رئيس التحرير
عصام كامل

الفريق أسامة الجندي قائد القوات البحرية: جاهزون للتصدي لأي عدوان على مياهنا الإقليمية

فيتو

  • نساعد أجهزة الدولة في القضاء على تهريب المخدرات
  • القوات البحرية تمتلك أحدث القطع البحرية في العالم
  • نسعي لامتلاك الجديد من خلال التصنيع المحلي
  • نحرص على مواكبة التطور السريع والمتلاحق في تكنولوجيا التسليح
  • أحبطنا العديد من عملية الهجرة غير الشرعية وأنقذنا آلاف الأرواح
  • تطوير محور قناة السويس أهم مشروع قومي لمصر حاليًا
  • إطلاق أول صاروخ بحرى على العدو نقطة تحوّل في تكتيكات الحرب البحرية الحديثة
  • رجال القوات البحرية نفذوا العديد من البطولات بخلاف إغراق المدمرة إيلات

أكد الفريق أسامة الجندي قائد القوات البحرية أن القوات البحرية جاهزة لصد أي عدوان أو خطر يقترب من مياهنا الإقليمية.
وأضاف الجندي في حوار خاص لــــ"فيتو"أن القوات البحرية لديها القدرة الكاملة على تأمين سواحل مصر التي تبلغ 1200 كم بالكامل ولدينا احدث الأسلحة البحرية الموجودة في العالم ونسعي لامتلاك المزيد ولكن بتصنيعها بسواعد ابناء مصر وليس باستيرادها من الخارج.


