رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل إلى السيدة ميرفت التلاوي


عندما تحتفى الصحف والفضائيات بالظهور المتكرر للسيدة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة، ودفاعها الشرس عن الزوجة المصرية "مكسورة الجناح".. تصيبنى حالة غريبة من الغضب المُضفَّر بالحقد والرغبة المحمومة لارتكاب حماقة كبرى في أي امرأة تصادفنى.

يا سيدتى..ألم تصادفك حكاوى جبروت الزوجات المفتريات وجرائمهن في حق الرجل..بدءًا من القتل والتقطيع، إلى المهانة والتقريع؟.ألم يصلك أن الزوج الشقيان المحترم صار اسمه "المَخفى"؟..ألم يصلك اعتياد تهديد الأم لأولادها بقولها والنبى لما يرجع "المخفى" أبوك من الشغل هاخليه يورِّيك ؟!..اقرئى معى لقطة من مسلسل الزوجات النكد..وليَّة توءم إبليس..مطينة عيشة جوزها..في لحظة وصل فيها الرجل إلى أعلى مراتب الخنقة، صاح غاضبًا: أنا عايز أغور من وشِّك، أنا عايز أموت..تقوم ترد الوليَّة اللى مش هاتورد على جنة تقول له: هو الموت بيرمرم؟!

والآن اسمعى ما حكاه لى صديق..قال كانت حكايات المناكفات الزوجية تثيرنى وتشد انتباهى لأن بها من الحيوية والإثارة والسخونة، ما يكفى لكسر خنقة ورتابة الحياة الزوجية، حتى لو أسفرت المناكفات عن إصابات، شريطة أن تكون أقل درجة من العاهات المستديمة..ذات يوم راودتنى رغبة عارمة للمناكفة الصاخبة، فقررت الأخذ بزمام المباغتة حتى أستعيد هيبة دولتى في البيت..المهم..

دون سابق إنذار ولا سبب، دعوتها فوقفت أمامى مطمئنة، ثم رفعت يدى وهويت بها بكل ما أوتيت من قوة على صدغها، فسقطَت في لحظة على الأرض، ثم استدرت أنا لأحمل الكرسى كى أكمل المهمة، غير أن سَتْر اللهِ كان أسرع حتى لا أقتلها، وسقط سقف الحجرة على رأسى، وظهر ضوء كالبرق للحظة قصيرة، ثم ساد الظلام المنزل بأكمله..وعندما أفقت وجدت نفسى ممددًا على سرير وحولى رهط من الأهل والأصدقاء والعيال، والشاش الأبيض يحيط بوجهى ورأسى، ثم سألتهم عن أخبار البيت والضحايا وهل سقط كله أم شقتنا فقط؟.. 

كتموا ضحكاتهم بصعوبة بالغة..ثم علمت أن سقف الحجرة الذي هوى على رأسى لم يكن سوى كرتونة بلاط قيشانى صغيرة كنت قد اشتريتها لترميم أجزاء من الحمام، وعندما سقطت مراتى على الأرض بعد أن ضربتها بالكف، وَجَدَت كرتونة البلاط أمامها، فحملتها ونهضت بسرعة لتهوى بها على رأسى، وأن الضوء المبهر كان الشرار الذي خرج من عينَىّ، والظلام كان الغيبوبة التي غرقت فيها!..بعد كل هذا..ألسنا بحاجة إلى مجلس قومى لحقوق الرجل المُهان؟!. يا ست ميرفت استرى علينا الله يسترك.
الجريدة الرسمية