رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكاتب الإماراتى نبيل الكثيرى: أدب الثورات العربية "وهم" صدقه أصحابه

فيتو

  • الشعوب تعلمت الدرس ولن تسمح لمروجي الثورات باستغلالهم
  • الخروج على النص نوع من الشذوذ الفكري والاجتماعي والإنساني
  • محاولات الكتاب لربط إنتاجهم بالثورات "ساذجة"
  • كسر العادات والتقاليد في الأدب "فكر شاذ" من أجل الشهرة
  • التغيير بغرض الفوضى ليس له مكان من الإعراب
  • قطر تسعى لنشر الفوضى من أجل الوصول للعالمية 
  • الإخوان جماعة مشبوهة تسعى جاهدة لتدمير الإسلام والعروبة
  • أعضاء "التنظيمات الإرهابية" مرضى نفسيون بلا هدف 
  • بعض الدول العربية تعاني من الفوضى غير المسئولة
  • الأدب العربي يفتقر إلى المصداقية الكافية 
  • الآدباء استسهلوا جمع مادتهم دون معايشة حقيقية
  • دعاة التغيير في الوطن العربي لا يعرفون سوى لغة السلاح 

حوار: عماد ماهر

انتقد الكاتب الإماراتي نبيل الكثيري حالة الفوضى التي تسبب فيها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وأكد أنهم يسعون من أجل هدم الإسلام والعروبة، وأوضح أن قطر من الدول الداعمة للجماعة الإرهابية والتي تسعى لنشر الفوضى من أجل الوصول للعالمية.

بعين المثقف كشف "الكثيري" حقيقة ما يدور في الدول العربية، وتناول الحالة الثقافية للبلدان العربية، وأشياء أخرى كثيرة يكشفها في هذا الحوار...


*الكاتب نبيل الكثيري في سطور؟
اجتهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة وبدأت في طباعة ونشر وتوزيع أعمالي الروائية في الدولة والوطن العربي، كما وفقني الله إلى إصدار الطبعة الأولى من كتاب شيوخ المجد صناع السعادة في العام الماضي وأعمل حاليًا على إصدار الطبعة الثانية منه في شهر نوفمبر المقبل..

*لكل كاتب تقاليد في الكتابة.. فماذا عنك؟
لا أمتلك تقاليد أو تقاليع محددة وإن كنت أفضل الكتابة مع تباشير الصباح الأولى وتحديدًا قبل وبعد صلاة الفجر.

*ما مدى تأثير ثورات الربيع العربي فى الثقافة عمومًا في دول الثورات؟
لا يستطيع أحد أن يقرر مدى تأثير الثورات فى ثقافة الشعوب إلا بعد مضي عقد أو عقدين من الزمن على أقل تقدير، فالتأثير لا يتم بجرة قلم وما نراه من إصدارات يدعي أصحابها أنها من وحي الثورات ما هي إلا وهم صدقه أصحابها ويريدون أن ينطلي هذا الوهم على قرائهم في الوطن العربي، وفي الحقيقة ما هي إلا محاولات ساذجة لربط إنتاجهم بالثورات حتى يروجوا لأنفسهم كعادة معظمهم.

*هل اختفى محور الصراع بين العاطفة والواجب من الرواية العربية؟
العاطفة ما هي إلا نوع من أنواع الواجبات التي يؤديها الإنسان تجاه ما يحب أو ما ينتمي إليه سواء كان أهله أو حبيبه أو قبيلته أو وطنه، ولا يستطيع أحد أن يفصل بين العاطفة والواجب، فحيث توجد العاطفة يوجد الواجب الذي يجب على كل منا أن يلتزم به حتى ينزه عاطفته من الشوائب.