*لماذا تم اختيار الحادي والعشرين من أكتوبر عيدًا للقوات البحرية؟
في مثل هذا اليوم نحن نَذَكُر ونحتفل بكل الفخر والاعتزاز، في ذِكرى أروع نصرٍ بحري شهادته المنطقة، والذي نَفّذهُ بإبداع رجال لنشات الصواريخ المصرية منذ سبعة وأربعون عامًا، حين قاموا بإطلاق أول صاروخٍ بحرى (سطح - سطح )، على أكبر الوحدات البحرية في الأسطول المعادى في ذلك الوقت، فأصابتها وأحالتها إلى حُطام في ساعاتٍ معدودة وأسكنتها قاع البحر، وذلك في معركة اعتبرتها الإستراتيجيات البحرية العالمية نقطة تحوّل في أساليب وتكتيكات الحرب البحرية الحديثة تلك المعركة البحرية التي امتزجت فيها إرادة رجال القوات البحرية الأبطال مع إرادة شعب مِصر الأصيل ليثبتوا للعالم أجْمَع أن مِصر ترفض الهزيمة ولتكن الشعاع الذي حَوّلْ اليأس إلى إرادة النصر وأعادت الثقة والكبرياء ورفض الهزيمة ورد الاعتبار والكرامة ولتُحيِىِ الأمل لبدء مرحلة جديدة من البذل والعطاء، فتحية إلى قواتنا البحرية في عيدها وتحية لأرواح شهداء قواتنا البحرية، ومصابي العمليات الحربية الذين قدموا الفداء والتضحية من أجل مصر.
وقامت القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف، على مختلف الوحدات والمستويات، بأعمال بطولية رائعة، لتُثْبِت للعالم أجمع أن الفكر والتخطيط المصري للعمليات البحرية جديرٌ بأعلى درجات الثقة والتقدير
*ماهي أهم البطولات التي قام بها رجال البحرية في حرب الاستنزاف؟
قام رجال القوات البحرية بالعديد من الأعمال البطولية بخلاف إغراق المدمرة إيلات والإغارة على ميناء إيلات التي لم تكن واحدة فقط بل قام رجال القوات البحرية البواسل بالإغارة على ميناء إيلات ثلاث مرات كالآتي:
ليلة (14-15) نوفمبر 1969 الإغارة على ميناء إيلات الإسرائيلي بالضفادع البشرية الهجومية وتمكنوا من إصابة السفينة «عاليا» والسفينة «هيدروما» بعد تلغيمهما بواسطة رجال الضفادع البشري، وليلة (5-6) فبراير 1970 (الإغارة الثانية على ميناء إيلات الإسرائيلي بالضفادع البشرية وتفجير سفينة الإمداد «بات يم» وإصابة سفينة الإنزال «بيت شيفع»، وليلة (14-15) مارس 1970 الإغارة الثالثة على ميناء إيلات الإسرائيلي بالضفادع البشرية وتدمير الرصيف الحربي داخل الميناء وقتل عدد كبير من الضفادع البشرية الإسرائيلية أثناء قيامهم بالكشف وتقدير الخسائر التي لحقت بالرصيف بعد الانفجار الأول.
كما قامت القوات البحرية أثناء حرب الاستنزاف بأعمال بطولية عديدة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، "الإشتراك في معركة رأس العش الخالدة يوم 1 يوليو 1967 حيث حاولت القوات الإسرائيلية الإستيلاء على منطقة رأس العش تمهيدًا للإستيلاء على بورفؤاد وقامت القوات البحرية بمعاونة قوات الصاعقة التي تصدت للعدو في بسالة منقطعة النظير عن طريق تقديم المعاونة بالنيران من الفرقاطة بورسعيد بالتعاون مع المدفعية الساحلية المتمركزة في نطاق قاعدة بورسعيد البحرية.
إضافة إلى ضرب الغواصة الإسرائيلية تانين يوم 6 يونيو 1967 حيث قامت الفرقاطة طارق بالبحث عن الغواصة التي انزلت مجموعة من الضفادع البشرية بميناء الإسكندرية والذين تم أسرهم وتم مهاجمتها بقذائف الأعماق وأصابتها إصابة مباشرة وعادت عاطلة إلى إسرائيل بعد شهر من الإبحار بسرعة 2 عقدة حاملة قتلى وجرحى وخرجت من الخدمة.
ويومي 7/8 يونيو 1967 قامت لنشات الصواريخ بتوجيه ضربه بالصواريخ على طابور مدرع إسرائيلي متقدم على الطريق الساحلي من العريش في اتجاه بورسعيد عند منطقة رمانة وأسفر القصف عن إصابة بعض الوحدات الإسرائيلية مما إضطر الطابور المدرع إلى الانسحاب فضلا عن إغراق الغواصة الإسرائيلية داكار 24 يناير 1968 أثناء قيام كاسحة الألغام أسيوط بعمل تدريب عملي لطلبة الكلية البحرية فقامت الكاسحة بمهاجمة الغواصة وإصابتها غرب ميناء الإسكندرية.
وأخيرا معركة (رمانه- بالوظه) وذلك عندما قام تشكيل بحري في ليلة 8/9 نوفمبر 1969م مكون من المدمرة (الناصر) والمدمرة (دمياط) يرافقهما سرب لنشات طوربيد وسرب آخر من لنشات الصواريخ بالتعاون مع المدفعية الساحلية في بورسعيد، تم قصف مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي رمانة وبالوظة بغرض تدمير محطة سكة حديد رمانه وإسكات سرية مدفعية معادية عيار 155مم وكذا سرية مدفعية معادية عيار 160 مم.

