رئيس التحرير
عصام كامل

"مؤتمرات إعمار غزة" شاهدة على دعم مصر لفلسطين.. "السيسي" يدعو إسرائيل للالتزام بقواعد السلام.. "مبارك" يعقد مؤتمرا بعد عدوان 2009.. و5 مليارات دولار لإعادة الإعمار في أعقاب "الرصاص المصبوب"

فيتو

دائما ما كانت مصر هي الداعم الأول للقضية الفلسطينية، على الرغم من المحاولات التي يقوم بها البعض لتشويه الدور المصري، الذي انحاز دائمًا لمصالح الشعب الفلسطيني، وبخاصة في أوقات التصادم المباشر مع الكيان الإسرائيلي.


الدور المصري في إعمار غزة

ففي الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من الهجمات الإسرائيلية التي تقع بين الحين والآخر، يبرز الدور المصري لحشد العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني على الحياة، وهو الأمر الذي يظهر دائما في أعقاب أي غارة أوعدوان من قبل الاحتلال، حيث تدعو مصر إلى جمع المساعدات التي من شانها توفير سبل الحياة للفلسطيين.

ووفقا لهذا المسار، فقد استضافت القاهرة، اليوم الأحد، المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس أبو مازن، فيما ضم المؤتمر موفدين من نحو خمسين دولة بينهم وزراء خارجية نحو ثلاثين بلدًا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي كاثرين آشتون، ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير، وممثلو عدة هيئات إغاثية ومنظمات دولية وسياسية، مثل صندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية.

دعوة الالتزام بقواعد السلام

ودعا الرئيس السيسي خلال كلمته بالمؤتمر، إلى الالتزام بقواعد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين، والي توفير سبل الحياة للشعب الفلسطيني، فيما دعا الرئيس الفلسطينى أبو مامزن إلى إعادة إعمار غزة، وإصلاح ما أفسده العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي راح ضحيته مئات القتلى الفلسطينيين وآلالف الجرحى خاصة من الأطفال وكبار السن.

وياتي مؤتمر "إعمار غزة" وسط توقعات بجمع مبالغ ضخمة لمساعدة الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار غزة، خاصة وأن الولايات المتحدة كانت قد وعدت بتقديم 118 مليون دولار، فيما يتوقع أن تعلن عددا من الدول الأوربية والعربية المشاركة من مساهمتها بمبالغ كبيرة لعملية الإعمار.

وعلي الجانب الآخر، فإن مؤتمر اليوم ليس هو الأول في تاريخ "إعمار قطاع غزة " بعد العدوان الإسرائيلي، ففي مارس 2009 وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي المعروف بـ"الرصاس المصبوب" دعت مصر إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة اعمار قطاع غزة، عقده الرئيس الأسبق حسني مبارك في شرم الشيخ.

الدعم الاقتصادي لفلسطين

وفي هذا المؤتمر تعهد المشاركون بدعم الاقتصاد الفلسطيني، بتقديم نحو 5 مليارات دولار أميركي لإعادة إعمار غزة، خلال عامين، كما دعو إلى الفتح الكامل والفوري للمعابر المؤدية إلى القطاع، مؤكدين على ضرورة دعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وقد أوضح وزير الخارجية المصري –آنذاك- أحمد أبو الغيط في بيان ألقاه في نهاية المؤتمر، أن المشاركين أعربوا عن نيتهم في ضخ مساعداتهم، من خلال حساب الخزينة الموحد والآليات والصناديق الإقليمية، ومنها تلك التي استحدثها البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي والآلية الموحدة التي وضعتها الأمم المتحدة، وتلك التي اعتمدتها المفوضية الأوربية لإنعاش القطاع الخاص وتنمية الاستثمار، ووضعت تحت تصرف المانحين الدوليين.

وفي المقابل فقد ظهر عدد من التقارير الصحفية، التي تؤكد عدم وصول قطاع تلك الأموال بسبب الصراع بين حركتي فتح وحماس، حول الجهة التي من حقها الحصول على التبرعات والقيام بعمليات إعادة الإعمار.

تمرير المساعدات القطرية

وفي أعقاب عدوان 2012 على القطاع، فقد سمح الرئيس المعزول محمد مرسي بفتح معبر رفح بهدف تمرير المساعدات القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث كان الأمير القطري قد أعلن عن تقديم بلاده مشاريع لإعادة أعمار القطاع بمبلغ 400 مليون دولار.

وفي هذا الوقت، قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بغزة، إن إدخال مواد البناء عبر معبر رفح "ثمرة تواصل بين مصر وقطر، وهذا يندرج في سياق الثورة وان مصر لن تقبل بعد اليوم أن تحاصر أو تحارب أو تهان غزة، ولطالما قلنا أن الشعب المصري الأصيل لم يتورط يوما بحصار غزة".




الجريدة الرسمية