفرض هيمنتها على المنطقة العربية وإخضاعها للتاج العثماني في نسخته الأردوغانية نسبة إلى الحاكم بأمره رجب طيب بن أردوغان - سود الله وجهه - الذي سيطرت عليه أطماعه الاستعمارية وظن نفسه قادرًا على إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط عبر ذراعه الإرهابية المتمثلة في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ومعاونة شيوخ آل ثان، ومن أجل تحقيق هذا الهدف شارك كأحد أضلاع مثلث الشر لضرب أركان الأنظمة العربية وزعزعة استقرارها ونشر الفوضى والفتن في ربوعها وتفكيك جيوشها وتجنيد ما يعرف بالنشطاء وتدريبهم وتمويلهم ليكونوا شوكة في حلق أوطانهم.


فمنذ وصول حزب أردوغان للحكم وتولية منصب رئيس الوزراء وهو يسعى إلى تجريد مصر من دورها الإقليمي ومكانتها العربية والإسلامية كي تحل تركيا محلها وفي سبيل ذلك سلك كل الطرق المشروعة وغير المشروعة مرة بالدخول في تحالفات مع أمريكا والغرب لتقوية موقفة في بسط نفوذه على المنطقة ومرة أخرى باستغلال الدين للتلاعب بمشاعر المسلمين ومغازلة عاطفتهم بعدائه الشكلي لإسرائيل والتظاهر عبر الإعلام بمناصرة القضية الفلسطينية لإحراج الحكام العرب، ولم تتوقف ألاعيبه عند هذا الحد بل نصب نفسه حارسًا على العقيدة ومتحدثًا رسميًا باسم الشريعة ومبعوثًاً للعناية الإلهية لمساعدة المسلمين والدفاع عن الإسلام متجاهلًا ما يحدث في بلاده من امتهان للإسلام وضياع معالمه وتعاليمه بين الأتراك.

كل هذه الأحلام والأطماع التي تحطمت على صخرة 30 يونيو أصابت العثمانلي الجديد بـلوث عقلي وهذيان سياسي أفقداه القدرة على التحكم في لسانه الذي بات يستحق القطع لتطاوله على مصر وزعيمها ويبدو أيضا أنه فقد السيطرة على كبح جماح نفسه الحقودة التي تقوده إلى السقوط من ذاكرة التاريخ ليكون مستقره الدرك الأسفل من مزبلة الإنسانية التي أظنها ستعف عن احتوائه بين نفايتها، هذا الكائن الأردوغاني بلغت به الحماقة مبلغها فلم يعد يميز بين ما ينبغي أن يقوله بصفته رئيسا لدولة عليه اتباع القواعد البروتوكولية والدبلوماسية التي تحكم علاقات الدول وبين العنتريات و(فنجرة) الكلام وسلوكيات البلطجة ودس الأنف فيما لا يعنيه والتدخل في شئون الغير وغيرها من الممارسات التي تدل على أننا أمام شخصية مريضة بجنون العظمة لا تتوانى عن فعل أي شيء في سبيل البقاء في السلطة.

أحسن السيسي عندما قال إنه لن يرد على إساءة أردوغان مهما بلغ حجم السباب الذي يطول شخصه لعدم رغبته الدخول في مهاترات كلامية وحروب إعلامية، خير ما فعلت سيادة الرئيس فلا ينبغي أن تنزل من مستواك الرفيع كقائد سابق لجيش مصر العظيم ورئيس حالي لدولة كرمها الله من فوق سبع إلى مستوي أردوغان أو أي متطاول وضيع لم يحسن والداه تربيته، إلا أنه في نفس الوقت ينبغي على الدولة اتخاذ إجراءات قوية لقرص أذن أردوغان كتقليص عدد البعثة الدبلوماسية في أنقرة ومراجعة كل الاتفاقيات ومنع استيراد المنتجات التركية مع توفير البدائل من المنتجات المصرية ومنع إذاعة الدراما الخاصة بهم وحظر السياحة لتركيا.

أما الصفعة الكبرى التي ستكون بمثابة الضربة القاضية للعثمانيين الجدد - وعلى مصر التعجيل بها - هي الاعتراف بمذابح الأرمن التي تخلص فيها الأتراك من مليون ونصف المليون أرميني بطريقة وحشية نطالب بسرعة هذه الإجراءات لإيقاف هذا المعتوه عند حده فضبط النفس الذي تمارسه مصر لم يعد يجدي نفعا، نريد مواقف حاسمة حيال هذا الأردوغان وأمثاله ليكونوا عبرة لكل من يحاول التطاول على مصر ورئيسها.
Advertisements
الجريدة الرسمية