ودمرت الوحدات البحرية أيضا موقع بطارية صواريخ أرض- جو طراز (هوك) بمنطقة (بالوظة)، وأثناء عودة التشكيل وعلى مدى ساعتين هاجمته قوات العدو الجوية بما يزيد عن (44) طلعة جوية، وتمكن التشكيل البحري من إسقاط طائرة مقاتلة وإصابة أخرى، منها معركة شدوان.
كما قامت القوات الجوية الإسرائيلية في 22 يناير 1970 بالهجوم على مواقع قواتنا بجزيرة شدوان (شاكر)، فقام سرب لنشات طوربيد بقيادة مقدم بحري شهيد حسنى حماد رئيس أركان اللواء الأول لنشات بمغادرة نقطة تمركزه بالغردقة والتوجه للجزيرة لنجدة الجنود المصريين ضد العدوان الجوى، فقامت القوات الجوية الإسرائيلية بتحويل اتجاه الهجوم على السرب وتصدى لهم رجال اللنشات بالمدفعية الخفيفة إلى أن نالو شرف الشهادة وتكاتف الأحياء منهم للوصول إلى جزيرة تسمى (الجفتون) وقد ضربو مثلا رائعًا في التعاون والزمالة والإلتفاف حول القائد حتى نيل الشهادة.
مع الأخذ في الاعتبار تدمير الحفار الإسرائيلي كنتنج في (أبيدجان) ليلة (7/ 8) مارس 1970، فبعد احتلال إسرائيل لسيناء بدأت في نهب ثرواتها الطبيعية وقامت بشراء حفار بحري من كندا لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في خليج السويس فصدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بتدمير الحفار وتم تدميره في ساحل العاج (أبيدجان) أثناء إبحاره إلى إسرائيل بواسطة رجال الضفادع البشرية البواسل وبالتعاون مع أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة والمخابرات العامة وقد أثبت رجال الضفادع البشرية قدرة المقاتل المصري على خوض الصراع ضد العدو الإسرائيلي في أي زمان ومكان.

