رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الدكتور محمد عبد الوهاب: الذين يزعمون علاج سوفالدي لتليف الكبد كاذبون

فيتو


  • الدواء لن يقضى على فيروس سى وإذا حدث سأنحني احتراما لوزارة الصحة 
  • وزير الصحة وراء حالة الهوس التي أصابت مرضى التهاب الكبد 
  • المصريون فئران تجارب لشركات أدوية الغرب
  • مصر ستخسر 20 مليار جنيه بسبب التصريحات غير الصادقة عن دواء سي
  • الإسراع في تسجيل سوفالدي يثير الريبة 
  • هناك أدوية محرم استخدامها في العالم وموجودة بصيدليات مصر
  • هناك تسرع في الإعلان عن استخدام الدواء في وسائل الإعلام
  • من يدعي أن الدواء سيعالج 15 مليون مريض.. من أين جاء بهذا الرقم؟!
  • رغبة "ممفيس" و"العربية للأدوية" في تصنيع العقار محليا للربح 
  • لست ضد ظهور أي علاج لمرضى التهاب الكبد الوبائي
  • جميع الشركات العالمية تعلم أن سوق الدواء في مصر غير خاضعة للرقابة 
  • هناك أطباء تحولوا إلى مندوبي إعلان لشركات الأدوية 
  • الإتجار من جانب شركات الأدوية بملف الأدوية يخلق سوقا سوداء 
  • غش السوفالدي قادم في ظل غياب الرقابة الدوائية على الصيدليات 
  • الأدوية المهربة تدخل تحت اسم مكمل غذائي
  • تغيير لون العقار من الأصفر للأبيض يزيد من الشكوك في جدواه 


وصف بأنه أحد علماء مصر البارزين في مجال زراعة الكبد في العالم، ألقى 70 محاضرة بالدول الأوربية ورأس 45 جلسة علمية بالخارج، له 102 بحث علمى نشر منها 70 في الدوريات العالمية، تم إطلاق اسمه على عمليات البنكرياس حيث تم تكريمه مرتين باليابان في 2010، 2012 إلى جانب تكريمه في روسيا بموسكو وحصوله على ميدالية أذربيجان الكبرى والدبلومة الفخرية من جامعة بوخارست كأحد أكبر 8 جراحين عالميين إلى جانب تكريمه بتكريت في 2001.
الدكتور محمد عبد الوهاب المشرف على برنامج زراعة الكبد بجامعة المنصورة يسبح عكس التيار فيما يتعلق بعقار سوفالدى لعلاج مرضى التهاب الكبد الوبائى سى.
هو يؤكد أن إعلان وزير الصحة أن هذا العقار الأمريكى سيقضى على فيروس الكبد الوبائى غير صحيح لأنه لا يوجد عقار يقضى على التليف الكبدى ولكنه يحافظ على الحالة.
وقال الدكتور عبد الوهاب إن الادعاء بأن سوفالدى يصلح لمرضى التليف الكبدى كلام مطاطي سيكلف مصر 20 مليار جنيه من دم المرضى الغلابة وسيفتح المجال للسوق السوداء من جانب الصيدليات لجنى الأرباح وللاسف أطباء كبار ارتضوا أن يكونوا مندوبي دعاية لشركات الأدوية الأجنبية بحثا عن مصالحهم الشخصية فأجازوا العقار دون المرور بالخطوات المتعارف عليها عالميا من حيث التجارب العلمية
وأضاف الدكتور عبد الوهاب أن المرضى المصريين تحولوا إلى فئران تجارب لشركات الأدوية العالمية بمعاونة بعض الأطباء المصريين وغياب الرقابة الدوائية على الصيدليات مما سهل دخول العديد من الأدوية المحظورة عالميا وتباع بالصيدليات وأحيانا بلا روشتة بعد دخولها تحت اسم مكمل غذائى، وغيرها من التحفظات على العقار كشف عنها في حوار لـ "فيتو":

