رئيس التحرير
عصام كامل

هكلملك محسن بك


لا أعرف حقيقًا ما معنى أن يقدم شخص نفسه على أنه ناشط سياسي؟ فكل صنعته هي الاسترزاق من الفوضى ؟ فكما في عالم الفن من وجود نجوم وكمبارس وجمهور، فكذلك عالم السياسة هناك أشخاص جاءوا إلى مسرح الأحداث لإشعال الحرب مأجورين من جهات معينة، وأخرون يسترزقون من تلك الأحداث وكل حسب إمكانياته. وهناك الشعب الذي يدفع من دمه نتيجة تصديقه لهؤلاء.


فأنا لا أريد تسفيه المشهد ولكن عليكم أن تنظروا إليه من أعلى فكيف لكثير من الأسماء مثل أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح وأسماء محفوظ وغيرهم الكثير حصلوا على ثرواتهم وثرائهم هذا ؟

كيفو نحن كغيرنا من أبناء هذا الوطن شاركنا في كل الأحداث والمؤتمرات وصرخنا وهتفنا ودفعنا وخسرنا الكثير فقط من أجل أن تربح مصر، من أجل إيماننا بما نفعل،وكل ماظهر علينا هو ديونا ذادت وأعباء مالية تثاقلت على كأهل الجميع ؟! هذا بخلاف الشهرة وتقاتل القنوات الفضائية عليهم لكى يقدم أحدهم برنامجًا لها وهو لافكر ولاثقافة له ولامؤهلات..و بعد ذلك عندما يخالف القانون ويعاقب بالسجن يخرج علينا العفن لينادى بالإفراج عنه!

وعندما يخرج تكون تلك البداية لعالم الثراء الفاحش والطريق إلى البرلمان والأكثر من هذا تصديقهم لإنفسهم حينما يطالبون كُتاب التاريخ بإدراجهم سطوره ويطالبون الحكومة بحقيبة وزارية.. فيالها من مسخرة ! والأمر لم يتوقف عند هؤلاء ولكن هناك تحت الرماد براكين..

فكثير من كمبارس السياسة اليوم مثلهم الأعلى هؤلاء حتى وإن سمعتهم يسخرون منهم ويهجوهم ولكن في قرار أنفسهم يتمنون لو أصبحوا مكانهم. فهل بالكلام فقط تتقدم الشعوب؟ وأين القدوة التي نقدمها لأبنائنا؟ فماعاد التفوق يبهر الشباب وخصوصًا وإنهم يرون صفوة المجتمع من الجهلاء والخونة والعملاء وبعد ذلك نجد من يلقبهم بألقاب جامعية مثل السيد الأستاذ الدكتور وبكل سهولة وبلا تعب لدرجة أنهم يصدقون أنفسهم وأخرون يلقبونهم بألقاب قضائية مثل سيادة المستشار وإن زادت درجته في العمالة والخيانة يصبح معالى السفير فهى مجرد ألقاب وشهادات رخيصة يوزعها من لاصفة له بها.

فيكفى عندما تقوم بتدشين مركز ما أن تطبع شهادات مكتوب عليها شهادة دكتوراه فخرية وتكتب عليها أسماء أشخاص وأمام الجميع الكل ينادوك بالصفة الجديدة ومع الوقت تصدق نفسك. فلماذا التعب والمجهود وأين هي القدوة ؟

فتسطيح عقول الأجيال الحالية والقادمة هي الحرب المدمرة للشعوب العربية فقد ضاع التعليم في المدارس والجامعات الحكومية بإنشاء المدارس والجامعات الخاصة والجامعة المفتوحة فهى أماكن ليست للتعليم ولكنها لمنح الرخص عن طريق الحكومة بالإضافة للهيئات التي تمنح نفسها صفة لإصدار شهادات ورقية لاأصل لها.

فتصورا معى إنسان كل مؤهلاته الدراسية دبلوم تجارة وتمنحة جمعية من جمعيات المجتمع المدنى شهادة دكتوراه ويظهر علينا في كل المحافل مسبوقا اسمه بالدكتور فلان فلا هو ولا الجمعية لهم صفة من الأصل ولكن الكل يسخر من الكل ويضيع المعنى الحقيقى للقدوة الإنسانية.

فقد انتصر على بك مظهر على صديقة وتسبب في انتحاره، فقد صدق الفنان العظيم محمد صبحى، فاليوم الكل أصبحوا الدكتور المستشار السفير على بك مظهر وأنتحر العلم والعلماء ولو حد نفسه ممكن أكلمله محسن بك.
فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك.
الجريدة الرسمية