رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أين الدولة من الإرهاب اللفظي ؟!


يعتقد الكثيرون أن الإرهاب ما هو إلا عبارة عن قتل وتخريب وتدمير.. وهو ما نعيشه في مصر منذ فترة.. وهو بالمناسبة لن يتوقف وربما ينحسر في وقت ما ويعود في وقت آخر.. ولكن الأهم أنه أبدا لا ينتصر على الدول.


وتركيزنا دائمًا على إرهاب القتل والتخريب والتدمير يجعلنا نتجاهل أنواعًا أخرى من الإرهاب لا تقل من وجهة نظري خطورة عن هذا الإرهاب.. فمصر وللأسف الشديد تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة نوعا جديدا من الإرهاب يتمثل في الإرهاب اللفظي والفكري والمتمثل في كل هذه الألفاظ التي نسمعها من وقت إلى آخر في شتى وسائل الإعلام سواء من المذيعين أنفسهم أو من أشخاص آخرين من المفترض أنهم قدوة للصغار.

فانشغال الدولة بمحاربة الإرهاب المادي جعلها تتناسى تمامًا أن هناك إرهابا لفظيا وصل لمرحلة متقدمة للغاية من الخطورة وربما ينذر بفتنه قريبا.. أنا هنا لا أتحدث عن الإرهاب اللفظي الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي والذي أصبح بالفعل خطيرًا جدا.. ولكن أتحدث عن الإرهاب الذي نسمعه ونشاهده في شتى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وهو أخطر.

هذا الإرهاب الجديد لم يقتصر على مذيع أو مقدم برامج يستغل شاشته في توجيه أبشع الألفاظ إلى الأذان ولكن وصل إلى مسئولين من المفترض أنهم كبار وقدوة للصغار.. فأصبحت الشتائم والخوض في الأعراض والتشكيك في الذمم والسب بالأم والأب هي الطريق القصير عند بعض المرضى النفسيين لمواجهة الاختلاف في الرأي.. فمن يجلس على كرسى المذيع أو ضيفا في برنامج يقول ما يشاء وقتما يشاء لأنه واثق أنه لن يخضع للقانون.

فالمنازل تنتهك حرمتها دون سابق إنذار بمجموعة من الألفاظ يعاقب عليها القانون في أي بلد.. وللأسف الشديد هناك من يشجع هذه الظاهرة بل يتلذذ بها، حيث يعتبرها نوعًا من البطولة والفتونة، ولكن هي في الحقيقة نوع من الخسة والندالة وعدم التربية.

تجاهل الدولة لهذه الظاهرة ربما يؤدي بالمجتمع إلى فتنة وإن لم يحدث ذلك فسيكون العرف السائد هو السباب والشتائم والخوض في الأعراض.. ووقتها لن تستطيع الدولة محاسبة الصغير لأنها تجاهلت الكبير.

صدقوني الإرهاب اللفظي والفكري الذي نشهده في وسائل الإعلام المصرية منذ فترة لا يقل خطورة عن الإرهاب المادي.

فإذا كانت الدولة مبسوطة بهذه الظاهرة وكما يقال ويتردد إنها تستخدمها من خلال بعض الأشخاص للتخلص من أشخاص آخرين فستكون مصيبة كبرى.. حيث إن وقتها لن نستطيع محاسبة أو تقويم شباب صغير تميز بقلة الأدب خلال الفترة الأخيرة لأنه لم يجد من الكبير سوى قلة الأدب.

أفيقوا يا سادة يا كرام.. سيادة القانون وتطبيقه على الجميع هي الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة مبكرًا حتى لا يأتي وقت يندم فيه الجميع.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد..!!
Advertisements
الجريدة الرسمية