*ماهى أهم الأعمال القتالية للقوات البحرية في حرب أكتوبر 1973؟
تتضمن تفجير حفار إسرائيلي في منطقة بلاعيم وقتل جميع الجنود الإسرائيليين الموجودين عليه، قصف ميناء شرم الشيخ حيث قام سرب لنشات المدفعية بقيادة المقدم بحري أركان حرب يس محمد على والمسلح بالصواريخ عيار 240مم بتوجيه ضربه ضد ميناء شرم الشيخ وقد قام العدو بشن هجوم جوى على التشكيل وتمكنت اللنشات من تفادى الهجوم الجوى والعودة سالمة إلى ميناء سفاجا.
بجانب عملية تلغيم المدخل الجنوبي لخليج السويس حيث قامت لنشات المدفعية بعمليات بث حقل ألغام وتمكنت من إغلاق المدخل الجنوبي لخليج السويس وقد نتج عن ذلك تدمير عدد (3) ناقلات بترول تعمل لصالح العدو، وأيضا غلق مضيق باب المندب بعد أن تم إعادة تمركز الوحدات البحرية المصرية لجنوب البحر الأحمر تحت ستار تنفيذ عمره للسفن بأحد الترسانات الباكستانية وتم إغلاق المضيق في وجه الملاحة الإسرائيلية وسيطرت على الملاحة فيه تماما وكان لهذا الحصار أثره البعيد بعد ذلك للضغط على العدو أثناء مباحثات وقف إطلاق النار وقصف ساحل رأس بيرون ليلة 6 - 7 أكتوبر 1973 بقيادة عقيد بحري أركان حرب على توفيق جاد (قائد القوات البحرية الأسبق) حيث تم قصف تجمعات العدو البرى والنقطة الحصينة في منطقة رأس بيرون بعدد 80 صاروخ عيار 122 مم والتصدي للعدو الجوى والبحري أثناء رحلة العودة حتى تحقق عودة جميع الوحدات للميناء بسلام.
أيضا المعركة البحرية شمال رشيد يوم 15 - 16 أكتوبر 1973 حيث قام عدد (2) لنش صواريخ طراز 205 بقيادة مقدم بحري أركان حرب رضـا راشـــد بإكتشاف عدد (4) هدف سطحي معادى وبمجرد اكتشاف العدو لوحداتنا قام بالاتجاه شرقا وزيادة سرعته ولكن صواريخ السرب كانت أسرع منه وأغرقت للعدو عدد(2) لنش صواريخ وإصابة لنش ثالث، وقامت طائرات الهليكوبتر المعادية بالتدخل في المعركة وإصابة لنش القيادة الذي إستمر في أداء مهامه القتاليه رغم الإصابة الشديدة للنش ونشوب حريق هائل وتسرب المياه في غرف الماكينات فقد استمر القائد في إطلاق صواريخه الباقية على الأهداف محققا غرقها.
*هل تسليح القوات البحرية يواكب التطور الهائل في منظومة التسليح العالمية؟
بالتأكيد نحن نخطو خطوات حثيثة وواسعة، فالعالم الآن في تطور سريع ومذهل في تكنولوجيا التسليح البحري بالإضافة إلى تطور نظم الاتصالات ونقل المعلومات وتسعى القيادة العامة للقوات المسلحة وتحرص دائمًا على مواكبة التطور السريع والمتلاحق في تكنولوجيا التسليح ويتم مواكبة هذا التطور بوضع خطة شاملة لتطوير قواتنا البحرية،لذلك تم تزويد قواتنا البحرية بأحدث أنواع الوحدات البحرية الحديثة وطبقا للمتطلبات العملياتيه والمهام المسنده إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقد روعي في الحصول على هذه الوحدات أن تكون ذات قدرات قتالية عالية، وتتميز بتكنولوجيا الإخفاء والتمويه ولها قدرة الاتصال عبر الأقمار الصناعية. كما روعي فيها أن تشتمل على منظومات قيادة وسيطرة عالية التقنية وأن تكون ذات معدلات استهلاك منخفضه للوقود لزيادة قدرتها على البقاء في البحر، وأيضا التدريب المستمر للضباط والأفراد على الوحدات المنضمة حديثًا للقوات البحرية وذلك بإيفاد الضباط والأفراد ببعثات تدريبية خارجية للتدريب على الأجهزة والمعدات الحديثة في مختلف التخصصات مع الاهتمام بنقل المعرفة والتكنولوجيا لإعداد الكوادر اللازمة لتشغيل تلك السفن والمعدات باحترافية.
وكذا الاهتمام بشئون الفرد المقاتل لأنه الركيزة الأساسية لقواتنا البحرية وتوفير الرعاية الاجتماعية له ولأسرته وذلك لرفع الروح المعنوية لديه مما يؤدى إلى زيادة الكفاءة القتالية للقوات البحرية بشكل عام والاهتمام بالعملية التعليمية داخل القوات البحرية، ولهذا لدى القوات البحرية منظومة متكاملة من المعاهد والمنشآت لتأهيل الضباط والأفراد لنقلهم من الحياة المدنية إلى كونهم جنود محترفين وتتمثل تلك المنظومة في: الكلية البحرية لتأهيل الطلبة وتخريجهم برتبة الملازم بحري، ومعهد الدراسات العليا البحرية لتأهيل الضباط في مختلف المستويات والتخصصات بالإضافة إلى منح الضباط المتقاعدين والعاملين بالبحر أرقى الشهادات الدولية في مجال العلم البحري حيث أن المعهد معتمد من المنظمة البحرية الدولية (IMO) والمنشآت التعليمية لتأهيل ضباط الصف والأفراد في مختلف التخصصات البحرية بالإضافة إلى أكاديمية مكافحة الحريق وحصر العطب المعتمدة دوليًا وتعد الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

يتم تطوير القوات البحرية ضمن خطة التطوير الشامل للقوات المسلحة المصرية بدعم وتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة لتلحق بالركب العالمي
.

