رئيس التحرير
عصام كامل

الوفاء يحتضر والعهد يتبدد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حدثني صديق طالبًا مِني أن أكتب عن خيانة العهد وعن الوفاء الغائب ولأننا في الهم شركاء فالحديث بمثابة وجع جماعي للبشر لأن المبادئ تنحسر بالتدريج في وطن في أمَس ما يكون لثورة أخلاق إن كان يُرجى من الإصلاح ثمر.


الوفاء ينبع من الأخلاق ومن الإيمان الحق برسالة الأديان للأرض ومن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا يمكن أن يكون بعيدًا عن الأخلاق التي ينبع منها الوفاء، وتبقى الصورة قاتمة إذا ما بدأ الكلام عن كثرة الآلام جراء ركض البشر في فلك الدنيا الزائلة لأجل متاع لا محالة زائل، أخذًا بالقول الشرير: "الغاية تبرر الوسيلة".

ويبقى البشر في تنافر ماداموا ابتعدوا عن الاعتصام بحبل الله حيث ساير ضعاف النفوس منهم الشيطان وزين لهم الدنيا كأنها في قبضة أيديهم والعاقبة الغدر والخيانة ودوام النهم، ويبقى الحديث عن الوفاء موضع ألم وكثرة العقوق وعم التنافر في داخل الأسرة الواحدة ليمتد الأثر إلى مواضع كثيرة، وكم يؤسف أن فاقد الشيء لا يعطيه!

هي دعوة إلى الإيمان وتطهير القلوب من الآثام وسوف يندم كثيرا من يصم الآذان عن طريق الهداية سيرًا في طريق الغواية المؤدي إلى بئس المصير.

الحديث عن خيانة العهد والغدر وتعذر الوفاء مرير وليس أمام المرء إلا الدعاء لأجل صلاح الأحوال، وتبقى الوحدة خيرًا من جليس السوء ويبقى سؤال الله أجدى من خير لا يرجى من البشر.

في النهاية أعود إلى من طلب مني الحديث عن خيانة العهد وغياب الوفاء وانحسار الأخلاق راجيا منه أن يعتصم بالله في مواجهة آثام البشر التي تزداد مع تداول الأيام.
Advertisements
الجريدة الرسمية