رئيس التحرير
عصام كامل

لا تلوموا السياسة

فيتو

إن السياسة تنظم علاقات مجتمعية، فمن المفروض أن تراعي الجانب الأخلاقي، وإذا كان هناك سياسيون لا أخلاق لهم، فنحن لا نسمي هذا سياسة بل هو دجل وفساد فكرى وتلوث.


ويذهب المفكر الجزائري مالك بن نبي إلى وصم فترة التدهور الحضاري بأنها فترة سياسية: "إذا أردنا أن نسمي مرحلة تدهور الحضارة الخالية من الروح والعقل لأطلقنا عليها بلا تردد اسم المرحلة السياسية بالمعنى السطحي لكلمة سياسة وصفهم القرآن الكريم أنهم الذين يلبسون الحق بالباطل، أي يلجئون إلى الخداع اللفظي والفكري، وخلط الأوراق،إنها صورة السياسي الذي يموه على الجماهير كي تسير وراءه بينما نجد أن المبادئ الثابتة والجوهر الثابت يعطيان المجتمع نوعا من الأمن واليقين، ولأن أي عمل لا يكون موجها توجيها عقديا فما أيسر ما ينحرف ويبتعد عن الصورة الأولى التي رسمها أصحاب هذا العمل!"

تعالوا نشوف الدكتور راغب السرجانى بيقول إيه عن السياسة "ليست السياسة في الإسلام نفاقا، وليست السياسة في الإسلام ظلما، وليست السياسة في الإسلام كبرا وليست السياسة في الإسلام فقدانا للضمير أو خلفا للعهد أو نقضا للمواثيق بل السياسة في الإسلام جزء لا يتجزأ من الدين فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفصل بينها وبين الدين ".


تعال نشوف عالم الاجتماع الفرنسي ( جوستاف لوبون ) قال إيه عن سياسة دون مبادئ ولو وصلت لأعلى المناصب الحكمية في العالم:أسباب سقوط جميع الأمم الذي يذكرها التاريخ بلا استثناء هو تغير طرأ على مزاجها العقلي ترجع علته إلى انحطاط الأخلاق والانحراف عن المبادئ القويمة. 

ويقول ( جاك مارتين ): " السياسة الصائبة في فلسفة الميكافيلي سياسة لا أخلاقية، ولكنها ناجحة في إحراز السلطة فقط". 

فلا تلوموا السياسة بعينها ومفهومها لكن لوموا من دنس أساليبها، فهل من الضروري للإنجازات السياسية أن تكون شريرة ؟ أم بإمكان الفرد أن يرعى العدالة وأن يعمل على اكتساب القوة؟ فعليك أنت الاختيار لطريقة النزال وجنب مفهوم السياسة ومالها جانبا، حرى بنا أن نفرق بين الحيوانية السياسية التي تحددها تقنيات الوصول إلى السلطة، وبين سياسة هدفها من منطلق جوهرها وهو التفكير في الغايات الإنسانية للمجتمع
Advertisements
الجريدة الرسمية