رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من يخلصنا من هذا المشهد العبثي؟!


كنا نأمل أن تحقق الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الجامعات في مواجهة عنف الإخوان والأساتذة المحرضين النتيجة المرجوة في وقف الشغب وعودة الاستقرار للحرم الجامعي.. لكن البداية لا تسر.


صحيح أن المظاهرات لم تستغرق وقتًا طويلًا كما حدث في العام الماضي، لكنها للأسف حققت الغرض الدعائي منها، بإظهار مصر في موقف الدولة المضطربة، وهو الهدف المعلن للتنظيم الدولي للإخوان الذي تمثل له الجامعات وطلابها وقودًا للعنف والتخريب، وأداة لإرهاب الدولة والمواطن.. صحيح أن تنظيم الإخوان فقد القدرة على حشد الشارع وإشعاله، وفهم المواطن البسيط أغراضه ومبتغاه وتصدى له بقوة.. لكن بقيت الجامعات معقلًا أخيرًا للإخوان، يحاولون استغلال طلابها وتابعيهم والمغرر بهم في إثارة الفوضى والتخريب والعنف !!

كنا نتمنى أن تشهد بداية العام الجامعي منظومة جديدة للتطوير "تطوير المناهج وطرق التدريس والمنتج الجامعي"، بما يؤهل جامعاتنا لخدمة مجتمعها أولًا، والعودة إلى قائمة أفضل 500 جامعة عالميًا بعد إذ حرجت منها العام الماضي جراء عدم الاستقرار أو عدم انتظام الدراسة نتيجة عنف طلاب الإخوان وأسباب أخرى لا مجال لسردها هنا.

لا يزال ما ارتكبه طلاب الإخوان العام الماضي من جرائم داخل الجامعات عالقًا في الأذهان، وهو ما دفع كثيرا منا إلى انتقاد الدولة ومطالبتها برفع عصا القانون في وجه الخارجين عليه فكفى تعطيل مصالح البلاد والعباد بامتداد 3 سنوات وأكثر.

الجماعة الإرهابية تطل من جديد بوجهها العنيف، وتكرر مسلسل العنف والفوضى والتخريب في الجامعات، وهو ما جعل هاجس الأمن مسيطرًا على تفكيرنا جميعًا لمنع تكرار ما حدث في العام الماضي، وحتى يتفرغ الطلاب للدراسة والبحث والتحصيل فالدول يقاس تقدمها بما أنجزته في محراب العلم والاختراعات ومدى إسهامها في التطور الإنساني والتقدم التكنولوجي.

ما يحدث من فوضى دون رادع يتطلب من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات تطبيق أقصى درجات العقوبة، حتى إن وصلت إلى الفصل النهائي لمثيري الشغب والعنف.

إنجاح العام الجامعي تحدٍ خطير واختبار صعب لحكومة محلب، لكن الاختبار الأهم ألا تأتي فاتورة الأمن بسبب شغب حفنة قليلة على حساب مصلحة السواد الأعظم من الطلاب، وألا يتأثر مستوى الأداء العلمي والخدمات والأنشطة، وأن يعود الدور التنويري والعلمي للجامعات، وتخليصها من التجاذبات والتحيزات السياسية والأيديولوجية، وأن تتواصل منتديات الحوار بين الأساتذة وطلابهم لاستيعاب المعارضين من الطلبة من غير الممارسين للعنف.

تقاليد الجامعة ينبغي أن تعود وإذا كان ردع المخالفين ضروريًا فتوفير الأجواء المستقرة وحماية الطلاب الراغبين في التعلم غير المنخرطين في العنف لا تقل أهمية.. باختصار مطلوب إعادة الجامعة إلى دورها في زيادة الوعي ونشر العلم والأخلاق والفضيلة وحب الأوطان ونبذ الإرهاب ودحر الإرهابيين.. ولكن السؤال: كيف ومتى..؟! ومن يخلصنا من هذا المشهد العبثي؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية