رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المخرج داوود عبدالسيد: «البحث عن سيد مرزوق» تجسيد حي لما يحدث الآن

فيتو

  • انتهيت من تصوير فيلم «قدرات غير عادية» وما زال في المونتاج
  • تسليم المصريين مقاليد الحكم لشخص واحد «كارثة»
  • داوود عبدالسيد: «العُرى» ليس عيبًا

منذ 47 عامًا حمل المخرج الكبير داوود عبدالسيد الكاميرا «عاشقًا ومتمرسًا» عليها قبل أن تقوده الأقدار ليعمل مساعد مخرج في أفلام سينمائية من العيار الثقيل كان أهمها فيلم «الأرض» ليوسف شاهين.. الآن تمر الأيام ليخرج «عبدالسيد» معترفًا بأنه لا يملك الفضيلة الأخلاقية في أوقات كثيرة عند التعامل مع النصوص الأدبية وأن تطويعها إلى أعمال سينمائية يكون شغله الشاغل.

المخرج الكبير يتمسك بعدم الظهور إعلاميًا وكتابة أفلامه وهو ما يكلفه كثيرًا من الوقت يمتد لسنوات بعيدًا عن المشهد السينمائي، معتبرًا ممارسة السياسة في مصر بالشكل الحالي تمثل خطأ كبيرًا وهو حال المصريين والسياسيين على حد سواء.. تفاصيل أخرى يكشفها داوود عبدالسيد في حواره مع «فيتو»:

> قبل أي شيء لماذا المخرج داوود عبد السيد دائم الابتعاد عن الأضواء؟
لا أحب الظهور بشكل مستمر في وسائل الإعلام لأنني مخرج ولست ممثلًا، كما أن الظهور لابد أن يكون لأسباب وأفضل أن تكون «فنية» مثل تقديمي فيلما جديدا أو للحديث عن مهرجان أو ظاهرة فنية لي علاقة بها وما دون ذلك فأفضل عدم الظهور.

> لكن ألست مُقلا أيضًا في أعمالك السينمائية؟
عملي له طبيعة خاصة أننى أحب دائمًا أن استغرق وقتًا طويلًا في اختيار أو كتابة النص الذي أخرجه لأن أغلب أعمالي التي قدمتها في الفترة الماضية من تأليفي، وهذا يجعلني أستغرق وقتًا طويلًا في التحضير للعمل، وأؤمن بأن الفن بالنسبة لي ليس سبوبة وإنما حالة فنية لابد أن تطرأ على ذهنك وتقتنع بها ثم تتحمس لها فتقرر أن تكتبها وتخرجها للنور.

> ومتى يكون «عبد السيد» راضيًا عن فيلم كتبه وأخرجه؟
العمل الفني رحلة هدفها الإمتاع والإدهاش وإذا نجحت في تحقيق هذين الهدفين من وراء عملك الفني فهو عمل لابد أن تكون راضيا عنه.

> ولماذا صرحت بأنك ندمت على دخولك معهد السينما؟
لم أقل ذلك ولكنني قلت لو عاد بي الزمن ورغبت أن أعمل بالسينما لن أدخل معهد السينما وهذا لأسباب خاصة بي وليس عيبًا في المعهد.

> البعض يرى أنك ترفض دائمًا الوضع السياسي في مصر؟
الأمر ليس كذلك، إلا أنني دائمًا أنظر إلى الأمور بموضوعية شديدة وأحب أن يكون هناك رابط لكل شيء، وما يحدث في السياسة يكون على قدر المسئولية لكن الأمور لا تسير في مصر كذلك وهناك أخطاء كثيرة يرتكبها الشعب والسياسيون في حق أنفسهم وفي حق مصر.

> وما هذه الأخطاء؟
منذ أيام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والشعب يسلم كل مقاليد الأمور للزعيم أو للقائد دون أن يشاركه فيها أحد فينفرد بالسلطة وبالحكم وتكون كلمته هي الكلمة الأولى والأخيرة وهذا أخطر ما يمكن أن يرتكبه شعب في حق نفسه، ونحن لم نتجاوز هذه الأزمة حتى الآن وما زال الشعب يسلم الأمور بأكملها لشخص واحد.

> إذا السؤال البديهي.. لماذا لم تجسد هذه الحالة فنيًا؟
أنا بالفعل جسدت هذه الحالة منذ سنوات، ففيلم «البحث عن سيد مرزوق» وهو تجسيد حي لما يحدث الآن على الساحة السياسية، فسيد مرزوق مواطن بسيط يعيش منعزلا عن المجتمع ما هو إلا مجرد تابع لأشخاص آخرين يقودونه سياسيًا واجتماعيًا، لكن عندما خرج لهذا العالم فشل في التعامل معهم.

> متى يمكن أن نرى أعمالا يكتبها آخرون لداوود عبد السيد؟
كما قلت لك الفن حالة ولابد أن أكون كمخرج مؤمنا بها، وحتى الآن أجد صعوبة في الإيمان ببعض كتابات الآخرين، إلى جانب أنني ألجأ إلى تغيير المشاهد وحذفها قبل التصوير وفي المونتاج أكثر من مرة، وعندما يكون النص الفني من تأليفي فلا أجد حرجًا في حذف بعض المشاهد.

> كل أفلامك تعتمد على الوقوف إلى جانب المرأة.. ما سر ذلك؟
أنا لي نظرة مختلفة للمرأة، ودائمًا أقول إن المرأة كائن إنساني والرجل كائن إنساني، ولا يوجد أفضلية لأحد عن آخر، كما أن المرأة في مجتمعنا الشرقي مظلومة طوال الوقت لأنها تتعامل وكأنها مواطن درجة ثانية، فكيف بعد كل هذا أظهرها في أعمالي على أنها شخصية مدانة وهي في الواقع مظلومة؟

وأؤكد أنني لا أعتبر جسد المرأة عورة ولا أعتبر العري عورة، فالفكرة ليست في العري ولكن الفكرة في استخدامه، هل تستخدم العري كسلعة أو أنه شيء معبر عن فكرة؟  أنا شخصيًا أؤمن بأن زوجتي أفضل مني وبالطبع أحبها كثيرًا وأقدرها على المستوى الشخصي والإنساني، وأعلم أنها نصفي الآخر الذي لا أستطيع أن أعيش من دونه.

> إذا عدت بك إلى فيلم «الكيت كات» لماذا اعترض الكاتب إبراهيم أصلان على الفيلم؟
لم يعترض الأستاذ أصلان على الفيلم ولكن تحويل العمل الأدبي إلى مرئي خيانة للرواية في حد ذاته، والعمل السينمائي يجب أن يكون موازيًا للنص الأدبي، وأعترف بأنني لم أكن أملك الفضيلة الأخلاقية حين تعاملت مع نص «أصلان» في الحفاظ على النص الروائي، فالشخصيات كانت كثيرة وكان لابد من اختصارها، وهذا الاختصار كان طبيعيًا فلم يكن من الممكن وجود تصاعد درامي كما في الرواية، دفعني لعمل الفيلم فكرة «العجز»، وأصلان لم يبد رد فعل على الفيلم تمامًا.

> وماذا عن فيلمك الجديد «قدرات غير عادية»؟
أنا انتهيت من تصوير الفيلم وما زالت هناك بعض الأجزاء التي تحتاج إلى الضبط داخل المونتاج، وأتمنى أن يعرض خلال الفترة القليلة القادمة، وهو من بطولة "خالد أبو النجا" ونجلاء بدر ومحمود الجندي.
Advertisements
الجريدة الرسمية