*البعض يعتقد أن العادات والتقاليد قد تسبب عائقًا في المجال الأدبي.. ما تعليقك؟
في تصوري أن العادات والتقاليد المكتسبة والتي يتوارثها كل إنسان أبا عن جد هي ما تكون شخصيته، والإنسان سواء كان موظفًا عاديا أو عاملا أو مبدعا في أي مجال من المجالات الإبداعية وأراد أن يصل إلى ما يصبو إليه من نجاح أو غنى أو شهرة بالخروج عن النص وكسر قيود العادات والتقاليد كما يدعي البعض، فإنه دون شك لا بد أن يكون شاذا فكريا واجتماعيا وإنسانيا، ويحتاج إلى إعادة تقويم حتى يتعلم أهمية الولاء والانتماء للعادات والتقاليد التي بدورها تمثل أسسًا وركائز أساسية من ركائز الولاء والانتماء للوطن، والمبدع الحقيقي سواء في المجال الأدبي أو غيره هو من يستطيع أن يطوع تلك العادات والتقاليد لتخدم عمله لا أن يبرر فشله أو قلة إنتاجه بقيود العادات والتقاليد.

*الأدب غير مربح خاصة في الدول العربية عكس الأجنبية.. كيف ترى هذا؟
ذلك أمر طبيعي خاصة في العقدين الأخيرين حيث اتجه الكثير من الناس في الوطن العربي لمتابعة وقراءة الترجمات للكتب الأدبية الأجنبية لبعد أحداثها عن مشاكل حياتهم اليومية وواقعهم المعاش، أضف إلى ذلك عدم وجود المصداقية الكافية في الأعمال الأدبية العربية، حيث إن معظمها لا يعد إلا تجميعًا وكفى، والأهم من ذلك أن العمل في الأدب في الدول الغربية يعد إحدى الصناعات المنتظمة التي تكفل لمن ينتمي إليها الربح الوفير إن هو التزم بالمعايير والأنظمة التي تحددها له شركات الرعاية الكبرى.

*نجيب محفوظ ويوسف إدريس والعقاد وغيرهم الكثير كانوا عمالقة في الأدب.. فلماذا وكأن ظاهرة العمالقة اختفت؟
أولا العمالقة في الأدب أو أي مجال آخر لا يعدون من ضمن الظواهر فحيثما يكونون تجد مجتمعهم عملاقا أسوة بهم، فمن الصعب أن يخلق عملاقا في مجتمع فاشل وإن وجد ذلك فهو يعد من النوادر، ومثلما أسلفت فالكتاب في العقدين الأخيرين أصبحوا يستسهلون جمع المادة الروائية ونشرها دون أي معايشة حقيقية لمجتمعاتهم وبيئتهم، حيث تجد أن أحدهم عاش العشرين عامًا الأخيرة من حياته في إحدى الدول الأوربية ومن ثم ينشر رواية أدبية بالعربية تدور أحداثها في بلده الأصلي دون أي معايشة فعلية للأحداث.

*الأوضاع السياسية في المنطقة العربية تشهد خللا كبيرا.. كيف تراها؟
الخلل أو الفوضى كما أسميها أتت من سوء الفهم لبعض دعاة التغيير في الوطن العربي، وعدم إلمامهم بمتطلبات شعوبهم وطرق التغيير السوية التي كان عليهم اتباعها والتي تأتي بالتدريج وبتثبيت دعائم الأمن والسلام، وليس بحمل السلاح ومقاتلة كل من يعارض معتقداتهم، وأرى أنها أزمة ومرت بعد أن انكشفت أقنعة من كان يجر البسطاء والعامة من الناس إلى المشاركة في صنع الفوضى وإن كانت بعض الدول العربية مازالت تعاني من تلك الفوضى غير المسئولة.

*قطر من الدول التي أثارت علامات استفهام كبيرة.. ما رأيك في الموقف القطري من القضايا العربية بشكل عام؟
مخطئة تلك الدول التي تعتقد أن وصولها للعالمية لا يتم الا عبر نشر الفوضى في المنطقة عبر التحالف مع ما يسمى "التنظيم العالمي للإخوان" وقياداته المشبوهة التي تسعى جاهدة لتدمير كل ما يتعلق بالإسلام والعروبة، وأرى أن عودة تلك الدول إلى الصواب لا يعد إلا مسألة وقت وقد بدأت بوادر ذلك تظهر مؤخرًا.

