رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نهاية وائل و..كل وائل


إن واقعة قطع البث المباشر بهذا الشكل المهين عن الإعلامي وائل الإبراشى لا يمثل أي مفاجأة للكثيرين الذين يتابعون الأداء الإعلامي لنجوم الفضائيات، فالجميع يدرك أننا نساق جميعا بقوة الواقع الرأسمالى المتحالف مع الدولة في اتجاه أوحد يعتبر أي معارضة أو نقد لقرار حكومى جريمة وربما خيانة للوطن ولقائد الوطن السيد رئيس الجمهورية حتى وإن لم يطلب منهم ذلك!

أنت تعارض إذن أنت إخوانى إرهابى أو عميل ممول من تركيا وقطر وفي رواية أخرى من أمريكا التي مازالت تدعم حكومتنا الوطنية رسميا بمعونة سنوية !! لا يهم ذلك أو تهم التفاصيل المهمة، أنت معارض... إذن هذا اعتراف منك بأنك تعارض الوطن في صورة السيد الرئيس أو تعارض السيد الرئيس في صورة الوطن..تداخلت الأمور فصار الوطن هو الحاكم والحاكم هو الوطن
إجترارا لعادة مصرية صميمة منذ قديم الأزل !

كان الأستاذ وائل ينتقد أداء حكومة وزارتى لا مؤاخذة ( الصحة والتعليم)، كأن عندنا تعليم أو صحة من الأساس !..ما علينا، ظن وائل أو ربما تذكر أنه بإمكانه انتقاد تلك الوزارات مثلما كان يفعل في عهد مبارك... أي والله مبارك تخيل يا جدع ! وكان ذلك مسموحا به في عهد نجم الصحافة الحالى المتهم محمد حسنى مبارك رئيس مصر الأسبق، عندما كان يتركهم ويتركنا جميعا نتسلى بمعارضة ديكورية كرتونية لها حدود تصل بها لنقد رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان ثم بالطبع تتوقف عند جلالته بالتسبيح والحمد والثناء على رؤيته الفذة وقدرته الخارقة على إدارة الأمور وسياستها بحكمته السماوية !

صار هذا محرما في عهدنا يا عم وائل بإرادتكم وأفعالكم ونسيانكم لنضالكم السابق أيام لا مؤاخذة ( الكحرتة ) بلغة البسطاء الذين تناسيتموهم أنتم وكل وائل أو عيسى أو موسى يعمل في فضائيات رجال الأعمال الذين تدللهم كل الأنظمة على حساب 80 أو 90 مليون شخص كده يظنون أنفسهم مواطنين!

من حق رجال الأعمال قطع الإرسال عنكم بالطبع وعن أي شخصية فضائية تقبض راتبا مهولا كاف للصرف على كل كتاب وصحفيي مصر شهريا ويزيد... هل تظن كل هذه الملايين مقابل الانحياز للشعب الذي وقفتم ضده في برامجكم وهو يشكو لطوب الأرض من الغلاء والإفقار اليومى... لقد قلبتم الواقع وأتيتم بمن يمتدح كل انتهاك للحقوق وإفقار للبسطاء أو بمعنى أكثر شمولا لمعظم الشعب من فلاحين وموظفين وعمال وعاطلين تمسحا بأستار النظام وتعلقا بحماية الكبار متناسين أن هؤلاء الكبار يسيطرون على من يدفعون لكم!

يا صديقى لا تحزن لأن أحدا لم يحزن عليك أو حتى يتعاطف لأننا نعلم أن القصة كلها حلقة متصلة من مصالح وإعلانات وارتباطات، أنتم أو غيركم أخر من يؤثر فيها... ببساطة يمكن خلق مليون وائل وموسى وعيسى يوميا وتنجيمهم بفلوس رجال الأعمال.... أما نضال الصحفيين الحقيقى وشرف كلمة الكتاب الصادقين والوطنيين الذي يعتبرون الوطن هو ملك للجميع فليس له مكان في فضائيات مدينة الإنتاج الإع.... لامى.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية