رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أين الحقيقة في اتهام الإبراشي؟!


اتهم الإعلامي وائل الإبراشي الحكومة بقطع البث عن برنامجه «العاشرة مساء» المذاع عبر فضائية دريم.. بينما نفت إدارة القناة ذلك وعللت القطع لأسباب فنية! أيضا نفي المتحدث باسم مجلس الوزراء أن تكون للحكومة أي صلة بسياسات القنوات الفضائية ومحتوى البرامج المقدمة.. أو تحديد المذيعين.. وبالتالي لا علاقة للحكومة من بعيد أو قريب بقطع البث المفاجئ عن برنامج الإبراشي!

بينما الإبراشي يؤكد أن القطع كان لأسباب سياسية وإنه تم إبلاعه قبل الحلقة أن وزيري الإسكان والتربية والتعليم هددا بالاستقالة من الحكومة بسبب كشفه لبعض ملفات الفساد بالوزارتين وأن الحكومة غاضبة بسبب ذلك.. وهو ما نفاه كل من الوزيرين أيضا.

وبعيدا عن الحقيقة الضائعة.. ومن الصح ومن الخطأ.. فلنا أن نعترف نحن أهل المهنة -كما قال زميلنا الكاتب الكبير فاروق جويدة- أن صورة الإعلام المصري تثير الحزن والقلق.. وأن الإعلام يحتاج إلى ثورة ثالثة لإنقاذ مصر من هذا المستقبل الغامض!

كما اعترف الإعلامي خالد صلاح أنه توجد مشكلة في مصداقية الإعلام وعلينا أن نقر بذلك.. وأن الإعلام الآن في أقصى درجات ارتباكه المهني والسياسي.. بعد ثورة يناير الجميع ارتبك!! ونحن نحتاج خطابا إعلاميا جديدا ومختلفا.. وهذا سيكون إذا أصبح الإعلام صوتا للناس ينقل المعرفة إليهم ويراقب أداء السلطة وينتقد دون تجريح أو خناقات على الهواء.. أو تنفيذ أجندات للبعض..

وأضيف إلى ما قاله جويدة والإبراشي.. أن كل مذيع يقدم برنامجا -بعد الثورة صحيح ليس كلهم- جعل من نفسه الآمر الناهي.. والواعظ والأستاذ المعلم والحاكم بأمره والوصي على الشعب والحكومة.. ومن لا يعجبه من الوزراء أو المسئولين أو غيرهم ينعته بأفظع الأوصاف.. ويسخر منه.. مطالبا باستبعاده وإقالته! فهل هذا من وظائف الإعلام؟!

لقد سمعت من مذيع..أن سبب تدهور التعليم يرجع إلى أن وزير التربية والتعليم حاصل على دكتوراه في الهندسة..هل هذا كلام ؟!

وظيفة الإعلام كشف الفساد والتقصير والإهمال في أي موقع.. وتسليط الضوء على الإيجابيات وتقديم الحلول والرؤي لمواجهة المشكلات ولكن ليس من وظيفته توجيه الاتهامات دون دليل فتلك مهمة النيابة العامة.. أما إقالة المسئول فلان أو علان فهذا من سلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء والبرلمان في حال وجوده!

الإعلام يجب أن يكون بناء ومحايدا وليس هداما ومنحازا.. بصراحة شديدة.. خرج إعلامنا عن المألوف وتجاوز كل القواعد الأخلاقية والمهنية والمسموح به وغير المسموح به!! 

آن الأوان أن يعود إلى رشده ويلتزم بقواعد المهنة ويمارس دوره التنويري والتثقيفي.. ولا يجب أبدا أن يكون أداة لنشر الفوضي وتدمير الشعب كما يراد منه الآن..نحن مع حرية الإعلام الصادق الذي ينقل الحقيقة.. ولسنا مع فوضي الإعلام واستبداده.
Advertisements
الجريدة الرسمية