رئيس التحرير
عصام كامل

أنقذوا تاريخ مصر وأعيدوا كتابته


قد أصابت ثورات الخريف العربى الشعوب بحالة من اللامبالاة والاكتئاب وعدم الاكتراث بأى شىء مهما كانت كارثيته.
فهاهى نتيجة الثورات التي قام بها الشعب جعلت من صعاليكه صفوته وكالعادة وكما تعودنا ونحن نكتب كتب التاريخ تأخذنا المجاملات ونُدخل ونُعظم فيه مالا يستحق وكأن السرقة شىء مباح فإما أن تُسرق ثورتك وتأخذها عصابة أو تُسرق ويستغلها الصعاليك.


فقد صدقت تمرد أنها الثورة وأنها تملك أصوات الشعب وارتدى مؤسسها عباءة الزعماء وكأن الشعب قد التف حولهم عندما نادوه بالنزول يوم 30- 6 ولكن الحقيقة أن الشعب التف حول الفكرة التي كانت في عقل كل مصرى ولم يلتف حول أشخاص بعينهم.
وإن كان هناك زعيم فهو السيسي لا يقاسمه ولا ينافسه أحد هو الواحد الذي ينادى الشعب وتلبى الجماهير نداءه والشاهد على ذلك صندوق تحيا مصر والمليارات التي جمعت لتمويل قناة السويس الجديدة.


ولكن ما يحدث هو الخراب والدمار العقلى لأجيال آتية، لم نصنع قدوتهم،فكل ما فعلناه لهم هو ضياع مستقبلهم الفكرى.فالأمة فكرة وأسلوب حياة وأطفالنا لا ترى غير صعاليك صعدوا القمم فما عاد لهم قدوة غيرهم.

فقد نجح الإرهاب ومن وراءه في تسطيح عقول الأجيال بهدم الفن الراقى وإحلاله بكل ما هو هابط ورخيص. وبدل من أن يدرس الطلاب في المدارس تاريخ زعماء ورجال سياسة نهضوا بالأمة وغيروا العالم فأصبحنا ندرس محمود بدر و"تمرد" وغيرهما من بسطاء العقل.

فهل من منقذ لتاريخنا ؟!
انظروا إلى التعليم بداية من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية وإلى ما بعد الجامعة كما ذكرت في مقالتى السابقة (هكلملك محسن بك) فهل هذا تعليم يبنى عقلية وفكر إنسان يمكن الاعتماد عليه في بناء الوطن؟

يا فخامة الرئيس أعلم أنك وطنى ومحب لتراب مصر أحذرك عن حب لك من صغائر الأمور.فالأجيال القادمة لا تحتاج إلى المال والغذاء فقط ولكنها تحتاج في المقام الأول إلى قدوة فأين قدوتهم؟ وأين مؤسسات الدولة القوية التي تفرز قيادات فعلية غير هولاء الذين نراهم في كل وسائل الإعلام وكأن لاعمل لهم غير الكلام. فنحن نريد العمل وليس الكلام فبالعمل وحده تبنى الأوطان.

ما ظهر على سطح الوطن من خبائث هو أخطر من الإخوان وأكثر غرورا فاحذرهم.
وفي النهاية اقول:
أظافرُ تنهشُ في جسدى
والفقر يعجلُ من موتى
والموت منى يقتربُ
ما زلتُ حى أرزق
والناس تجهز في نعشى
ووحوش تنهش في لحمى
أحلامى باتت تؤلمنى
أوشكتُ أن أفقدَ صبرى
والأمل في صدرى يصرخ
ظمآنًا من يروى عطشى
وشبابى ينادينى إنقذنى
الهم بات يلازمنى
وسكين الجهل يقتلنى
من يمكن أن يُسكتَ أفكارى
من يمكن أن يقتلُ إحساسى
وبألغام العلم يفجرنى
فيموت الجهل بأشلائى
مسكينُ أنت يا عمرى
معك ضاعت أيامى هباء
وسماء بلادى لا تمطر ذهبًا
إلا على القوم الجهلاء
فلك الله يا مصر ويا أمة العرب فهل من منقذ وهل من يرى ويفهم أم هي أوهام تنتابنى ويا ليتها أوهام ويا ليتنى مصاب بالجنون ويا ليتها ويا ليتها ويا ليتها
الجريدة الرسمية
عاجل