رئيس التحرير
عصام كامل

محمود عبدالمغنى: "النبطشي" صرخة الغلابة

فيتو

  • شخصية "أبوسنة" من وحي الخيال
  • "الدخلاء" خطر على الإعلام المصري
  • الرئيس "دايمًا فاكر الغلابة.. وفي قلبه كمان"

في الوقت الذي يضع زملاؤه النجومية "نصب أعينهم".. يقدمون من أجلها كل ما يمكن تقديمه.. يبحث هو في "الحواري" عن دور جديد.. يلتقي شخصيات "مصرية أصيلة".. يتحدث معهم.. يفهم أزماتهم.. ويمارس حياتهم اليومية، لا لشيء إلا لأنه يريد أن يؤدي دورهم "زي الكتاب ما بيقول".

"النبطشي".. محمود عبد المغني.. بعد غياب عن السينما لمدة 3 سنوات يعود للسينما ليقدم أولى بطولاته فيها بفيلم النبطشى الذي يتحدث عن عالم المهمشين من النبطشية ويخترق عالم الإعلام في مصر مقدما كيف يتحكم رأس المال فيما نشاهده على الفضائيات المختلفة؟ وعن فيلمه كان لنا معه الحوار التالى:

-بداية.. حدثنا عن "النبطشي" ؟
"النبطشى" هو سعد أبو سنة خريج معهد فنى تجارى وفرصة العمل الوحيدة بالنسبة له هي عامل أمن على عمارة، لكنه رأى أن هذا ليس نهاية المطاف، وبدأ يعمل "نبطشى" أفراح.. وهنا أريد تأكيد أن شخصية "النبطشي" واحدة من الشخصيات التي أعتقد أن التركيز عليها يخرج الكثير من الدراما لأن خلفياتها ثرية جدا وتمتلئ بالانتصارات والانكسارات، كما أنه شخصية صعبة ومركبة ولذلك فضلت هذا العام أن أتفرغ له ورفضت العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية من أجله.

- هل يستحق "النبطشي" كل هذا الكم من الاهتمام للدرجة التي تدفعك للاعتذار عن أداء أدوار أخرى ؟
بطبيعتي أنا إنسان مهموم بالناس ويهمنى أن أختار عملا يقدم رسالة حقيقية ودورا جيدا مكتوبا بعناية، لأن أهم عنصر في العمل هو السيناريو وآخر همى فكرة الوجود في مواسم ثابتة أو الشو الإعلامي ثم إن الفيلم استغرق فترة طويلة في تحضيره، حيث ذهبت إلى "بولاق أبو العلا" وتمرنت على أيدي نبطشية محترفين ومنهم حسام القط، الذي ساعدني كثيرا في التعرف على أسرار و"لزمات" شخصية "النبطشي".

- سبق أن قدم عدد من الفنانين شخصية النبطشي بشكل ناجح.. عند موافقتك على الدور ألم تخش الدخول في مقارنة معه؟
بالفعل تم تقديم الشخصية في أكثر من عمل، لكنها كانت جزءا ضمن العمل، ولم يكن هناك عمل سينمائي تعمق أكثر في تلك الشخصية، في فيلم "النبطشي" لا يمكن أن أقول إننا لم نكتف بـ"عمله" لكننا تعمقنا أكثر في الشخصية وحاولنا رصد ظروفه وتفاصيل حياته والغوص أيضا في عالمه وعالم الأفراح الشعبية بشكل عام.

- دائمًا تختار شخصيات من الواقع تعانى التهميش مثلما قدمت في مسلسل طرف ثالث ومسلسل الركين وأخيرا فيلم "النبطشى" ؟
كما قلت لك من قبل.. بطبيعتي أنا مهتم بتوصيل "صوت الغلابة" للمجتمع لأنهم الشريحة التي تعاني، وفي الوقت ذاته يمكن القول إنها "ضحية التهميش"، لهذا كنت أسعى دائما لأن أظهرها للعالم ليتعرف على أحلامها وطموحاتها وهمومها أيضا.. كما أقدم أيضا ما يمكن أن نصفه بـ"روشتة علاج" للتعامل مع هذه الشريحة قبل أن تتحول لـ"قنبلة موقوتة" من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، ولهذا كله صرح "سعد أبو سنة" موجها حديثه للرئيس "طب.. الغلابة يا ريس" ؟

