رئيس التحرير
عصام كامل

هل يقيل الرئيس وزير الداخلية ثم باقي الوزراء تباعا؟


لا ينكر أحد من الحكومة الحالية أو النظام الحالى أن الإعلام لعب الدور الأول والأكثر تأثيرا في إسقاط نظام الإخوان وتنظيمهم ومنظومة الإسلام السياسي بأكملها وأن 30 يونيو كانت تُدار إعلاميا من قبل أجهزة الدولة الراغبه في إزاحة الإخوان.... ثم استمر الدعم الإعلامي ويمكن أيضا وصفه بالإعلانى بكل أريحية، في شيطنة أي شخصية يمكن أن تنافس السيد الرئيس الحالى المشير السيسي قبل توليه المسئولية لدرجة أن البعض خون صراحة كل من يفكر في الترشح أمامه !


ولقد وصل الشطط والنفاق الصريح في ذلك اللغو الذي يدفع الجميع ثمنه الآن بما فيهم السيد الرئيس نفسه بسبب الهوة الكبيرة بين الأمانى السابقة والواقع، لدرجة وصف الفريق أول السيسي وقتها هو والسيد وزير الداخلية بأنهما نبيان مرسلان من قبل السماء لإنقاذ مصر !

إذن الإعلام معكم يا سيادة الرئيس فلماذا تلومون على (بعض) الإعلاميين الذين ينحازون تماما لكم ولكن (تفلت) من أيديهم أو ألسنتهم أشياء منقولة من الواقع ؟....هل يستطيع هؤلاء التغنى برخص الأسعار مثلا والغلاء والفقر يعربدان في كل مكان؟!

هل يستطيع هؤلاء مع كل دعمهم للنظام التحدث عن أداء الحكومة الراقى الجميل بينما الأطفال يموتون يوميا في مدارس الفقراء وهم الأغلبية الكاسحة في مصر؟!

هل يمكنهم وصف وزارة الصحة بأنها وزارة بحق للصحة بينما المرضى (الفقراء) أيضا يلقى بهم على الأرصفة... هل يستطيعون التحدث عن دعم الفلاح الذي حضرتم الاحتفال بعيده ثم كانت العيدية من الحكومة المحلبية برفع سعر السماد عليه 33 % تقريبا؟! هل الحكومة تتعمد إحراجكم توقيتيا وليس سياسيا أم الاثنين معا ؟

ثم ماذا يفعل الإعلاميون مع تصريح وزارة الداخلية العجيب والذي قال فيه الأمس فقط إن الدولة تؤجل الانتخابات البرلمانيه لأن الإخوان سيفوزون بها إذا أقيمت الآن!

لقد صمت معظم مقدمى برامج التوك شو المؤيده للنظام عن هذا التصريح الذي يهدم كل ما يقوم به النظام من محاربه للإخوان وللتأسلم السياسي والتطرف والتجارة باسم الدين.... أبعد كل ما يحدث من قضايا وتفجيرات وتخريب يقوم وزير الداخلية بأكبر دعاية للجماعة ! هل ستقيل الرجل يا سيادة الرئيس حيث إنكم تلومون الإعلاميين على عدم بث الأمل في نفوس الناس بينما هذا التصريح المدهش يقتل أي أمل لدى الشعب في قدرة الحكومة الحاليه على منافسة تنظيم أغلب رجاله بل ونسائه مطارد أو سجين ! بل يُقر بقوته وضعف الدولة وجميع مؤسساتها وأحزابها ( الورقية )... خسارة فيها لفظ كرتونية السابق !

ومع ذلك فقول وزير الداخلية يعكس بعدا أساسيا مسكوتا عليه وهو تخلى الدولة تماما عن البعد الاجتماعى ودورها الرئيسى في إقامة عدالة اجتماعية ولو يسيرة ودورا كان يقوم به الإخوان لا لوجه الله بل لوجه (السلطة ) في مساندة المواطنين الأكثر فقراء... وكان ذلك ولا يزال بعلم الدولة.... سيدى الرئيس غير من سياسات التقشف على الفقراء والعمال والفلاحين وإلزام الحكومة بقليل من العدل يهدم الإخوان أو أي تنظيم آخر ويبث الأمل دون إعلاميين أو داخلية !
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية