رئيس التحرير
عصام كامل

بعد المبيت في «مزدلفة».. حجاج البيت الحرام في «منى» يحيون سنة إبراهيم.. يرمون «جمرة العقبة» و«ينحرون الهدي» و«يحلقون رءوسهم».. ويؤدون «طواف الإفا

حجاج البيت الحرام
حجاج البيت الحرام

بعد قضاء أكثر من مليون ونصف حاج للركن الأكبر في الحج، أمس الجمعة، بالوقوف على صعيد "عرفات" الطاهر، توجهوا صباح اليوم إلى مشعر "منى" لرمي "جمرة العقبة الكبرى" تأسيًا بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم الطواف بالبيت العتيق طواف الإفاضة، ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدي، وعنها يتحللون من الإحرام بما يسمى التحلل الأصغر.


رمي الجمرات
إلا أن رمي الجمرات ليس مجرد ركن من أركان الحج، وإنما هو إحياء لقصة الذبح العظيم التي قدمها أبونا إبراهيم (عليه السلام)، الذي طلب الله (سبحانه وتعالى) منه أن يذبح ابنه إسماعيل، وعند تلبية إبراهيم نداء ربه له أفداه المولى (جل وعلا) بذبح من "الخراف"، وكان رمي الشيطان بالجمرات لوسوسة إبليس، لإبراهيم (عليه السلام) حتى يرده عن طلب ربه له بذبح ولده.

وروي أن "إبليس" قال للنبي إبراهيم (عليه السلام): "أمن المعقول أن يذبح الأب ابنه"، محاولًا من ذلك أن يدفعه لمخالفة أوامر الله، وذهب أيضًا "إبليس" إلى إسماعيل (عليه السلام) ليقنعه بمخالفة أوامر والده، لكن جاء رد إبراهيم برجم "إبليس" ثلاث مرات، ليؤسس لأحد أركان الحج وهو رمي الجمرات.

فعل النبي
وطبقًا لشرح الدكتور زغلول النجار، أحد علماء التفسير، فإن الحكمة من ذلك أيضًا هي رجم الشيطان الرجيم ليعرف أن العبد الصالح لا يتبع إلا كلام رب العزة متبعًا لسنة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم). كما ورد عن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) عندما حج مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات يُكبِّر مع كل حصاة، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم قال: "هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة"، وفي لفظ: "إنه لما انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ورمى بسبع، وقال هكذا رمى الذي أُنزلت عليه سورة البقرة".

الأخطاء المتبعة
وهناك بعض الأخطاء التي يأتيها الحجاج عند رمي الجمرات، منها أن بعض الناس يظنون أنه لا يصح الرمي إلا إذا كانت الحصى من مزدلفة، ولهذا تجدهم يتعبون كثيرا في لقط الحصى من مزدلفة، قبل أن يذهبوا إلى منى، وهذا ظن خاطئ، فالحصى يؤخذ من أي مكان، من مزدلفة، من منى، من أي مكان يؤخذ، المقصود أن يكون حصى.

ولم يرد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه التقط الحصى من مزدلفة حتى نقول إنه من السنة، فليس من السنة، ولا من الإلزام أن يلتقط الإنسان الحصى من مزدلفة، لأن السنة إما قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو فعله أو إقراره.

من الأخطاء أيضًا عدم التيقن من أن الجمرات سقطت في المرمى أم لا، الحصاة إذا لم تقع في المرمى فإن الرمى لا يصح، ويكفي أن يغلب على ظنه وقوع الحصاة في المرمى ولا يشترط اليقين لأن اليقين في هذه الحال قد يتعذر، وإذا تعذر اليقين عمل بغلبة الظن، ولأن الشرع أحال على غلبة الظن فيما إذا شك الإنسان في صلاته، كم صلى، ثلاثًا أم أربعًا ؟، فقال النبي (عليه الصلاة والسلام): "ليتحرى الصواب ثم ليتم عليه".

المغالاة
أما الخطأ الأكبر فهو المغالاة في الرمي حيث يقوم الحجاج باستخدام النعال أو الخشب أو قطع من الحجر كبيرة الحجم، إلا أن الثابت عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الرمي يكون باستخدام حصوات تكبر بقليل عن حجم حبة "الحمص"، وأن يكبر الحاج عند كل رمية.

أما الخطأ الشائع طبقًا لموقع "إسلام ويب" هو توكيل الغير في رمي الجمرات رغم توافر القدرة على الرمي، وهو يعد استخدام رخصة في غير محلها، ويخالف قوله - تعالى: "وأتموا الحج والعمرة لله".
الجريدة الرسمية