رئيس التحرير
عصام كامل

شباب مصر في سيناء

شباب مصر - صورة أرشيفية
شباب مصر - صورة أرشيفية

إن الشباب هم قوة الأمة وعماد نهضتها، ومبعث عزتها وكرامتها، وهم رأس مالها وعدة مستقبلها، هم ذخرها الثمين وأساسها المتين، عزهم عزنا، وضعفهم ضعفنا، وخسارتهم خسارتنا؛ فدورهم في الحياة دور عظيم جدًّا، ومن يطالع سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) يجد أن معظم أصحابه كانوا شبابًا، وكثير من أتباعه (عليه الصلاة والسلام) كانوا من الفتية، أصحاب الهمم العلية، والنفوس الزكية، الذين زعزع الله بهم عروش كسرى وقيصر؛ فأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.


الحمل كبير والمطلوب من شبابنا كثيرا، أولها الحفاظ على مكتسبات وطنهم، وألا يكونوا آلة تخريب أو إفساد ووسيلة للإتلاف مثلما يفعل شباب الإخوان، بل يجب أن نعلم أن البركة والأمل في الشباب، لذا لا نلام عندما نهملهم ونستصغر إمكانياتهم ونحتقر قدراتهم وخبراتهم أن تهرم مجتمعاتنا وتنحط مبادئنا وتصدأ عقولنا ويهزأ بنا الآخرون.

يكاد يتفق معي كل الحكماء أن الشباب هم العقل المدبر والقيادات المحنكة لكل حياتنا ومؤسساتنا، إذا ما احترمنا آراءهم وعلمناهم البناء الصحيح والمتقن، ومزجنا حكمة الكبار بهمة الشباب من دون التقليل من شأنهم أو من أفكارهم وقدراتهم، فمن المهم أن نضع لهم اللبِنات الأولى في الجدار، وأن ندربهم التدريب المناسب، ليتابعوا البناء بعد ذلك على أساس سليم، ومهم أيضًا أن نبقى إلى جانبهم في بداية الطريق، ونشرف عليهم ونرعاهم حتى يشتد ساعدهم، لا أن نتركهم وحدهم، ثم نأتي لنوبخهم على أعمالهم في نهاية النهار، لأننا بذلك نكون قد قضينا على مواهبهم وإبداعاتهم وعلى طموحاتهم وأحلامهم دفعة واحدة.

كثير ما نجد أن هناك حلقة مفقودة بين الكبار والشباب، فبدلًا من أن يكون هناك لقاء وتعاون بين الجيلين، نجد صراعًا بينهما، ومن وجهة نظري أن السبب الرئيسي في ذلك هو غياب الحوار والنقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر، وهذا كله يؤدي بالنتيجة إلى تباعد كبير بين الجيلين، ويزيد الهوة بينهما، ليتهم يكونون رأب صدع لا معول هدم، والاعتراف بدور الشباب في إدارة البلاد وتحسين الأوضاع والإقرار بأنه صاحب المستقبل وصانع القرار حقيقة لم تتجاوز التصريحات..

هو كلام في الواقع يبشر بكل خير ودليل على وعي، ولكنه يبقى كلاما جميلا تطبيقه مستحيل، فنجد الشاب مغيبا عن المشاركة في قيادة المنظمات الكبرى والأحزاب وحتى المشاركة في حكم البلاد، وتفتخر الأحزاب السياسية خصوصا بالإقبال الشبابي وتشجع عليه بالدعاية فقط دون اهتمام ورعاية حقيقية تدفع به إلى الأمام، فهو الذي جرح واستشهد وجاب الشوارع بكل شجاعة ليحقق النصر.
الجريدة الرسمية