-وهل ترى أنك نجحت في التعبير عن هموم تلك الطبقة ؟
الحمد لله تلقيت العديد من ردود الأفعال المشجعة، ولم أستطع السيطرة على دموعي خلال متابعتي عرض الفيلم بإحدى دور العرض السينمائي بوسط البلد بعدما استمعت لرأي الجمهور، وعندما قام عدد من المواطنين بـ"رفع سيارتي وأنا بداخلها" ليعبروا عن إعجابهم، والحمد لله على نعمة حب الناس وهذا الحب أكبر دليل على أننى استطعت أن أصل إليهم وأن أقدم عملا به العديد من القضايا. 

- خطواتك البطيئة واختياراتك جعلت العديد من أبناء جيلك يصعدون سلم النجومية بشكل أسرع.. لماذا لم تفعل مثلهم ؟
المسألة لا تقاس بالسرعة فهناك فنانون أصبحوا نجوما بسرعة الصاروخ لكن أين هم الآن؟ لذلك أحرص دائما على تأكيد حب الناس لى واحترامهم من خلال تقديم ما يهمهم وعلى العكس أرى أن خطواتى ثابتة وراض بها ولا أجد بها أي تأخير.

- البعض انتقد الخلطة التجارية للعمل والموجود بها الراقصة والفرح الشعبى ؟
ضاحكًا.. أنا أقدم شخصية نبطشى أفراح فهل أقدمها في مأتم؟ فتلك المشاهد جزء من تكوين الفيلم وضرورة درامية له وليست مشاهد مقحمة أو غير ضرورية أو بها أي ابتذال والعمل به العديد من القضايا التي ندق ناقوس الخطر فيها مثل قضية انتشار المخدرات بين الشباب وغيرها من القضايا والتي تمثل أحلام وطموح شريحة كبيرة من المجتمع.

- ألم يكن صعبًا التحول من مهنة النبطشى إلى دخول مجال الإعلام داخل أحداث العمل ؟
أعترف بأن التحولات في الشخصية من نبطشى إلى مذيع هي الأصعب رغم أن العمل به تحولات كبيرة في الشخصية وكل مشهد في النبطشى هو حالة صعبة، ومنها علاقته بعائلته وأخيه الذي يدمن المخدرات وقد ساعدنى في الوصول للأداء الجيد كل من المخرج إسماعيل فاروق والمؤلف محمد سمير مبروك.

- وهل من الواقعى أن يتحول نبطشى إلى إعلامي ؟
كلنا تابعنا في الأربع سنوات الماضية حالة من الكلام والجدل والفضفضة والرغى فإذا كان المعيار هو الكلام فالنبطشى ملك الكلام واستطاع الجلوس أمام الكاميرا وأداء دور الإعلامي من هذا المنطق.

- وهل ترى أن الإعلام الآن يسيطر عليه نبطشية ؟
المتابع لبرامج التوك شو هذه الأيام يرى كيف تتغير وتتحول الكلمة الواحدة عدة مرات، وأن سطوة المعلنين التي تمارس للحصول على أكبر قدر من الإعلانات والتي ضغط بها على – سعد أبو سنة- حتى لا يتحدث عن "بولاق أبو العلا" ومشاكل وأزمات الناس وإدخالها داخل حسابات سياسية ولكنه رفض الانصياع لأوامرهم وتحدث عن هموم وأزمات المواطنين.

- ما تعليقك على أن الفيلم به إسقاط على أحد الإعلاميين؟
الإسقاط الموجود بالفيلم ليس على شخص بعينه لكن نقول إن الإعلام الحالي أحيانًا نرى به دخلاء فهناك من يسعى لإشعال القضايا وتهييج الرأي العام وترى من يكذب كي يصل لهدف معين حتى تتوه الحقيقة ولابد أن يقول الإعلام الحقيقة كما هي.

- هل نتفقد في المرحلة الحالية أمثال "أبو سنة" ممن يطالبون بحقوق المواطن ؟
نحن نحتاج أن يصل صوت الغلابة للجميع وألا ندفن رءوسنا في الرمال ونتحدث عن أوجاعنا لكن يجب أن نعلم أيضا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحكم منذ عدة أشهر فقط وليس مسئولا عما عانى منه المصريون لمدة 30 عاما. 

- وكيف ترى الوضع الحالى في مصر خاصة أنك من الفنانين الذين شاركوا بالثورتين؟
تقييمى للوضع الراهن غير مكتمل خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى حكم البلاد منذ فترة صغيرة وهى فترة شديدة الصعوبة إلا أننى متفائل به، خاصة أن هناك مجموعة من الإصلاحات الملموسة والتي يستشعرها المواطن، إضافة إلى أنه دائما ما يتحدث بقلبه إلى الناس عن مشاكل الوطن و"دايما فاكر الغلابة وفى قلبه".

- وكيف ترى الحوادث الإرهابية والتظاهرات في الشارع المصرى ؟
الشعب المصرى قال كلمته في 30 من يونيو.. قال لا للإخوان بشكل واضح والجميع الآن يرى كيف يواجه الأمن العمليات الإرهابية بكل صرامة وكيف يتم القضاء على الإرهاب واختفاء التظاهرات وانحسار عددها ولابد لنا الآن من حوار مجتمعى كامل فكلنا شعب واحد.

إذن أنت مع المصالحة مع الإخوان ؟
أنا مع المصالحة مع أي مصرى لم يتورط في عمليات تخريبية ولم تتلوث يداه بالدماء، وهذا ما قاله وأكده الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ فترة، وأتفق معه في هذا الرأي لأن الاختلافات في وجهات النظر لا تجعلنا نعادى بعضنا بعضا.

- وما رأيك في قانون التظاهر ؟
على الدولة أن تتحدث مع الشباب وأن تسمعهم وأن تفهم وتستوعب مشاكلهم، خاصة أننا جميعنا نرى ما يحدث حولنا في دول العالم من دول تطبق قانون التظاهر مثل أمريكا وشاهدنا الأسوأ في أحداث تركيا الأخيرة، وكيف واجهت الشرطة هناك المتظاهرين وتسببت في مقتل عدد منهم وكيف أن أردوغان قمع شعبه. 

البعض شبه الموسم الحالى بأنه عودة لسينما المقاولات ؟
بغض النظر عن أي تقييم للأعمال السينمائية والتي قدمت في هذا الموسم هناك شيء إيجابى وهو عودة الإنتاج السينمائى وأن يتنافس كل هذا العدد من الأفلام في موسم واحد فمن يتذكر المواسم الماضية يتذكر أن كل ما كان يطرح فيها كان فيلمين أو ثلاثة، وما يهمنى أن تعود عجلة الإنتاج مرة أخرى وأن نعود لننتج 100 فيلم في العام، ووقتها سنتحدث عن مستوى تلك الأعمال ونقيمها.

- على أي أساس تختار الأعمال التي تقدمها ؟
مقياس اختياري للأعمال هو أن أقدم في كل مرة عملا جديدا يقدمنى للجمهور بشكل جديد وأن أقدم مختلف الأنواع من كوميديا وسسبنس وأكشن ورومانسى ولابد أن يكون هذا العمل مفيدا للجمهور فالناس هم المقياس الحقيقي لنجاحي، دائما أتحمس إلى الأعمال التي تتناول قضايا مهملة من قبل المجتمع وخصوصا القضايا النفسية وقصص المهملين من المجتمع.

- هل يعود عبد المغني للبطولة الجماعية أو للدور الثاني بعد خطواته في البطولة المطلقة ؟
من الممكن أن أفعل ذلك، بشرط أن يكون الدور جيدًا ويجعلني أتفاعل مع الجمهور وأقدم له شيئا يؤثر فيه، وجديدا ومختلفا بالنسبة لي ويضيف لى.
الجريدة الرسمية