رئيس التحرير
عصام كامل

حرب أكتوبر في الأدب الإسرائيلي.. «حرب جميلة» تتخيل وصول العرب إلى تل أبيب للانتقام من اليهود.. «رحلة في آب» تحكي عودة إسرائيل إلى حجمها الطبيعي.. «ريش» تتناول البحث عن جث

ذكرى انتصار أكتوبر
ذكرى انتصار أكتوبر

تعد حرب أكتوبر ذكرى أليمة في حياة اليهود، لن تستطيع الأيام محوها، ويحتل موضوع الحرب مكانة بارزة في الأدب العبري خاصة الرواية، فكانت الحرب موضوع يستلهم منه الأدباء الإسرائيليون إنتاجهم الأدبي، ويمكن حصر 8 روايات تناولت الحرب كموضوع لها.


رواية "حرب جميلة" 
وكتبت عام 1974، للكاتب دان بن آموتس، وهو كاتب وصحفي ولد في بولندا وهاجر إلى إسرائيل في طفولته، وتعد الرواية بمثابة هجوم عنيف على النظام السياسي الإسرائيلي الذي كان السبب في حرب أكتوبر.

ويخصص الراوي أغلب المادة الروائية لوصف مشاهد من الحرب، ولطرح أفكار ومشاعر تثيرها الحرب لديه، بشأن معنى الحياة على وجه العموم، ومعناها في إسرائيل بشكل خاص. 

ويتخيل الكاتب أن يحقق العرب انتصارا ساحقا على إسرائيل، ويصلوا إلى تل أبيب، فيمارسون أعمالا انتقامية، ردا على ما تعرضوا له من تنكيل وجرائم على أيدي الإسرائيليين.

"رواية العاشق 1977" 
وهي للكاتب إبراهام يهوشواع، وتتناول الرواية قصة آدم الإسرائيلي الذي يبحث عن عشيق زوجته "جبريئيل"، الذي فقد منذ ذهب لتسليم نفسه في الجيش كجندي احتياط في حرب أكتوبر، دون أن يرد إليه استدعاء. 

ويحكي جبريئيل لزوج عشيقته آدم عن سوء المعاملة التي تلقاها لدى وصوله إلى مركز التعبئة من جانب الضابط المسئول، الذي بدا له أنه يسعى إلى إهلاكه بإرساله إلى الميدان، دون أن يكون لديه علم بالحرب ودون أن يتلقى أي تدريب على الأعمال العسكرية. 

رواية ملاذ "1976"
وهي للكاتب سامي ميخائيل، وتتناول الرواية العلاقات بين أعضاء إحدى الخلايا الشيوعية التي تضم عربا ويهودا في حيفا في الأيام الثلاثة الأولى للحرب، مع شرح مواقفهم المتناقضة منها.

وفي هذه الرواية يطلب مردوخ اليهودي العراقي من زوجته شولا عشية عيد الغفران، استضافة اثنين من أصدقائه العرب الأعضاء في التنظيم الشيوعي الذي ينتمي إليه، الأول هو فؤاد العربي المتزوج من يهودية وله منها ابنان، أحدهما يعتبر نفسه عربيا والآخر يعتبر نفسه يهوديا. 

والثاني فتحي، الشاعر الفلسطيني الشاب، وعندما تندلع الحرب يضطر فتحي بناء على تعليمات التنظيم إلى الاختفاء في بيت مردوخ خوفا من الاعتقال، وفي نفس الوقت يترك مردوخ زوجته لترعى ابنهما المتخلف عقليا ويذهب ليلبي نداء الاستدعاء للخدمة في الاحتياط.

وفي مرحلة معينة تعتقد شولا أن زوجها مات، ويظن فتحي أن انتصار العرب الوشيك سيكون ساحقا للدرجة التي تجعلهم يصلون إلى تل أبيب. 

ويعرض على شولا أن تترك البيت وتذهب معه ليوفر لها الملاذ الآمن كما فعلت معه، فترفض وهو ما يوحي ضمنيا باستحالة التعايش بين اليهود والعرب.

