رئيس التحرير
عصام كامل

ليس دفاعًا عن 30 يونيو!


أوردت في مقالى الماضى "وجهة نظر إخوانية" الملاحظات النقدية التي أبداها على مصر بعد 30 يونيو الدكتور "على فرج" وهو أستاذ أكاديمى يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية تعود على قراءة مقالاتى في الأهرام والتعقيب عليها بصورة نقدية في الغالب.

وقلت إننى – حين كانت صفحات التعليقات على شبكة الإنترنت مفتوحة أمام القراء – كنت أشير بصورة رقيقة لملاحظات القراء على كتاباتى سلبًا كانت أو إيجابًا.

وقد أرسل لى على بريدى الإلكترونى الدكتور "على فرج" – رسالة نقدية لما قلته عن الإيجابيات التي تبلورت في مصر بعد 30 يونيو وخصوصًا وضع دستور جديد وانتخاب "السيسي" رئيسًا للجمهورية والاستعداد للانتخابات البرلمانية. وهو في نقده يقول أولًا وأنا أقتبس من كلامه "العالم لن يخدع أبدًا ببلد يقتل المعتصمين في ميادينه العامة". وهذه الملاحظة أول تزييف للوقائع يقع فيه الدكتور "على فرج" بحكم هواه الإخوانى العميق ودفاعه عن الجماعة الإرهابية.

أولًا الاعتصام كان غير شرعى ولم يكن سلميًا، ولكنه كان مسلحا والمعتصمون من أفراد الجماعة قاموا بإرهاب سكان "رابعة العدوية"، وظنوا أنهم بهذا الإرهاب أقاموا في قلب العاصمة جمهورية إسلامية مستقلة! وقد برز ذلك في قيامهم بتفتيش الداخلين إلى الميدان والخارجين منه. وقد وجهت إليهم دعوات متعددة لفض الاعتصام ولكنهم رفضوا وأقاموا منصة تناوب عليها قادة جماعة الإخوان المسلمين في خطب تحض على العنف واستخدام القوة ضد الشرطة والقوات المسلحة.

وبعد تكرار إنذارهم بإخلاء الميدان وخصوصًا بعد أن ضغطت فئات الشعب من السكان على الحكومة لتحريرهم من إرهاب الإخوان، تمت عملية الفض بالقوة بعد إنذار المعتصمين ودعوتهم للخروج من ممرات آمنة. ولكنهم أطلقوا النار على الشرطة وكان لابد لها لفض الاعتصام من استخدام القوة. وقد سقط شهداء من الشرطة مما يدل على أن الاعتصام كان مسلحًا.

وثانيًا يقول الدكتور "على فرج"، إن مصر تسجن العلماء!
والسؤال هنا هل حين تكون أستاذًا جامعيًا وتحرض على العنف المسلح ضد الدولة أو تمارسه هل يعفيك ذلك من تطبيق القانون؟ والواقع أن من يدعوهم الدكتور "على فرج" "علماء" هم مجموعة من أساتذة الجامعة الذين لا يمتلكون فكرًا صحيحًا ولكنهم يصدرون عن مبادئ دينية تكفيرية، وليس لهم ولاء للوطن، وحلمهم الوهمى هو إقامة دولة إسلامية على نقيض الدولة المدنية، وتحويل مصر إلى ولاية من ولايات الخلافة التي يحلمون بإقامتها على أنقاض الدول المستقلة.

ومن أعجب الانتقادات التي يسجلها الدكتور "على فرج" أن الديمقراطية في مصر حاليًا بلا أحزاب (مع أن هناك 85 حزبًا جديدًا نشأت بعد ثورة 25 يناير بالإضافة إلى الأحزاب التقليدية) ويضيف الدكتور "فرج" أن دستور البلاد (ولا نعرف في الواقع أي دستور يقصد هل الدستور الملغى أو الدستور الجديد؟) يحكم على أحزاب تبنى أساسا إسلاميا وإلا تصادمت معه، وهذا كلام لا أساس له فلا الدستور الملغى ولا الدستور الجديد كان ينص على أن كل الأحزاب عليها أن يكون لها أساس إسلامى! والسؤال هنا ماذا يقصد بالأساس الإسلامى، هذا الكلام في منتهى الغموض.

ويضيف الدكتور "على فرج" أن الصحافة والمفكرين من الذين جعلوا كراهيتهم للإخوان طريقًا للرضا بعودة الحكم إلى العسكر في صورة "السيسي".
والواقع أن الشعب المصرى في غالبيته هو الذي خرج في 30 يونيو في انقلاب شعبى وليس عسكريًا لإسقاط حكم الإخوان الدكتاتورى، ومن ناحية أخرى "فالسيسي" تم انتخابه رئيسًا للجمهورية بمعدلات عالية لأن الشعب أدرك بعمق خبرته التاريخية أن حكم الإخوان الفاشل كان سيقود البلاد إلى كارثة لم تشهد مثلها من قبل!

كنا نتمنى أن يقرأ الدكتور "على فرج" الأحداث بعيون موضوعية بالرغم من هواه الإخوانى الصريح الذي جعله لا يدين أعضاء الجماعة ممن يغتالون ضباط الشرطة ويفجرون أبراج الكهرباء! نتمنى منه في المستقبل قليلًا من الموضوعية!
الجريدة الرسمية