رئيس التحرير
عصام كامل

في بيتنا عفريت

فيتو

كم عانت هذه الأسرة وذاقت الأمرين، بعد ظهور عفريت في بيتها؟ فإذا بالطعام يحرق دون سبب وألعاب أطفالها تحطم.. ويحرق بعضا من فرش المنزل وملابسهم خاصة ملابس الأطفال، واختفاء بعض الأشياء القيمة ثم تعود وتظهر مرة أخرى، ولم تتوان هذه الأسرة في حل هذه النكبة التي حلت عليهم فهم لا يستطيعون بيع شقتهم لما عرف عنها أنها مسكونة، ولم يستطع كبار الشيوخ بل والقسيسون إخراج هذا العفريت من البيت..


وفجأة قررت المهندسة عبير مواجهة مشكلتها بنفسها، فإذا بها تجتمع بأسرتها وتملى عليها قراراتها، فهى قررت أن يتعايشوا مع هذا العفريت وكأنه واحد من أفراد الأسرة بل ويطلقون عليه اسما واختاروا اسم ( مروان ) له، وبالفعل أحضرت له سريرا صغيرا وطبقا على السفرة وألعابا مثل ألعاب أبنائها لأنها كانت دائما تشعر أنه طفل من كثرة اهتمامه بحجرة ابنها..

وكانت حتى تتفادى شره كانت تفعل كل شيء وكأنه له هو لكى ترضيه وتسعده، فحتى لا يحرق الطعام كانت تقول إنها سوف تعمل المكرونة المحببة لمروان اليوم وبالفعل لا يحرقها، وعندما تحاول عمل حفلة في المنزل كانت تدعى أنها حفلة خاصة لمروان وفعلا تمر بسلام، وكانت أثناء الطعام تثنى عليه في الحديث حتى شعر أن هذه العائلة تحبه فعلا فحاول إسعادهم فكانوا يعودون من العمل فيجدون بيتهم رائع النظافة والجمال كذلك ملابسهم لا بل وكان يقوم بتحضير الطعام لهم.. كل هذا دون أن يروه ولكنهم يشعرون به ويشعر بهم..

وتحولت حياتهم لسعادة بالغة بعد اليأس والإحباط، وكأن هذا هو الحل لمخاوفنا أن نواجهها ونطوعها لظروفنا وحياتنا ولا نكتفى بالنقم عليها والهروب منها وبدلا من أن تحول حياتنا لجحيم، نحولها نحن لأداة لسعادتنا، يا إلهى سوف أنهى المقال حالا لأن الكهرباء انقطعت وأنا أخشى الظلام ما حييت.
Advertisements
الجريدة الرسمية