رواية ريش "1979"
وهي للكاتب حاييم بئير، وتعتبر هذه الرواية في الأصل رواية ذكريات تتناول الهوة التي تفصل بين المثاليات وبين الواقع السياسي لدولة إسرائيل بعد حرب أكتوبر، غير أن ما يضفي عليها طابعا خاصا هو أن الرواية هنا تأتي من وجهة نظر جندي عمل في الفترة الأخيرة من الحرب وفي الفترة التالية لها في البحث عن جثث الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب في منطقة فنارة.

وكانت فنارة تظهر في أحلامه كالكابوس، وتأتي إفاقة هذا الجندي عندما يكتشف أن إحدى الجثث التي انتشلتها وحدته من مياه القناة هي جثة ابن صديق لأسرته.

ويكتشف هنا أن قتلى الحرب ليسوا مجرد أرقام ترد في إحصائيات وبيانات وزارة الدفاع، وأن لكل منهم أبا وأما وأقارب وأصدقاء وزوجة وأولاد سيفتقدونه إلى الأبد، وفي نقطة معينة يتذكر قول صديق له إن الناس يدفنون رءوسهم في الرمال ولا يريدون مواجهة المشكلة ويستمتعون بدفء الأوهام الذي يشعرهم بالهدوء.

رواية "رحلة في آب" (1980)
للكاتب أهارون ميجيد، وقد حاول الكاتب بإطلاق اسم "رحلة في آب "على روايته، أن يلفت نظر القراء الإسرائيليين إلى رحلة أخرى بدأت في شهر (أغسطس) عام 1978، وهي رحلة الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، التي كانت بمثابة بداية عودة إسرائيل إلى حجمها الطبيعي، وعلى هذا فإن الرواية تعتبر محاولة لتجسيد الواقع الإسرائيلي حسبما يظهر في الحقيقة بعد حرب أكتوبر 1973.

رواية "الصحوة الكبرى" (1982) 
وهي للكاتب بيني برباش، وتتناول الرواية شهادة العقيد إيلي هانجبي أمام لجنة التحقيق العسكرية التي تحقق في خطأ ارتكبه في أوج المعارك في الحادي عشر من أكتوبر 1973، وأن هذا الخطأ له تأثير مدمر على مستقبل العقيد إيلي، الذي يدفعه هذا التحقيق إلى التفكير في حروب الجنرالات، التي ترفع عن المشاركة فيها.

ويعتقد العقيد إيلي أن نجاته من العقاب الذي ينتظر أن يوقع عليه، الذي يتمثل في تجميده في منصب إداري في أحد مراكز التدريب، رهن بإفاقة أساف ضابط عمليات كتيبته، الذي فقد وعيه نتيجة لإصابته في الحرب.

رواية "ظهور إلياهو" (1999)
وهي للكاتب يزهار، وتعتبر هذه الرواية مجموعة من ذكريات الكاتب، عن الأسبوع الأخير من الحرب في الجبهة المصرية في منطقة الدفرسوار، التي عرفت في وقت لاحق باسم الثغرة، وحاول الكاتب إكساب الذكريات طابعا قصصيا بإدراج قصة البحث عن صهره إلياهو كجزء منها، وتبدأ الراوية بالتساؤل عن مكان إلياهو، وتنتهي باللقاء بين الطرفين.

رواية "علامة التنشين" (1999)
وهي للكاتب حاييم سباتو، هذه أيضا رواية ذكريات تتناول الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الجبهة السورية.. ويصف فيها الكاتب، كيف دمر السوريون الدبابات الإسرائيلية كالحشرات في الهجوم الأول.

وتوضح القصة مدى تخاذل الجنود الإسرائيليين، والبطولات التي أبداها الجنود السوريون في الأيام الأولى للحرب، قبل التدخل الأمريكي لمساعدة إسرائيل. 
الجريدة الرسمية