رئيس التحرير
عصام كامل

الـــداء والـــدواء

فيتو

وكأني بالمصائب لا تأتي فرادي، فلا نكاد نفيق من مصيبة، حتى تصيبنا أخرى، وكأن المصائب تتقاطر في مجيئها وذهابها، حتى لا تترك في قلوبنا فسحة لغير الأحزان. وفي كل مرة نطبب الجرح أملًا في اندماله، فتقع المصيبة فتقُدَّ ما اندمل، ويعود النزف من جديد. بل هناك من الجروح ما اندمل على قَيْحِهِ، ونحن نظن أنه قد تم له الشفاء واكتمل، وهو ما شفي وما اندمل.


فمن كارثة حوادث القطارات والمزلقانات، إلى حوادث السيارات،إلى حوادث المستشفيات، إلى حوادث المدارس ومظاهرات الجامعات، ناهيك عن تفجيرات في الشوارع والمؤسسات، تقوم بها جماعات أكل عقلها التطرف، وحركتها دوافع الإرهاب باسم الدين، والدين منها براء.

وهنا يقفز إلى الذهن التساؤل: وما الرابط بين هذه الحوادث ؟. الرابط المنطقي الظاهر أن كل هذه الحوادث تقع في أحضان مصر المحروسة، وتصب حمم آلامها فوق رءوس المصريين، والرابط الآخر بين هذه الحوادث هو أن معالجتها تجري على نحو سطحي ظاهري، يترك التقيحات الصديدية تغلي تحت السطح دون تنظيف أوتطهير، ويجري التغلب على آلامها بالمسكنات التي لاشك أنها تخلف آثارًا جانبية مدمرة.. ألا يدعونا ذلك إلى البحث في أصل الداء، حتى يتسنى لنا وصف الدواء ؟..

أصل الداء يمكن رده إلى أمرين: الأول: التعليم، والثاني: الإدارة.

التعليم له ثلاث مصادر: الأول: الأسرة. الثاني: المدرسة. الثالث: جماعة الرفاق والبيئة المحيطة.

أما عن الأسرة فما زال التعلم فيها يتم بطريق التلقين والتعليمات والأوامر، وأن من يخالف ذلك فلا ريب أنه يعد من وجهة نظر الأهل: " قليل الأدب "

و عن دور المدرسة كمصدر من مصادر التعلم، والمدارس عندنا تقوم على التلقين والحفظ، فضلًا عن تفاهة وسطحية المناهج التي يتم تدريسها، إذ أن فلسفة التعليم في حقيقتها لاتقوم على تستيف المعلومات والمعارف داخل العقل البشري.

وخلال ذلك يأتي دور جماعات الرفاق والبيئة المحيطة، ودورهما في ظل مخرجات الأسرة والمدرسة ما هو إلا إجترار لما تم تلقينه من الجانبين، مضافًا إليه الرغبة في التحلل من القيود، والتخفف من الأوامر والأحكام، والتحرر من رعب الامتحان.

هنا يأتي دور الإدارة، والإدارة كما تعلمناها تتلخص في خمس كلمات، هي: التخطيط، التنظيم، التنسيق، التوجيه، الرقابة، ولا تصح الإدارة ولا تقوم لها قائمة إلا بهذه الكلمات الخمس..

اترك لكم التعليق
الجريدة الرسمية