* أهم التدريبات البحرية التي تشارك فيها القوات البحرية وما مدى أهميتها لقواتنا؟
نظرًا للسمعة الطبية التي تتمتع بها قواتنا البحرية العريقة في مجال التخطيط والإعداد والتنفيذ لمثل هذه التدريبات المهمة وكذا خبرة القتال المتوفرة لدى ضباط وضباط الصف القوات البحرية وتميزهم في المستوى العملي مما أدى إلى طلب العديد من الدول الإشتراك مع مصر في تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة والتي تعود علينا بالعديد من الفوائد
وتشترك القوات البحرية مع كل من (المملكة العربية السعودية - الإمارات العربية المتحدة- مملكة البحرين- دولة الكويت - المملكة الأردنية الهاشمية - ليبيا- الولايات المتحدة الأمريكية - فرنسا - إيطاليا- اليونان) في تدريبات بحرية مشتركة.


* أهم المجالات التي تشارك فيها القوات المسلحة مع أجهزة الدولة المدنية؟
تمتلك القوات البحرية وحدات ذات تقنية عالية للعمل في كافة المجالات فبجانب المهام القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين مياهنا الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر؛ تقوم بدور هام وحيوى في تقديم الدعم لأجهزة الدولة والإشتراك في أعمال الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث البحري وعمليات الإخلاء وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية التي تتعرض للمحن في حالات الطقس الردىء خاصة بمنطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ ومكافحة أعمال تهريب البضائع بالبحر كالسولار والسجائر والأدوية ذات الطبيعة الخطرة.
وقد تم إنقاذ العديد من المواطنين أثناء قيام بعض الأشخاص بتنفيذ أعمال هجرة غير شرعية على متن سفن صغيرة وسفن صيد وتقوم القوات البحرية بالاشتراك مع سلاح حرس الحدود وبالتنسيق الدائم مع أجهزة الدولة المعنية في حالة حدوث أي موقف طارئ، كما تقوم القوات البحرية بإمداد هيئات الموانئ بالمرشدين البحريين وكذا قادة القاطرات نظرًا لما لهم من خبرات في قيادة الوحدات البحرية ذات الإزاحات المختلفة وذلك في إطار التعاون الوثيق بين القوات البحرية وهيئات الموانئ ووزارة النقل.

كما تقوم القوات البحرية بإعداد وتأهيل الضباط البحريين والمتقاعدين للعمل بالقطاع المدني وهيئة الموانئ وهيئة قناة السويس من خلال عقد الدورات المختلفة بمعهد الدراسات العليا البحرية طبقا لتعليمات المنظمة البحرية العالمية.

*ما هي الجهود التي تقوم بها القوات البحرية في الهجرة غير الشرعية؟
تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة وحرصت القوات البحرية بالتعاون مع الأجهزة المختلفة بالقوات المسلحة ووزارة الاتصالات على درء المخاطر التي يتعرض لها الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلى دول أخرى وتعرضهم لمخاطر الغرق.

وقد قامت القوات البحرية بإحباط العديد من عملية الهجرة غير الشرعية تمكنت فيها من إنقاذ آلاف الأرواح، وفى ظل الانفلات الأمني خلال الفترة السابقة وقيام بعض الخارجين عن القانون وضعاف النفوس بتهريب السلاح والمخدرات والسولار،فقد شاركت القوات البحرية مع قوات حرس الحدود والشرطة المدنية في إجهاض العديد من هذه المحاولات حفاظًا على أمن وسلامة ومقدرات هذا الوطن الغالى.

*ما هو الدور الذي تقوم به القوات البحرية في مكافحة التهريب على ساحلي البحر الأحمر-المتوسط؟
للقوات البحرية دور كبير في فرض سيادة الدولة وتطبيق القوانين داخل المياه الإقليمية والمجاورة والاقتصادية وعلى الساحل ضد جميع الأخطار القادمة من البحر كتهريب الأسلحة وتهريب المخدرات والبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية كالسجائر وحماية مقدرات شعبنا الاقتصادية في قاع البحر من غاز طبيعي وبترول حيث تقوم الوحدات البحرية بالقيام بواجب المرور القريب والبعيد على مدى الساعة لمسافة أكبر من 1200 ميل بحري ويتم فرض سيادة الدولة بممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها ومطارده كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين أو الإضرار بمقدرات الشعب المصري.

