رئيس التحرير
عصام كامل

داعش..السيناريو المفتوح !


* انتهى دور الدبلوماسية الناعمة، وآه يا ناعمة يا غريبة.. وصَبَغَت المفردات الخشنة وجه الخطاب التعبوى لوقف تمدد الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش".. آخر خطاب للرئيس الأمريكى أوباما كان تدشينًا لحملة مواجهة داعش عسكريًا على الأرض، من منطلق أن المعارك لا تحسم بقصف الطيران، وإنما تحسم على الأرض.


عفوًا لاستخدام مطلع الأغنية الشهيرة، وإن كنت قد تعمدته، من باب الإسقاط الساخر على ما يحدث..لسبب بسيط وهو أن ما يجرى مجرد "نمرة" جديدة وكأننا بلغنا مرحلة من الغفلة جعلتنا نطرب لسماع القوى العظمى وهى "تغنى علينا"، وغَنِّى لى شوَىّ شوَىّ غَنِّى لى وخُد عَيْنَىّ.

الآن فقط صدقت وعن قناعة كاملة أن داعش صُنِعَ على أعين أجهزة استخباراتية وعلى رأسها المخابرات المركزية الأمريكية سى آى إيه..ولدى دليلان..الأول أن صحيفة "نيويورك تايمز" في 12 سبتمبر الجارى كشفت عن اتصال السيناتور الأمريكى جون ماكين بأبي بكر البغدادى زعيم داعش، وأشارت إلى صور جمعَتْهُا نُشرت بعد زيارته لشمال سوريا في مايو2013.. ثانيًا أمريكا هي التي هيأت المناخ وحرثت التربة لنمو وظهور داعش..السؤال كيف؟.

الجواب أنها مكنت للشيعى المتعصب نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى السابق،ومنحته الضوء الأخضر لممارسة الظلم والتهميش ثم القمع والتنكيل بأهل السنة العراقيين،حتى في احتجاجاتهم السلمية..والنتيجة انسداد تام في الأفق السياسي واليأس من الإصلاح والتوافق الوطنى..الأمر الذي اضطر العشائر والشباب إلى حمل السلاح،ثم انضمام شباب عانى التهميش والاضطهاد في دول عربية أخرى،فضلًا عن الوجود الجاهز للجيلين الثالث والرابع من القاعدة والحركات الجهادية بالعراق،فحمل الجميع السلاح،وكل هذا بتدبير مُمَنْهَج من الأجهزة وعلى رأسها السى آى إيه.

واضح أن المخطط المخابراتى قطع مسافة مهمة على صعيد فرز حجم وقوة "داعش"،غير أن ما يميز المرحلة الحالية من السيناريو هو توفير المساحة الجغرافية الواضحة المعالم والأبعاد التي تسمح باستيعاب الجهاديين أو الجانب الأكبر منهم فيما يمكن أن نطلق عليه "المصيدة" إن صح التعبير،ومن ثم تتوفر عوامل الحرب النظامية المفتوحة التي تستطيع من خلالها القوات المتحالفة والمقاتلة بالوكالة مع أمريكا أن تحقق نصرًا كاملًا،بعد أن أثبتت كل التجارب المعاصرة أن حروب العصابات لم تُمَكِّن أمريكا والناتو وحلفاءهما من تحقيق انتصار ولا تغليب إرادة.

في تقديرى المتواضع أننا أمام سيناريو بلا نهاية..سيناريو بلا حسم..سيناريو مفتوح على كل الاحتمالات..وعينى بترف وراسى بتلف وعقلى فاضِل له دقيقة ويسِفْ.. شكلها طارت!
الجريدة الرسمية