رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تنطق الوقاحة يصمت الخجل

فيتو

الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" سليل العثمانيين وحفيد أبناء الأستانة لا يترك فرصة إلا ويقوم باستفزاز مصر والمصريين بعد انهيار أحلامه في الخلافة بسقوط حكم الإخوان الفاشي في مصر.


فمن الواضح أن انهيار مخطط التنظيم الدولي للمتأسلمين كما أصابهم بالجنون والهذيان قد أصاب الرئيس التركي بلوثة عقلية حادة جعلته يتجاوز النقد ويتعدى التدخل في شئون دولة ذات سيادة ليصل إلى مرحلة من التطاول الوقح لكل رموز الدولة المصرية والذي بدأ بإهانة شيخ الأزهر الشريف "د/أحمد الطيب" مما أدى إلي تدهور العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير المصري.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالرئيس التركي لا يترك مناسبة دون أن يرفع فيها شعار الجماعة الإرهابية، ويطلق قناة "رابعة" الصفراء لتستكمل بث سمها الزعاف، وكان مسك الختام خطابه الكارثي الذي ألقاه في مؤتمر المناخ الأخير بالأمم المتحدة أمام حضور مشين لا يتجاوز أصابع اليدين، ليفتح النار بالهجوم علي مصر ورئيسها وسياستها في تدخل سافر في الشئون الداخلية لأكبر دول المنطقة، ووقاحة غير مسبوقة في تاريخ إلقاء الزعماء لكلماتهم في محفل دولي، ثم يعاود الرئيس الموتور هجومه الأرعن ويهذي بتصريحات غير مفهومة في مؤتمر اقتصادي دولي تستضيفه بلاده، الأمر الذي أثار استهجان المراقبين والرأي العام والمعارضة التركية ذاتها.

وهنا لزم التنويه والفصل بين الشعب التركي والإدارة السياسية التركية، فكثير من الأتراك يعرف تماما ماهية مصر وثقلها وأنها رغم أنف الجميع كانت مهد الحضارات وأرض الأنبياء ومهبط الأديان، موطن الأزهر والكنيسة بمسلميها وأقباطها المعتدلين وقبل مايجب أن يكون للدولة المصرية من رد فعل شديد اللهجة إزاء هذا التطاول السافر والتدخل المرفوض، دعونا نقف عند بوابة التاريخ ونعود بالذاكرة لنكشف أوراق التوت عن أسوأ دولة استعمارية عرفتها البشرية:

فالدولة التركية والتي ترى أنها حاملة راية الخلافة الإسلامية وتتشدق بأنها رمز للحرية والديمقراطية، هي في الوقت نفسه وريثة الإمبراطورية العثمانية التي لا تزال يداها ملوثتين بدماء مليون ونصف المليون من الأرمن منذ قرن من الزمان وتحديدا في أبريل 1915، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر مذابح الإبادة الجماعية بعد الهولوكست النازي والتي تمت فيها التصفية المتعمدة والقتل الجماعي الممنهج للسكان الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.

وبدأت الأحداث عندما قام الجيش العثماني بطرد الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على الترحيل القسري في ظل ظروف قاسية متعمدة، وتم حرمانهم من الغذاء والماء والسير لمئات الأميال في الصحراء لينتهوا إلى مصيرهم المحتوم، كما تم قتل وتشريد مئات الآلاف بشكل عشوائي من مختلف الأعمار، وتم اغتصاب العديد من النساء وصلب الرجال وقطع رءوسهم والتمثيل بأجسادهم.

هذا وترفض الدولة التركية حتى الآن الإقرار بوقوع هذه المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة، برغم الاعتراف الرسمي لعشرين دولة بتصنيفها ضمن مجازر الإبادة الجماعية.
Advertisements
الجريدة الرسمية