رئيس التحرير
عصام كامل

"طق الحنك" لا يبني الدولة


يجب أن يتحلى كل قيادي في مصر برؤية بانورامية ترصد جميع الزوايا دون إغفال ولو جزء يسير من محيط مسئولياته، حتى يتمكن من محاسبة من هم دونه... هذا ما أراده الرئيس السيسي وأوجزه قبل يومين بقوله "كل مسئول لازم يكون له بدل العين 100 عين حتى يتابع ويركز في أدق التفاصيل، احنا متأخرين جدا، وما ينفعش نمشي تاتا".. وأكده أمس رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب داعيا القيادات التنفيذية إلى "التواجد بالشارع لتلبية مطالب المواطنين.. لأنه لا مجال للتخاذل".

كلام السيسي ومحلب عين الصواب، وهما أكثر من يعمل ويتابع ويسابق الزمن لتحقيق الأمن والاستقرار وفي الوقت نفسه الإنجاز بمشاريع قومية وخدمية، لكن بالمقابل لا يعقل تخاذل الوزراء عن التنفيذ مكتفين بالتصريحات و"طق الحنك" في "الإعلام" بينما الإنجاز على أرض الواقع في أدنى الحدود. 

يثمن الشعب جهود الرئيس السيسي داخليا وخارجيا، وتحركه الدءوب لحل مشكلات ومواجهة مؤامرات تحيط بمصر.. كما يقدر عطاء رئيس الحكومة محلب وتواجده بين الناس.. وتبقى مشكلة أن أداء بعض الوزراء ليس على السوية نفسها في التصدي لإرهاب "الإخوان" بمعاونة بعض الإعلاميين ممن يغالون في الطرح لتشويه صورة مصر.

فيما يخص فوضى وتجاوزات "الإعلام"، يجب على رئيس الحكومة محلب ادراك أن جزء كبير من المؤامرة على مصر نفذتها بعض وسائل الإعلام الممولة من جهات عدة، كما استغل كثير من مقدمي البرامج والكتاب وسائل الإعلام التي يعملون فيها لتنفيذ المؤامرة، وتقاضوا مقابل التحريض واستضافة الخونة والعملاء ملايين الدولارات من قطر وأمريكا وهلم جر.. خونة الإعلام ومعهم نشطاء وحقوقيون وسياسيون غضت الحكومة الطرف عنهم.. فلما لا تبدأ في محاكمتهم على ما تسببوا فيه من خراب ودمار للبلد، خصوصا أن كل ما قدموه من حلقات أو كتبوه في مقالات موثق ومتاح صوتا وصورة، كما أن التحويلات والهبات التي وردت إليهم من الخارج موجودة أيضا، وسفر النشطاء والحقوقيين لدول المؤامرة مثبت كذلك.. هؤلاء جميعا عندما تحاكمهم الدولة تكون تخلصت من الجزء الأكبر في المؤامرة.. فلماذا السكوت عنهم حتى الآن؟!

ومن الإعلام إلى الوزراء، نجد أن وزير التعليم العالي يكتفي بالتهديد و"طق حنك" رنان في الفضائيات والصحف دون فصل مثيري الشغب كما تعهد، ولو حث الجامعات للتصرف مثل جامعة الزقازيق التي فصلت بشكل قاطع 14 طالبا مشاغبا لانتهت مظاهر التخريب من الجامعات.. ثم لماذا لم يتخلص الوزير من رؤساء الجامعات "الإخوانجية" وأولهم رئيس جامعة الإسكندرية عضو حزب "الحرية والعدالة" المنحل، الذي استقال اعتراضا على التدخل في عمله!!.. ولماذا لا يقيل رئيس جامعة وهو محامي المزور حازم أبو إسماعيل، وأصبحت جامعته مرتعا لمستشاري "المعزول"، الذين يحرضون على الشغب ويدعمون الجماعة الإرهابية، كما أن تلقيهم أموالا من الخارج مثبت أيضا وغير ذلك الكثير؟!. 

الفشل وسوء الأداء وعدم الإنجاز في الملفات العاجلة سمة وزراء الكهرباء والصحة والموارد المائية والري، وبدرجة أقل وزارتي التربية والتعليم والقوى العاملة. وهؤلاء إن لم يقف لهم محلب بالمرصاد لتحسين أدائهم وتحقيق إنجازات ملموسة، فلا مفر من تغييرهم وتعيين الأكفأ.

جاحد من ينكر تضحيات الجيش والشرطة في مواجهة ما يحدث منذ 4 سنوات ودماؤهم تسيل يوميا من أجل أمن مصر وشعبها، لكن زيادة وتيرة التفجير والضحايا في الأيام الأخيرة، ينبئ بشىء من التراخي أو ربما الإنهاك، وهذا ما يراهن عليه "الإخوان" والتنظيمات الإرهابية، وعليه يجب إعادة النظر في أسلوب المواجهة لمنع الجريمة قبل وقوعها وليس التعامل مع نتائجها.. كما لا بد من الإشارة إلى سوء تعامل بعض الضباط ومن هم أقل رتبة مع الشعب، حتى لا يستغله "الإخوان" لتأليب الرأي العام ضد حماة مصر.

أخيرا ليس أمام حكومة محلب إلا استخدام القبضة الحديدية مع الجميع كل في موقعه لكي تتمكن من بناء مصر فعلا لا قولا.
الجريدة الرسمية