واحتجاز السفن المخالفة وإقتيادها لأقرب ميناء مصري وتسليمها للجهات المعينة بالدولة لإعلاء سيادة القانون، ولقد شهدت السنوات الماضية الكثير من محاولات الهجرة الغير الشرعية على يد سماسرة الموت ولكن كانت القوات البحرية بالمرصاد لهم للحفاظ على أرواح شباب مصر، ولا يقتصر دور القوات البحرية على حماية المنشآت البحرية ولكن في إطار التعاون الوثيق بين أفرع القوات المسلحة وقوات الشرطة المدنية ولكن يمتد لحماية المنشآت الحيوية على الساحل كموانئ ومحطات الغاز الطبيعي ومحطات الكهرباء والمنشآت على الساحل لضمان استمرار تدفق التجارة وسد احتياجات الشعب المصري.

*هل للقوات البحرية دور في عملية مكافحة ظاهرة القرصنة بمنطقة باب المندب ومنطقة وخليج عدن والقرن الأفريقي؟
تقوم القوات البحرية بدور رئيسي وفعال في حماية المياه الإقليمية والاقتصادية، ونظرا لثقل مصر السياسي عالمياَ وإقليميًا وعربيًا تسعى كثير من الدول والقوات الدولية لمشاركة مصر في عمليات مكافحة القرصنة، حيث تتواجد الكثير من التحالفات والقوى الدولية في منطقة القرن الأفريقي كقوات المهام المشتركة العاملة تحت مظلة القيادة المركزية الأمريكية أرقام (150) و(151) والقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوربي والعديد من الوحدات البحرية القائمة بأعمال التأمين وتشترك مصر ممثله في القوات البحرية في آلية التنسيق العسكري لمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.

كما يتلاحظ عدم تسجيل حادث قرصنة واحد داخل مياه البحر الأحمر حيث تقوم القوات البحرية بالتنسيق مع الدول المتشاطئة على البحر الأحمر من أجل تحقيق السيطرة التامة على أمن البحر الأحمر.



*في ظل التطور والتنمية الذي سيصاحب افتتاح قناة السويس الجديدة هل القوات البحرية لها دور واضح مستقبلا؟
تكمن الأهمية الإستراتيجية لمصر وسواحلها بأنها تقع بين كتل العالم المتصارعة، فقد أصبحت مصر بفضل موقعها تمثل جزءًا من الحلقة الوسطى بين القوى البحرية لكلًا من المعسكرين الغربي والشرقي، ومن هذا الموقع انبثقت سياسة مصر وأخذت وزنها الكبير في العالم السياسي
ويعتبر مشروع تطوير محور قناة السويس أحد أهم المشروعات القومية ويمكن اعتبارها أهم مشروع قومي حاليًا ومستقبلًا فكان لزامًا على قواتنا البحرية مساندة هذا المشروع بكل ما أوتيت من إمكانيات فكرية وبشرية ومعدات حيث تتولى القوات البحرية بالتعاون مع باقي الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تأمين المجرى الملاحي للقناة ضد جميع أنواع التهديدات سواء من الساحل أو البحر، بالإضافة إلى قيام وحدات القوات البحرية بالمرور الدوري على مناطق إنتظار السفن والتأكد من عدم مخالفتها للقوانين وسلامتها وعدم تعرضها لأي مخاطر أثناء وجودها بالمياه الإقليمية المصرية، وهذا ينعكس إيجابيا بشعور التوكيلات الملاحية والشركات العالمية بالأمن أثناء عبور قناة السويس مما يزيد من تدفق التجارة عبر القناة مبتعدة عن المناطق الخطرة وتهديدات القرصنه بمناطق غرب أفريقيا.
الجريدة الرسمية