**في البداية كيف تفسر حالة الهوس التي أصابت المرضى منذ الإعلان عن عقار سوفالدى ؟

*هذا الكلام حقيقى، هناك حالة من الهوس أصابت المرضى منذ الإعلان عن العقار أملا في الشفاء والخطأ هنا خطأ وزير الصحة فأنا لست ضد أي دواء جديد من شأنه المساهمة في شفاء المرضى لكن لابد أن نكون حذرين إذا كان المنتج أجنبيا عند الاستعمال والدعاية له والمشكلة هنا جاءت من تصريح وزير الصحة بأن الدواء الجديد يعالج فيروس c1 ويعالج مرض تليف الكبد المصابين بفيروس c فضلا عن أنه يعالج جميع الأعمار حتى سن السبعين من هنا اندفع الناس للبحث عن العلاج، ودلالة المرض أن كل من يقوم بالتحليل يريد الحصول على العلاج سواء كان مفيدا لحالته أولا، لأن هذا العقار يستخدم للكبد السليم المصاب بفيروس c النشط في الأعمار المتوسطة حتى لا يحدث تليف خلال 20 أو 30 سنة وبالتالى تصريح الوزير خلق بلبلة في الشارع المصرى وهذا كله يصب في صالح شركات الأدوية المنتجة من خلال سحب الأدوية للسوق السوداء بطريقة أو أخرى لأننا نفتقد الرقابة الطبية على الصيدليات الأمر الذي يمهد لجمعها وبيعها للقادرين. 

**وكم ستتحمل مصر من أموال نتيجة هذه الأخطاء في الإعلان عن العقار ؟
*مصر سوف تخسر نحو 20 مليار جنيه خاصة بعد التصريحات التي تزعم أن الدواء يصلح لعلاج تليف الكبد، وهذا كلام مطاطي أضف إلى ذلك المواطن المصرى غير الأمريكى أو الأوربى فبالإضافة للفيروسات يعانى التلوث وزيادة نسبة المعادن والمبيدات الحشرية وبالتالى من يزعم علاج سوفالدى للتليف الكبدى واهم، بل إن الزعم بعلاجه للأعمار فوق سن السبعين كلام غير علمى لأن المريض في هذه السن وله كبد متليف فما جدوى إعطاؤه العقار وإنهاكه بشرائه؟!

**الأطباء انقسموا إلى فريقين البعض يرى أن سوفالدى انتصار للمرضى والبعض الآخر يرى عدم أهميته فما قولك ؟
*لابد أن نعترف أن هناك حالة من التسرع في الإعلان عن استخدام الدواء بهذه الصورة في جميع وسائل الإعلام مما دفع المواطنين المرضى وأصحاب الكبد السليم بالإسراع للحصول على العقار سواء أقرت اللجنة الطبية باحتياجهم له أم لا، ولو عدنا للماضى قليلا نجد أن الإنترفيرون لم يتم الإعلان عنه بهذا الشكل وكان يستخدم بشكل علمى لكل مريض حسب حالة الكبد والسن ونشاط الفيروس ولم يذهب مريض من تلقاء نفسه لشراء العقار وكان لابد من إجراء الفحوصات والتحاليل الشاملة، لكن ما حدث مع سوفالدي يثير الريبة والأغرب أنه ظهر أربعة أو خمسة أنواع جديدة وكأن المرضى المصريين فئران تجارب لشركات أدوية الغرب، وهذه الضجة الإعلامية لا تحدث في دول أخرى وبالتالى كان لابد من التروى في استخدام الدواء بشكل محدود وإذا ثبت فاعليته يتم التوسع رويدا رويدا.

**تقول إنه تم الإعلان عن أدوية جديدة وبعضها دخل إلى مصر كيف ذلك؟
*نعم هذا الكلام صحيح بل إن هناك أدوية لا تستخدم في العديد من الدول لخطورتها وموجودة بالصيدليات في مصر، وأحد المرضى دخل المستشفى للعلاج من أورام الكبد ويتكلف خلال فترة علاجه ما بين 50 إلى 60 ألف جنيه وللأسف اكتشف أن العقار الذي يتعاطاه لا علاقة له بالمرض بل إن العقار ممنوع استخدامه في إنجلترا وكل الدراسات التي أجريت عليه لم تعط سوى نتائج سلبية لمن تعاطوه وسبق أن ناقشت وزير صحة سابق في الأمر وحدث شد عنيف بيننا وهناك أدوية أخرى مثل (بيوجليتازون ) و(بروتيلوس) لهشاشة العظام ومرضى السكر تدخل مصر عن طريق الشركات المستوردة تحت اسم مكمل غذائى