*كيف ترى ظاهرة داعش والتي تسببت في قلق كبير بالمنطقة العربية؟
يجب ألا نسمي التنظيمات الإرهابية التي تظهر من عقد إلى آخر في المنطقة بالظواهر فما هي إلا إرهاصات لأناس يعانون أمراضًا نفسية معقدة يبحثون بأنفسهم عن أماكن وجود المجموعات المسلحة في أي مكان بالعالم ليستطيعوا من خلالها ممارسة ما ترفضه وتجرمه المجتمعات السوية من قتل واغتصاب وتعذيب لأناس لا يعرفونهم ولا يهمهم معرفتهم دون واعز من أخلاق أو دين أو ضمير، ولكنهم سرعان ما سينتهون كما انتهت كل التنظيمات الإرهابية التي أتت قبلهم كتنظيم الجهاد وتنظيم القاعدة وتنظيم الإخوان المسلمين التي تم القضاء عليه مؤخرًا.

*كثير من الكتاب صوروا نظرة الغرب للعرب بأنها نظرة احتقار.. فماذا عنك؟
الغربيون ممن لم يعايشوا العرب أو المسلمين أو الآسيويين والأفارقة وشعوب أمريكا الجنوبية واللاتينية بشكل فعلي يحتقرون تلك الشعوب بشكل وراثي ليس لهم به إرادة وذلك يعود للمخزون الموروث عن آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يحللون احتلال تلك المناطق لتخلف شعوبها رغبة في تعليمهم وتحضيرهم كما كانوا يدعون، أما المتنورون منهم فلا أعتقد أنهم بتلك السطحية لأنهم يدركون بالطبع بمتابعتهم لمراحل التاريخ من هم العرب.

*ما سر حالة الاستقرار والتقدم التي تشهدها دولة الإمارات ؟
من فضل الله تعالى على أهل الإمارات أن أكرمها الله بالاتحاد تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. رجل حباه الله الحكمة والصبر والمهابة والطيبة فجمع الله على يديه قلوب وعقول إخوانه حكام الإمارات فجزاهم الله جميعا عنا خير الجزاء.

وأنعم الله علينا بحكام ساروا على خطى زايد وإخوانه فكان همهم صنع الإنسان قبل البنيان وتوفير التعليم والصحة والسكن وكل مظاهر الحضارة والرفاهية لشعبهم فالتف حولهم الشعب ليحققوا معًا الرفعة والتطور لدولتنا الحبيبة، وقادتنا يحبوننا مثلما يحبون أنفسهم وأبناءهم، وبيتنا متوحد في كل الإمارات، وذلك ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وولي عهد أبوظبي، ولله الحمد دولتنا تفتخر بأنها دولة يحكمها القانون والمؤسسات، وليس للثورات سواء كانت ربيعية أو شتوية.

ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة ولله الحمد لدينا نظام ديمقراطي يعتمد على الشورى والمصارحة والنقد البناء، ومن كان يريد أن يتابع صحفنا اليومية ومجلاتنا سيجد فيها متابعات وتحقيقات ومقالات يومية وأسبوعية، بعض منها يبين الإيجابيات التي يجب علينا الإشادة بها، والبعض الآخر لنقد السلبيات الناتجة عن الممارسات الخاطئة والتي نطالب بإصلاحها، ولا أخفيك خبرًا أن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله متابعون كل الأمور التي تهم أبناء الوطن وكل المقيمين على أرض زايد الخير، ونهجنا واضح لا ريب فيه، فنحن مع الحق أينما كان.

*تتوقع تغيير في المنطقة العربية الفترة القادمة.. وكيف ستكون برأيك؟
كلمة تغيير لا غبار عليها ولكن الأهم منها المقصود بها، فإن كان المقصود هو تغيير نحو الأفضل من حيث تلبية متطلبات الشعوب الحياتية اليومية فذلك أمر لا مناص منه وقد رأينا ذلك في الفترة الأخيرة في عدد من الدول العربية، أما التغيير الذي يراد به الفوضى فليس له مكان من الإعراب بعد ما حدث في بعض الدول العربية، وأعتقد أن الشعوب تعلمت الدرس جيدًا ولن تسمح لمروجي الثورات باستغلالهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية