رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيف قتل الإسرائيليون جمال عبد الناصر ؟!


في مقالنا بالأمس.. اندهشنا من الصمت العجيب في مصر بعد أن اعترف الإرهابي الصهيوني شيمون بيريز علنا وللمرة الأولى أن إسرائيل هي من قتلت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر!!! وقبل ختام المقال لفت نظرنا كلام بيريز في " معاريف" بأن "كان لابد من التخلص منه قبل نهاية عام 70"، وقلنا إن هذه العبارة وردت حرفيا في كتاب هيكل الشهير " ىبين الصحافة والسياسة" على لسان الكاتب الصحفي علي أمين وقلنا إننا سنحكي القصة في مقال اليوم وإليكم هي:


كان محمد حسنين هيكل بعد رحيل الزعيم يعد كتابه "عبد الناصر والعالم"، وكعادته راح يجمع كل ما تيسر له من أوراق ووثائق ومستندات.. اؤتمن أو حصل عليها.. ومن بينها تقرير مرفوع لعبد الناصر من مدير مكتبه السيد سامي شرف..بتاريخ 3 يونيو 70 إلا أن عبد الناصر الذي اشتهر بقراءة كل شيء يعرض عليه أشر عليها بتاريخ 29 يونيو وهو وقت طويل لم يحدث مع أي تقرير آخر.. لم ينتبه هيكل كثيرا للموضوع.. إلا أنه وهو يعد كتابه الخطير السابق الإشارة إليه "بين الصحافة والسياسة"، راح يستخرج كل خطابات الأخوين مصطفى وعلي أمين إليه للتوسط للإفراج عن الأول في قضية التجسس الشهيرة (بالمناسبة كان هيكل أكثر من اعتمد عليه الأخوان أمين في الوساطة في القضية على عكس ما أشاعوه فيما بعد) ومن بينها خطابات علي أمين من لندن.

وعلى الفور ذهب إلى الوثيقة التي أشر عليها عبد الناصر متأخرا 25 يوما كاملا..كانت عبارة عن الآتي: تقرير عن ملامح مؤامرة تستهدف الأوضاع في مصر..ونشر هيكل نص التقرير في ملحق الكتاب وأخفى سطورا مهمة قال إنه يخفيها حرصا على ما وصفه بـ "الصالح الوطني" ولم يكشف عنها حتى الآن.. وعلى المذكرة كتب جمال عبد الناصر تأشيرته حرفيا كالتالي: "التقي على أمين في روما بأحد المصريين المقيمين في ليبيا وأبلغه أن الوضع في مصر سينتهي قبل نهاية عام 70 " (وهي ذاتها عبارة بيريز الأسبوع الماضي) !

أصيب هيكل بالدهشة..وتذكر أن عبد الناصر كان في زيارة لليبيا بالفعل هذه الفترة.. لكن..هل أبلغوه في ليبيا بالمؤامرة؟ ولماذا رد على مذكرة بالتآمر عليه بذكر علي أمين تحديدا ؟ ومن هو المصري المقيم في ليبيا وقتها وأبلغه علي أمين بالأمر ؟ وماذا بلغه من جهاز المخابرات العامة بخصوص الأمر ولم يعرفه هيكل؟

الآن يحق لنا أن نسأل السيدين هيكل وشرف على قيد الحياة أطال الله عمرهما..ونسألهما..ما الحقيقة؟ وماذا كان في السطور المخفية من المذكرة السرية؟ ولماذا الصمت على اعترافات مجرمة باغتيال زعيم أمة لا يتردد حتى خصومه بطلب التوضيح لأنه أمر يخص كرامة مصر والشعب المصري كله وليس مؤيدو عبد الناصر وحدهم؟ ما الذي يعرفانه ويخفيانه؟ ولماذا كل هذا الصمت المدهش للحكومة المصرية التي اعترف زعيم الإرهاب الصهيوني علانية بقتل زعيم مصر الكبير بعد أيام من ذكرى وفاته وقبل أيام من احتفال أكتوبر وكأنه يقول " نحن هنا " !

إنه بيريز يا سادة من اعترف وليس تلميحات هنا أو هناك..أو مؤرخ أو باحث يتفلسف هنا أو هناك.. وليس تقريرا لصحيفة أو لموقع إلكتروني صهيوني نشر كلاما عبثيا هنا أو هناك..إنه بيريز أحد بناة الدولة الصهيونية ورئيسها الأسبق ورئيس وزرائها ووزير دفاعها مرات ومرات! وإن لم تحتج مصر الآن أو تدين أو تطلب تفسيرا أو تطلب تحقيقا..فمتى إذن؟
Advertisements
الجريدة الرسمية