**هل هذا يعنى أن المرضى المصريين أصبحوا فئران تجارب لشركات الأدوية الأمريكية ؟
*نعم هذا الكلام صحيح، المرضى المصريون أصبحوا كفئران تجارب لشركات الأدوية العالمية وبمعاونة بعض الأطباء للترويج لإنتاجهم وهذا الأمر يقتضى تشكيل لجنة حيادية من أصحاب الخبرة العلمية للتصريح بدخول هذه الأدوية عن طريق وزارة الصحة وهيئة الرقابة الدوائية لأن بعض الشركات لكى تستطيع تسجيل الأدوية تصنفها تحت مسمى مكمل غذائى ولدينا مئات الأنواع تحت هذا المسمى تملأ الصيدليات وأى مواطن يمكنه شراؤها حتى المخدرة ودون روشتة طبيب وجميع الشركات العالمية تعلم أن سوق الدواء في مصر غير خاضعة للرقابة من حيث بيعه بالصيدليات وبذلك تستطيع الشركة ببعض الإعلانات أو التسويق أن تبيعه للمواطن مباشرة أو عن طريق الصيدليات أو مخازن الأدوية أو بعض المكاتب التي تدعى استيراد الدواء 

**وما رأيك في تحول بعض الأطباء إلى مندوبين لشركات الأدوية العالمية ؟
*هذا صحيح أيضا وممكن أن يحدث دون قصد والطبيب يمكن أن يتحول إلى مندوب دعاية لترويج أدوية معينة للشركات الخارجية وهذا أمر بالغ الخطورة ولا يوجد له مثيل. 

**البعض يؤكد أن عقار سوفالدى يعالج 15 مليون مريض ما مدى إمكانية ذلك؟
*من يقل إن الدواء سيعالج 15 مليون مريض فليقل لنا من أين جاء بهذا الرقم وكيف لأننا لو ضربنا 15 مليونا في 1000 تكلفة المريض سيكون المطلوب 150 مليارا في حين أن من يحتاجون للعقار من الشعب المصرى تتراوح نسبتهم ما بين 15 إلى 20% وبالتالى هذه الادعاءات خبيثة والأجدى بهولاء أن يبحثوا من خلال وزارة الصحة والبيئة والزراعة والرى والإعلام عن خلق بيئة خالية من الأمراض وسوف تثبت الأيام أن هذا العقار إذا قضى على الفيروس سوف أنحنى احتراما لوزارة الصحة وهذا لن يحدث وهنا يجب أن يحاسب المسئولون على تصريحاتهم

**ما حقيقة قيام العديد من شركات الأدوية بالإتجار بحقوق التسجيل لتحقيق أرباح طائلة ؟
*هذا الكلام صحيح وحسب معلوماتى الشركات التي تتاجر بحقوق التسجيل عبر الإنترنت نوع جديد من الابتزاز لمصر وليس حبا فيها وبالتالى علينا التروى في دفع الفلوس وأى دواء جديد يحتاج الاحتياط قبل التوسع في استخدامه من خلال إخضاعه للتجارب حتى لا يحدث ما جرى بالمجتمع بعد الإعلان عن سوفالدى والأرباح الهائلة لهذا العقار هو ما يدفع بعض الشركات لشراء ملف الدواء بعد تسجيل العقار للتحكم فيه وزيادة أسعاره وخلق سوق سوداء وكله على حساب المريض وبالتالى نشاهد اختلافا حول أن لون العقار في العالم أصفر وفى مصر أبيض وسعر العبوة بالخارج غير سعرها في مصر وهذا سوف يسهل عملية غش العقار وهنا لابد أن نشير إلى أن إعلان شركتى ممفيس والعربية للأدوية عن الرغبة في تصنيع العقار محليا هدفه الربح أيضا باعتبار أن هذا جزء أساسى من عملها وأنا أؤيد إنتاج العقار محليا.

**أخيرا ما الرسالة التي توجهها لكل من وزارة الصحة والأطباء وشركات الأدوية والمريض المصرى؟
*وزارة الصحة أقول لها قبل الإعلان عن أي عقار يجب العمل في صمت بطريقة علمية لتحديد مدى صلاحيته وفاعليته وليس الدعاية له بواسطة الإعلانات وإنما باستخدام المرضى له. 
أما الأطباء فعليهم ألا يتاجروا بالمرضى من أجل منافع شخصية وأن يتقوا الله في المريض المصرى وإذا كان حقهم مهدرا هذه الأيام فهذا ليس سببا في الإتجار بالمريض.
أما شركات الأدوية فعليها وضع مصلحة مصر والمواطن المصرى خاصة المرضى في الأولوية ولو فعلت ذلك ستكون أرباحها كبيرة، والمريض المصرى عليه ألا يهرع إلى الصيدليات للبحث عن سوفالدى وأن يعرف أن كل الحالات لا تحتاج إلى العقار وأنه لمتوسطى العمر أصحاب الكبد الخالى من التليف والأورام.
الجريدة الرسمية