رئيس التحرير
عصام كامل

"أبو ظبى" تغلق مدرسة بسبب "وفاة طفلة" وتحاكم 5 متهمين بينهم المدير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقدت أمس، محكمة الجنح في أبوظبي أولى جلسات قضية طفلة رياض الأطفال، المتوفاة داخل حافلتها المدرسية، نزيهة نذير أحمد، (أربع سنوات) وقررت تأجيل القضية إلى 19 نوفمبر المقبل، لتقديم الدفاع من المتهمين الثالث والرابع، مع استمرار حبس المتهمين الأول (المشرفة) والثاني (السائق) والخامس (صاحب شركة النقل). وتكفيل الثالث (الموظفة المسئولة عن مراجعة كشوف الطلاب) والرابع (مدير المدرسة).


وحضر المتهمون قبل بداية الجلسة بأكثر من ساعة، وأنكروا جميعًا التهم الموجهة إليهم، حيث وجهت المحكمة للمتهمين الأول والثاني تهمة التسبب بخطئهم في وفاة المجني عليها، بأن أهملا القيام بما تفرضه عليهما أصول وظيفتهما ومهنتهما، وتركاها داخل الحافلة المدرسية دون التأكد من نزولها وخلو الحافلة من مستقليها.

وأنكرت المشرفة التهمة المسندة إليها، من دون إبداء أي تعليق. كما أنكر السائق التهمة أيضًا، ودفع بأنه لا يتحمل المسئولية، مبينًا أن لديه أوامر بعدم التعامل مع الطلبة نهائيًا، وأن مسؤوليته مقتصرة على قيادة الحافلة من وإلى المدرسة.

ووجهت المحكمة للمتهمين الثالث والرابع تهمة إهمال تدارك اختفاء المجني عليها مبكرًا من الفصل الدراسي، إذ لم يتخذا الإجراء المعتاد، والضروري، بمطابقة كشف أسماء الطلبة مستقلي الحافلة محلّ الواقعة على مثيله للطلبة الحاضرين في الفصل الدراسي الخاص بالمجني عليها.

وأنكرت الموظفة المسئولة عن مراجعة كشوف الطلاب التهمة المسندة إليها، ودفعت بأنها غير مسئولة عن الغياب، وأن مهمتها تنحصر في حل مشكلات الطلاب، والتواصل الاجتماعي، بحكم وظيفتها موظفة استقبال في المدرسة، فيما أنكر مدير المدرسة التهمة دون تعليق.

كما وجهت المحكمة للمتهم الرابع ( مدير المدرسة) والخامس (صاحب شركة النقليات المالكة للحافلة) تهمة استخدامهما حافلات غير مرخصة للنقل المدرسي، وغير مطابقة للمواصفات والمقاييس، يقودها سائقون ليس لديهم تصاريح بقيادة الحافلات المدرسية، إضافة إلى استخدام مشرفات غير مؤهلات وغير حاصلات على تصريح من الجهات المختصة، ما أدى إلى وفاة المجني عليها، حيث أنكر المتهم الرابع، مدير المدرسة، التهمة المسندة إليه بتعريض حياة الطلاب للخطر، ودفع بأنه لم يستأجر هذه المركبة.

وأنكر المتهم الخامس التهمة المسندة إليه، أيضًا، ودفع بأنه تم فحص المركبات من قبل المدرسة قبل التعاقد معها.

وبسؤال المحكمة له عن التهم المسندة إليه باستخدام وتشغيل 10 مشرفات للحافلات، أنكرها ودفع بأن اختيار المشرفات وتعينهن ليسا من اختصاصه.

من جهة أخرى، حضر والد المجني عليها، أحمد نذير، داخل قاعة المحكمة لمتابعة القضية. وأكد في تصريحات صحافية حرصه على معرفة مجريات المحاكمة، لمعرفة المتسببين في الحادث، والاطمئنان إلى أنهم لن يفلتوا من العدالة، حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى.

يذكر أن الطفلة نزيهة فقدت حياتها في السابع من الشهر الجاري بسبب «الإهمال الجسيم» إذ تركت في الحافلة المدرسية منذ لحظة صعودها عند السادسة والنصف صباحًا، ليتم العثور عليها متوفاة عند صعود الطلاب إلى الحافلة لتنقلهم إلى منازلهم عند الظهيرة.

وأكد سائق الحافلة، في تحقيقات النيابة، أنه عثر على الطفلة المجني عليها ممددة خلف باب الخروج من الحافلة، في الـ11 و45 دقيقة، عندما استقل الحافلة عند نهاية الدوام المدرسي، فيما أفاد تقرير الطبيب الشرعي بأن الطفلة تُركت وحدها تصارع الموت، داخل الحافلة، مستنجدة بمن في الخارج، حتى خارت قواها، وأنهك جسدها النحيل من شدة الحرارة، وأصيبت بهبوط في الجهاز التنفسي والدوراني، ما تسبب في حدوث وفاتها.

وأصدر مجلس أبوظبي للتعليم قرارًا إداريًا بإغلاق المدرسة «مدرسة أكاديمية الورود الخاصة» وإلغاء رخصتها التعليمية اعتبارًا من 31 أغسطس المقبل، وذلك نتيجة الإهمال الجسيم في إجراءات الحفاظ على أمن وسلامة الطلبة، خصوصًا في ما يتعلق بإجراءات النقل المدرسي.

وقرر المجلس وضع المدرسة من تاريخ صدور القرار حتى تاريخ الإغلاق تحت الإشراف المالي والإداري له، على أن تغلق المدرسة أبوابها مع نهاية العام الدراسي «حفاظًا على مصلحة الطلبة».
الجريدة الرسمية