رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مُزة إنبوكس».. يرصد ظاهرة التحرش الإلكتروني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

صدر للكاتبة جهاد التابعي كتاب مثير للجدل بعنوان "مزة إنبوكس"، يتناول حكايات عن التحرش اللفظي والجنسي، التي تعاني منها الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


فضح المتحرش

في حوار DW عربية مع الكاتبة جهاد التابعي تقول: "التحرش الإلكتروني مثل أي نوع تحرش يتمثل في اقتحام الآخر لخصوصية البنت، بكلمات بذيئة أو صور مبتذلة، لمجرد أنها بنت ولديها حساب على مواقع التواصل". وتتابع: "المتحرش يعطي الحق لنفسه بمعاملتها كسلعة معروضة في سوق للجواري، ويعتبر أن أي صوره تضعها على حسابها أو أي كلمة تكتبها ما هي إلا إشارة له هو تحديدا"، وبالتالي، يقتحم حياتها دون سابق معرفة ليبدأ في ملاحقتها مرة بإبداء الإعجاب ومرة بإرسال صور مخلة وإرسال أرقامه وعناوينه، وإذا لم تجب ربما يقوم بسبابها، حسب التابعي.

وأشارت التابعي إلى أن الطرق القانونية لمواجهة هذه الظاهرة تحتاج إلى تفرًغ. وتشرح: "لو حررت كل فتاة محاضر برسائل التحرش، التي تصلها ربما تحتاج لفعل ذلك كل نصف ساعة". وتتساءل بسخرية: "هل سيعتبرون تحرير محضر ضد متحرش إلكتروني رفاهية، في زمن تكتظ فيه شوارعنا بالتحرش الجسدي والاغتصاب؟!"

وتطرقت التابعي إلى كتابها "مزة إنبوكس"، ومحاولة مواجهة هذه الظاهرة. وتقول "حكيت قصصًا عن مواقف حدثت لي ومواقف حدثت لأصدقائي والمحيطين بي، ولازلت أفعل ذلك على حسابي الشخصي كلما وردتني رسالة تحرش أقوم بنشرها لأفضح صاحبها". ومع ذلك، تعتبر أن الحل على المدى الطويل هو التربية. وتفسًر:" أي تربية الولد على أن البنت أخته وإنسانة لابد من احترامها، وليس كائنا غريبا ومختلفا ودرجة ثانية". وتنوًه إلى أن فضح المتحرش حل مؤقت، يشبه صراخ البنت في الشارع عند التحرش بجسدها، لكنه ليس الحل الأكثر سلاما، هو فقط المتاح حاليًا.

التحرش الإلكتروني والشارع.. وجهان لعملة واحدة؟

برغم أن الدكتورة عزة كامل، مؤسسة حملة "شفت تحرش"، لا تقلل من خطورة هذه الظاهرة، ولكنها لا تعتبر مخاطرها مماثلة للتحرش في الشارع. وتفسًر ذلك بالقول" البنت تستطيع عمل حظر لأي حساب يحاول مضايقتها، بينما البنت في الشارع لا تستطيع أن تفعل ذلك". ومن ثم رفضت تضخيم هذه الظاهرة، وذلك لغياب البحث العلمي عن حجم ومخاطر هذه الظاهرة.

وهي وجهة نظر مغايرة لجهاد التابعي، التي نادت بعدم الفصل بين متحرش الشارع، ومتحرش الإنترنت. وتقول في هذا السياق: "الشاب الذي يتحرش على الطريق هو من يعود إلى البيت ويفتح جهاز الكمبيوتر ويراسل الفتيات، ولكن بعنف أكثر حيث لا يخشى لومة لائم، مستغلًا أنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها وإثبات شيء".


تضخيم أم قلق حقيقي

لمعرفة تأثير هذه الظاهرة على الفتيات وشعورهن بهذه المشكلة، حاورت DW عربية بعض الفتيات للوقوف على هذه الظاهرة. من بينهم مي غيث،29 عاما، تعمل في مجال التنمية البشرية، متحدثة عن ضيقها، قائلة:" أفكر كثيرًا في غلق حسابي الشخصي، حتى أتخلص من هذه المضايقات، ولكنني للأسف بحاجة إليه للتواصل مع الأصدقاء". وتقول: "إحساسي بالتحرش إلكترونيا مماثل لأي تحرش قد أتعرض له في الشارع. والحل الوحيد الذي ألجأ إليه هو الحظر، ولكنني أشعر بملل من كثرة حظر الأشخاص"، وفقًا لغيث.

جريمة إلكترونية؟

ولمعرفة البعد القانوني لهذه الظاهرة، أجرت DWعربية مقابلة مع الدكتور عادل عبد الصادق، مدير مشروع المركز العربي ﻷبحاث الفضاء الإلكتروني، الذي يرى أن التحرش الإلكتروني جريمة، وتأخذ أشكالا عديدة، منها استدراج القصر أقل من السن القانوني لقيام جرائم جنسية، واستخدام صور واختراق بعض الحسابات.

وأكد أن هناك نقص تشريعي في مواجهة هذه الظاهرة، برغم أن هناك شرطة إنترنت في مصر، يمكن من خلالها تقديم معلومات عن الشخص، الذي يلاحق الفتاة ويتحرش بها إلكترونيا.



Advertisements
الجريدة الرسمية